تعرف الأميبا الآكلة للدماغ أو النيغلرية الدجاجية بأنها كائن وحيد الخلية يعيش في البيئات المائية العذبة الدافئة الضحلة مثل البحيرات والأنهار والينابيع الحارة، ويعيش أيضًا في التربة. يُعد من الكائنات المستقلة، إذ لا يحتاج إلى كائن مضيف ليعيش.
يصاب الأشخاص الذين ينتقل إليهم هذا الكائن بمرض يسمى التهاب السحايا والدماغ الأميبي الأولي (PAM)، وهو التهاب خطير يصيب الجهاز العصبي، ويكون قاتلًا في معظم الحالات.
أسباب العدوى بالأميبا الآكلة للدماغ:
يعد دخول المياه الملوثة بالأميبا عبر الأنف ثم إلى الدماغ من أشيع طرق العدوى، يحدث ذلك عادةً عند السباحة أو الغوص أو التزلج على ماء ملوث، ويمكن في حالات نادرة أن يكون الماء الملوث ماء صنبور مسخن أو ماء حوض سباحة غير معقم كفاية بالكلور.
يمكن أيضًا أن يصاب الشخص عبر استنشاق الغبار الملوث، وتجدر الإشارة إلى أن ابتلاع المياه الملوثة لا يسبب الإصابة بالعدوى النيغلرية.
تتراوح عدد الحالات في الولايات المتحدة الأمريكية من صفر إلى ثماني حالات، وتجرى الدراسات لمعرفة مدى شيوع الإصابة بالعدوى النيغلرية الدجاجية فعلًا.
يتساءل العلماء عن سبب عدم إصابة بعض الأشخاص بالأميبا بالرغم من تواجدهم في منطقة أصيب فيها أشخاص آخرون، بينما لا توجد أي حالة لانتشار العدوى من شخص لآخر مباشرةً، ويدرس الباحثون أيضًا إمكانية انتقال الأميبا بواسطة نقل النسج أو التبرع بالأعضاء.
يمتلك بعض الأشخاص أضدادًا للأميبا، ما يشير إلى إصابتهم ونجاتهم منها، وأعيد تصنيف بعض حالات الوفاة الناتجة عن التهاب السحايا على أنها وفيات ناتجة عن الإصابة بالأميبا النيغلرية الآكلة للدماغ.
أعراض الإصابة بالأميبا الآكلة للدماغ:
تظهر أعراض النيغلرية PAM فجأةً وتكون شديدة منذ البداية، وتتضمن:
- حمى شديدة.
- صداعًا مؤلمًا جدًا.
- غثيانًا وإقياءً.
- ارتعاشًا.
- أعراضًا مشابهة لأعراض التهاب السحايا مثل تيبس الرقبة والتحسس الشديد للضوء.
- تخليطًا عقليًا.
- غيبوبة.
يصل معدل الوفيات لأكثر من 97% حتى مع العلاج، ويدخل المريض في غيبوبة متبوعة بالوفاة بعد أسبوع إلى عشرة أيام من ظهور الأعراض.
تبلغ فترة حضانة الأميبا من يومين إلى 15 يوم بعد التعرض له.
تشخيص النيغلرية الآكلة للدماغ:
يطلب الطبيب في حال الشك بالإصابة بهذه الأميبا فحص السائل الدماغي الشوكي عبر إجراء يعرف بالبزل القطني للتأكد من وجود الأميبا فيه. وقد يطلب أيضًا خزعة دماغية للتأكد من ذلك.
علاج الإصابة بالأميبا النيغلرية الآكلة للدماغ:
يُعد استخدام مضاد فطري يسمى أمفوتريسين B العلاج الأمثل لالتهاب السحايا والدماغ الأميبي الأولي. عولج بعض الناجين في أمريكا الشمالية بإعطائهم توليفة من الأدوية تضمنت الأمفوتريسين B والريفامبين والفلوكونازول ودواء يسمى ميلتيفوسين المعتمد لعلاج داء الليشمانيات، وهو مرض طفيلي ينتشر بواسطة ذباب الرمل.
كانت أفضل النتائج لطفلين شفيا تمامًا بسبب التشخيص المبكر والعلاج بالأدوية المناسبة، بالتزامن مع تبريد الجسم لدرجة حرارة أقل من الطبيعية لتدبير الوذمة الدماغية.
الوقاية من الأميبا النيغلرية الآكلة للدماغ:
- تجنب السباحة أو ممارسة الرياضات المائية في بيئات مياه عذبة دافئة وخصوصًا المياه الراكدة دون استخدام سدادات الأنف.
- تجنب استخدام مياه الصنبور لتنظيف الأنف والجيوب الأنفية، واستعمال الماء المقطر أو المعقم فقط.
يُعد التشخيص المبكر وعلاج العدوى في أسرع وقت أمرًا حاسمًا، لذلك تجب زيارة الطبيب أو غرفة الطوارئ فور الإصابة بحمى أو صداع بعد التعرض لمياه عذبة دافئة.
اقرأ أيضًا:
داء الأميبات: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
تعرف على الأميبا التي يمكنها أن تأكل دماغك
ترجمة: بشار ياسر محفوض
تدقيق: جعفر الجزيري
مراجعة: لبنى حمزة