ألقت وكالة ناسا نظرةً فاحصة على صخرة غريبة على سطح المريخ، تُعرف باسم «بانسن بيك»، إذ سُميت ياسم قمة في حديقة يلوستون الوطنية في وايومنغ.
عندما صورت المركبة «برسيسفيرنس» الصخرة على سطح المريخ للمرة الأولى، لفتت انتباه علماء ناسا على الفور.
أوضحت ناسا: «كانت هذه الصخرة مثيرة للاهتمام، لأنها تقف شامخة بين التضاريس المحيطة بها على كوكب المريخ، ولها بعض التكوين السطحي المثير للاهتمام على جانبها الأيسر».
ميزة أخرى للصخرة برزت في الصورة: الوجه الرأسي القريب أمام المركبة مباشرةً. يثير الوجه الرأسي اهتمام الفريق العلمي لسببين: أولًا، قد يعطي الوجه الرأسي للصخرة رؤية مقطعية لأي طبقات كيميائية أو فيزيائية قد تحدث في الصخر. ثانيًا، عادةً ما يكون الوجه الرأسي أقل تغطيةً بالغبار، وهو خبر سار لأدواتنا العلمية!
في 11 مارس، استخدمت المركبة بريسيفرنس أداة الحفر الخاصة بها لجمع عينة من الصخور، التي يبلغ طولها 1.7 متر × 1 متر، التي توجد على سطح كوكب المريخ لتحليلها، بعد أن وجدت أن 75% منها يتكون من حبيبات الكربونات مع السيليكا -النقية تقريبًا- بواسطة تحليلها بمقاييس الطيف.
لماذا يثير هذا الصخر بالتحديد اهتمام ناسا؟
جزء كبير من مهمة المركبة هو جمع عينات من الصخور والتربة التي قد تحتوي على علامات دالة على الحياة الدقيقة القديمة على المريخ، وصخور مثل هذه قد تكون أفضل فرصة للعثور عليها.
قال العالم في المشروع كين فارلي: «ببساطة، هذا هو نوع الصخور الذي كنا نأمل العثور عليه عندما قررنا البحث في فوهة «جيزيرو». تقريبًا جميع المعادن الموجودة في الصخور التي أخذنا عينات منها للتو تكونت في الماء. على الأرض، غالبًا ما تكون المعادن المترسبة في الماء جيدة في الحفاظ على المواد العضوية القديمة والتوقيعات الحيوية. قد تخبرنا الصخرة عن الظروف المناخية للمريخ التي كانت موجودة عند تشكيلها».
رغم الحاجة إلى مزيد من التحليل، يعتقد الفريق أن الصخرة قد تكون جزءًا من بحيرة قديمة.
أضافت العالمة بريوني هورغان: «ما زلنا نستكشف حافة الفوهة ونجمع البيانات، لكن النتائج حتى الآن تدعم فرضيتنا القائلة بأن الصخور هنا تشكلت على طول شاطئ بحيرة قديمة».
يدرس الفريق أفكارًا أخرى لتفسير أصل الحافة وحِدّتها، إذ توجد طرق أخرى لتشكيل الكربونات والسيليكا. لكن بصرف النظر عن كيفية تشكل هذه الصخرة، من المثير حقًا الحصول على عينة.
تواصل المركبة بريسيفيرنس جمع عينات على طول فوهة جيزيرو على المريخ، وتتجه نحو منطقة تُعرف باسم «الملاك الساطع»، التي يُعتقد أنها تحتوي على صخور أقدم بكثير. وفقًا للمخطط، ستُرجع العينات في النهاية إلى الأرض بواسطة مهمة جمع العينات المتجهة إلى المريخ عام 2028.
اقرأ أيضًا:
هل تود العيش على سطح المريخ؟ ناسا تبحث عن متطوعين
الكشف عن تاريخ بحيرة قديمة على سطح المريخ
ترجمة: ياسمين سيد نبوي
تدقيق: زين حيدر