IBM تصنع التاريخ
أول خدمة حوسبة كمومية بالعالم
كلنا مندهشون من قوة وقدرة الحواسيب الكمومية (Quantum Computers) – وهي أجهزة تستخدم ظاهرة كمومية (Quantum Phenomena) عجيبة للقيام بالعمليات بقوة فائقة عن مثيلاتها التقليدية المتواجدة اليوم.
للأسف الشديد ، حتي الآن لايوجد حاسوبٌ كمومي ملموس أو واسع الانتشار لكي نفزع ونهرع !
لكن IBM تُجهز للموضوع من أجل المستقبل، بإعلانهم إطلاق خدمة الحوسبة الكمومية عالمياً في أواخر العام الحالي.
سيتم تسمية الخدمة بـ أي بي إم كيو (IBM Q)، وستعطي الأُناس حق استخدام حواسيبهم الكمومية في مراحلها الأولى باستخدام الإنترنت بتكلفة معينة.
إن النموذج الأقرب إلى المستهدف حتى الآن والوحيد لدي IBM، يعمل على 5 كيوبتات (Qubits) فهي ليست بالسرعة المعهودة للحواسيب الكمومية بالنسبة إلى الحواسيب التقليدية، لكنها تتطور تكنولوجياً يوماً عن يوم.
أعلنت الشركة أنها عازمة على تصنيع حواسيب تعمل على 50 كيوبت (Qubits) في الأعوام القليلة القادمة، في خلال تلك الفترة، تبني IBM الأنظمة والبرمجيات المُستخدمة بواسطة الإنترنت وهذا يمكّن أي شخص في العالم من استخدام الحاسوب الكمومي بكامل قوته فور الإنتهاء من تجهيزه. يُعتبر IBM Q شريان الحياة لهذه الجزئية.
على عكس الحواسيب التقليدية، والتي تستخدم 0 أو 1 لترميز (Code) المعلومات، تشتهر الحواسيب الكمومية باستخدامها لظاهرة غريبة وهي ظاهرة التراكب (Superposition)، والتي تسمح للذرة بأن تصبح في وضع الـ 0 والـ 1 في الوقت ذاته. تلك الأجزاء الكمومية (Quantum Bits)، أو الكيوبت (Qubits)، تمنح الحواسيب الكمومية قوة معالجة أكبر من الحواسيب التقليدية.
أما الآن، فمن الصعب عمل ومعالجة الكيوبت، هذا ينطبق على المعامل الأعلى تقنياً. و تلك الصعوبة تُفسر امتلاك IBM لـ 5 كيوبت يعملون سوياً في حاسوب واحد، على الرغم من عقود البحث الطويلة ومن المفترض على الكيوبتس تبريدها لدرجات أقل من الصفر بقليل لكي تعمل.
بنت الشركات مثل (جوجل – Google) والعديد من معامل البحث الجامعي، حواسيب كمومية بسيطة، واستخدمت جوجل حاسوبها لمحاكاة (مُركِب – Molecule) لأول مرة، مظهرةً قوة هذه التقنية المتفوقة على غيرها حجماً وانتشاراً.
لكن بدلاً من التركيز على الجزء الملموس في الحاسوب (Hardware)، أبدت IBM اهتمامها في (برمجيات – Software) الحواسيب الكمومية، وكيفية جعلها متاحة للعامة.
قال أرفيند كريشنا (Arvind Krishna) مدير البحث في IBM:
«استثمرت IBM عبر عقود في مجال الحوسبة الكمومية المتصاعد ونحن ملتزمون بتوسيع إتاحة الأنظمة الكمومية وقدرتها العملاقة الداعمة للمجتمعات العلمية ومجتمعات الأعمال»
النظام مبني على خبرة الشركة الكمومية، والذي تم إطلاقه العام الفائت مجاناً للباحثين المُوافَق عليهم.
بدأ المبرمجون والمطورون بتجربة كتابة الأكواد البرمجية لأنظمة كمومية.
الهدف من ذلك امتلاك خدمة فعالة مبنية على التخزين السحابي (Cloud) جاهزة للعمل عندما يتم الانتهاء من تجهيز الحاسوب الكمومي وجعله متصلاً بالإنترنت.
أضاف الفيزيائي (كريستوفر مونرو -Christopher Monroe) من جامعة ماريلاند (University Of Maryland)، وهو غير مشارك في IBM : «وضع الآلة علي سحابة هو أكثر الأمور من المُفترض فعلها»
كما عقّب (دافيد كاستلفيتشي- Davide Castelvecchi) الكاتب في مجلة (Scientific American) . «لكنها ستتطلب الكثير من الجهد لتوصيل النظام إلى المستوى المرجو.»
التحدي في ذاك الوقت، كان على الورق (نظرياً)، لأنها آلة تعمل على 5 كيوبت سهلة البرمجة والمحاكاة، أما الكيوبت الحقيقي لاتعمل بهذا الشكل حقيقةً، بل تتعامل مع ذرات مُتغيرة السلوك إستناداً على الأحوال البيئية.
قال (إسحق شوانج -Isaac Chuang) فيزيائي في معهد ماستشوسيس للتكنولوجيا (MIT) :
«التحدي الحقيقي هو القدرة على جعل خوارزميتك (Algorithm) تعمل على أجهزة حقيقية لها عيوبها»
صرّحت IBM أنه في البضعة شهور الفائتة، أكثر من 40 ألف استخدموا خدمة الخبرة الكمومية (Quantum Experience Service) في تشغيل وتجربة 270,000 برنامج ونُشِر 15 بحث كما جاء في التصريح.
وتتنبأ IBM أيضاً، بأن الخدمة الكمومية ستصبح أكثر فاعلية وذات فائدة أعلى.
أضافت IBM في تصريحها: «ستوفر الحواسيب الكمومية الحلول للمشكلات المهمة مهما تكُن الأبعاد مهمشة بسبب عدم توافر البيانات اللازمة وهنا تزيد الإحتمالات وعليك أن تخوض وتستكشف لتصل إلى إجابة في وسط الاحتمالات الضخمة والتي تفوق طاقة المعالجة للحواسيب التقليدية»
حتى الآن لاتوجد تصريحات تفيد بماهية تكلفة IBM Q، أو كيف سيتم الموافقة على المستخدمين. لكن علينا أن نعترف بأنه من المشوق أن تكون من أوائل مستخدمي الحوسبة الكمومية.
ترجمة : ماريو جورج سامي
تدقيق: أسمى شعبان
المصدر