درس فريق دولي من علماء الفلك «كويكبات طروادة» الخاصة بنبتون، المعروفة بلونها الأحمر، وقد نشروا النتائج التي توصلوا إليها في مجلة الإخطارات الشهرية للجمعية الملكية الفلكية، في 14 فبراير.
هذه الكويكبات حمراء بوضوح، على عكس لون نبتون الأزرق، ومعظم الكويكبات الأخرى في النظام الشمسي.
تتبع كويكبات طروادة النبتونية مسارًا حول الشمس يشبه مسار نبتون. تقبع هذه الأجسام الصخرية في نقاط جاذبية مستقرة بين نبتون والشمس، أو بين نبتون وكوكب بلوتو القزم. رغم اكتشاف هذه الكويكبات عام 2001، فإنه لم يُرصد سوى القليل منها، أقل من 50 حتى الآن.
نُدرة اكتشاف كويكبات طروادة النبتونية ليس بسبب ندرة وجودها، بل على الأرجح بسبب صعوبة اكتشاف الصخور الفضائية الصغيرة البعيدة جدًا. يتراوح قطر هذه الكويكبات بين 50 و100 كيلومتر، وتدور حول الشمس على بعد نحو 4 مليارات ونصف كيلومتر. قبل هذا البحث، درس العلماء فقط 13 من هذه الكويكبات باستخدام بعض أكبر وأقوى التلسكوبات على الأرض.
وفقًا لبرايس بولين، عالم الفلك في مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا، المؤلف الرئيسي للدراسة، فقد زاد البحث الجديد عدد كويكبات طروادة النبتونية التي رُصدت باستخدام التلسكوبات الكبيرة، لتتجاوز العدد السابق بأكثر من ضعفين.
على مدار عامين، حلل فريق بولين البيانات من أربعة تلسكوبات، هي تلسكوب مرصد بالومار في كاليفورنيا، وتلسكوب جيميني الشمالي والجنوبي في هاواي وتشيلي، وتلسكوب كيك في هاواي. راقب الفريق 18 من كويكبات طروادة النبتونية وحللوا لونها. أظهرت النتائج أن غالبية هذه الكويكبات كانت أكثر احمرارًا من الكويكب العادي، وأربعة منها كانت حمراء بشكل استثنائي.
نظرًا إلى اللون القرمزي الذي تتميز به، يمكن استنتاج أن كويكبات طروادة النبتونية تحتوي كميات كبيرة من المركبات العضوية الحساسة للحرارة مثل الميثانول والأمونيا. توجد هذه المواد في صورة جليد، وعندما تتعرض لقدر كبير من الإشعاع الشمسي، فإنها تتحول بسرعة إلى غاز. على هذا، توقع العلماء أن الكويكبات الأقرب إلى الشمس ستكون أقل احمرارًا بكثير، إذ تتبخر المواد العضوية منها بفعل الإشعاع الشمسي.
بالفعل، أكد الباحثون وجود تدرج في اللون الأحمر للكويكبات، إذ يبدأ بالصخور الرمادية الداكنة الأقرب إلى النظام الشمسي الداخلي، ثم يتدرج إلى اللون الأحمر الداكن في النطاق الخارجي لمدار بلوتو.
اقترح الباحثون أن عددًا من الكويكبات الحمراء المنتشرة حول نبتون ربما نشأت بعيدًا عن الشمس في وقت مبكر من بداية النظام الشمسي، قبل أن تتحرك نحو المركز وتعلق في نهاية المطاف بمدار نبتون. بدراسة هذه الكويكبات، ربما يمكن الحصول على نظرة عامة حول كيفية تكوّن الكويكبات خلال المراحل المبكرة للنظام الشمسي، وكيفية تغير تركيبها على مدار 4.6 مليارات سنة الماضية.
اقرأ أيضًا:
أحد أكبر الثقوب السوداء المكتشفة على الإطلاق يبدو أكبر مما توقعنا!
ناسا تعلن أسماء رواد الفضاء الذين سيهبطون على سطح القمر بنهاية عام 2023
ترجمة: عبد الله محمد
تدقيق: أكرم محيي الدين