من المحتمل أن تكون بعض أقدم النجوم في الكون راقدة في سحابة غازية على بعد 13 مليار سنة ضوئية.
ربما عثر علماء الفلك على بقايا بعض النجوم الأولى في الكون. تختلف الآثار الكيميائية لهذه الأجسام البعيدة التي يزيد عمرها عن 13 مليار عام عن النجوم الأصغر سنًا، مثل شمسنا، ويأمل العلماء بواسطة دراستها في تسليط الضوء على كيفية تشكل النجوم والمجرات والعناصر الأساسية.
نُشر البحث في مجلة الفيزياء الفلكية وشاركت في تأليفه العالمة ستيفانيا سلفادوري من جامعة فلورنسا.
في بدايات الكون، وُجدت العناصر البسيطة جدًا مثل الهيدروجين والهليوم. وتوهجت النجوم الأولى بواسطة تلك العناصر. مع مرور الوقت خلقت أنويتها الساخنة جدًا العناصر الأثقل مثل الكربون والأكسجين والمغنيسيوم، وفي نهاية المطاف ظهرت المعادن، فتشكلت الأجيال اللاحقة من النجوم من سحب الغاز الحاوية على الذرات الثقيلة، واليوم معظم النجوم التي يلاحظها العلماء غنية بالمعادن مثل الحديد.
تتكون شمسنا من 98% من الهيدروجين والهيليوم، لكنها تحتوي على كميات ضئيلة من العناصر الثقيلة مثل الحديد والنيون والكربون.
لم يلاحظ أحد النجوم الأصلية قليلة المعادن مباشرة، إذ ربما تلاشى معظمها أو انفجر منذ فترة طويلة. لكن ما زال العلماء قادرين على مراقبة بعض البقايا الغبارية بالنظر على بعد مليارات السنين الضوئية.
باستخدام تلسكوب المرصد الأوروبي الجنوبي الكبير VLT، نظرت سلفادوري وفريقها إلى ثلاث سحابات بعيدة من الغازات المكونة للنجوم. لن تخبرنا هذه السحابات الكثير، لكن الضوء القادم من أشباه النجوم القريبة -وهي نوى مجرية شديدة السطوع تكونت من الغبار المتساقط في ثقب أسود هائل- ساعد على الكشف عن أسرار تلك السحابة.
حدد الفريق العناصر التي تتكون منها البقايا النجمية بناءً على الأطوال الموجية للضوء التي تمتصها سحب الغاز. ومن المؤكد أن الغيوم كانت تفتقر بشدة إلى الحديد والعناصر المعدنية الأخرى، ولكنها غنية بالكربون والأكسجين والمغنيسيوم، وهو بالضبط ما كان يتبقى بعد نفاد وقود النجوم الأولى وانفجارها، وفقًا للباحثين.
يتتبع هذا البحث مع أبحاث أخرى أصول النجوم، وقد يساعد على تفسير تشكل النجوم الفتية، بما في ذلك تلك الموجودة في مجرة درب التبانة.
تقول سلفادوري في بيان لها: «يفتح اكتشافنا آفاقًا جديدة لدراسة طبيعة النجوم الأولى بشكل غير مباشر، ويكمل دراسات النجوم في مجرتنا».
اقرأ أيضًا:
دليلك الكامل لمعرفة أنواع النجوم منذ ولادتها في سحابة الغبار وحتى موتها العنيف
ما أقدم نجم في الكون؟ وما الأحدث؟
ترجمة: حنا مسيكه
تدقيق: جعفر الجزيري