«لماذا تُسرق البنوك؟ لأنها الأماكن التي يوجد فيها المال». غالبًا ما يُنسب هذا القول بغير دقة إلى سارق بنك الولايات المتحدة ويلي “الماكر” ساتون، لكنه صحيح. تاريخيًا، استهدف اللصوص البنوك بسبب كمية الأموال الموجودة في خزائنها، إضافةً إلى المجوهرات وشهادات الأسهم والأشياء الثمينة الأخرى في صناديق الأمانات.
يبذل اللصوص جهودًا كبيرة لسرقة أحد البنوك. وتشمل هذه الجهود حفر أنفاق سرية وتفجير الجدران وخطف مدراء البنوك وتفكيك أجهزة الإنذار.
إليكم خمس سرقات جريئة للبنوك فر فيها اللصوص بالملايين.
1- سرقة بنك بيكر ستريت:
في إحدى قصص شيرلوك هولمز للمخرج آرثر كونان دويل “The Red-Headed League”، حاول مجموعة من الرجال سرقة قبو بنك بحفر نفق تحته من مبنى قريب، وبعد مرور ثمانين عامًا على نشر القصة، حدثت عملية سطو مشابهة جدًا في الشارع نفسه الذي أقامت فيه شخصية هولمز الخيالية.
في عام 1971، استأجر مجموعة من اللصوص متجرًا في الطابق الأرضي بالقرب من فرع بيكر ستريت لبنك لويدز في لندن. سبق وأن اكتشفت المجموعة أنّ للبنك قبوًا مليئًا بصناديق الأمانات وأن أجهزة الإنذار والاستشعار في القبو كانت مغلقة لإطلاقها إنذارات خاطئة بسبب أعمال الطرق القريبة. حفر اللصوص نفقًا من المتجر المأجور استخدموه لدخول القبو عبر أرضيته في أوائل سبتمبر.
في الواقع، سمع أحد الهواة المبتدئين للتخاطب عبر الراديو اللاسلكي ، وهو روبرت رولاندز، اللصوص وهم يدردشون على أجهزة راديو الإرسال والاستقبال في أثناء السرقة، فأبلغ الشرطة. فتش الشرطة باب القبو في فرع شارع بيكر بينما كان اللصوص بداخله، لكن لأن الباب كان ما يزال مغلقًا،ظنوا أن لا شيء مشبوهًا هناك.
سرق لصوص البنوك ما يقدر بـ3 ملايين جُنيه استرليني (حوالي 7 ملايين دولار أمريكي في ذلك الوقت و 51 مليون دولار اليوم). ومع ذلك، فقد أخطأ أحدهم باستخدام اسمه لتأجير المتجر الذي حفروا منه النفق، وأدى هذا السهو إلى إدانته مع ثلاثة رجال آخرين متورطين في السرقة.
2- سرقة بنك كاليفورنيا المتحدة:
في 24 مارس 1972، اقتحم مجموعة من اللصوص بنك كاليفورنيا المتحدة في لاغونا نايجل، كاليفورنيا، بناءً على معلومة مفادها أن الرئيس ريتشارد نيكسون قد خبأ حوالي 30 مليون دولار من أموال حملة غير قانونية هناك. سرق اللصوص ما يقدر بـ 12 مليون دولار، ما جعلها أكبر عملية سرقة بنك أمريكي في ذلك الوقت.
وبحسب الشائعات فإن مبلغ الـ30 مليون دولار كان في الواقع رشوة من جيمي هوفا، الرئيس السابق لنقابة سائقي الشاحنات الدولية. (خفف نيكسون عقوبة سجن هوفا عام 1971). قاد فريق السرقة أميل دينسيو، الذي جند ابن أخيه وشقيقه وزوج أخته ورجلين آخرين لتنفيذ السرقة.
ذكر هاري باربر ابن شقيق دينسيو والمُشارك في السرقة، لصحيفة ديلي بيست في عام 2019: «ابتداءً، لم يكن نيكسون رئيسًا مفضلًا لدينا، فاستنتجنا أنه لا يستطيع الشكاية لأي أحد، لمن سيشتكي وهو قد سرقها بنفسه!».
عَطّل اللصوص نظام إنذار البنوك برش الجزء الداخلي من جهاز الإنذار الرئيس برغوة تصليح ألواح التزلج، واستخدموا الديناميت لتفجير ثقب في سقف البنك يوم الجمعة، وقضوا عطلة نهاية الأسبوع بأكملها يمرون عبر القبو.
تعقب مكتب التحقيقات الفدرالي اللصوص في النهاية، لكن ما يزال غير واضحًا ما إذا كانت الأموال التي سرقوها في الواقع جزءًا مما خبأه نيكسون سرًا.
3- سرقة بنك الشمال في إيرلندا الشمالية:
في يوم الأحد قبل عيد الميلاد في عام 2004، وصل مجموعة من لصوص البنوك المُقنعين إلى منزلي مديرين تنفيذيين لبنك في إيرلندا الشمالية، عمل كلا المديرين كريس وارد وكيفن ماكمولان في المقر الرئيس لبنك الشمال في بلفاست. احتجز اللصوص عائلات الرجلين وهددوا بقتلهم إذا لم يساعداهم في سرقة المال من البنك.
وفي اليوم التالي، وصل المديران وارد وماكمولان إلى العمل كما لو لم يحدث شيء، حسب مطالب الخاطفين. في نفس اليوم مساءً وبعد إغلاق البنك، فتح وارد وماكمولان الخزنة للخاطفين الذين فروا بحوالي 26.5 مليون جنيه إسترليني (حوالي 42.5 مليون دولار أمريكي في ذلك الوقت).
على الرغم من عدم وجود أي دليل، اتهم رجال الشرطة حركة الجيش الجمهوري الإيرلندي بالسطو، وهي منظمة عسكرية في إيرلندا الشمالية تعارض الحكم البريطاني. عقدت هذه الاتهامات عملية السلام المستمرة في إيرلندا الشمالية ضمن المملكة المتحدة. ومع ذلك، في الـ18 عامًا الماضية منذ السرقة، لم يُتهم أي شخص بارتكابها.
4- سرقة البنك البريطاني للشرق الأوسط:
في يناير 1976، وسط فوضى الحرب الأهلية اللبنانية، نظمت مجموعة لصوص أكبر عملية سرقة لصناديق الأمانات وفقًا لموسوعة غينيس للأرقام القياسية. كان الهدف البنك البريطاني للشرق الأوسط في بيروت.
فجرت المجموعة جدارًا مشتركًا بين البنك وكنيسة كاثوليكية بالمتفجرات. وبعد أن فتح صانعو الأقفال الخزانة، فر لصوص البنوك بما يقدر بـ20 إلى 50 مليون دولار من سبائك الذهب، وشهادات الأسهم، ومجوهرات وعملات مختلفة.
مع أن وسائل الإعلام البريطانية والأمريكية زعمت أن اللصوص على صلة بمنظمة التحرير الفلسطينية، فإنه لم يُتهم أي شخص بخصوص هذه السرقة.
5- سرقة البنك المركزي البرازيلي:
في عام 2005، استأجر مجموعة من لصوص البنوك مبنى في فورتاليزا في البرازيل باسم شركة عشب صناعي، لم تصنع المجموعة في الواقع العشب الصناعي، بل حفروا نفقًا يزيد طوله عن 250 قدمًا يمتد إلى فرع البنك المركزي في المدينة.
استغرق اللصوص حوالي ثلاثة أشهر لحفر النفق من المبنى المستأجر إلى البنك، وفي عطلة نهاية الأسبوع الأولى من شهر أغسطس اخترق الفريق أرضية البنك وفروا بأكثر من 150 مليون ريال برازيلي (كانت تعادل حوالي 70 مليون دولار أمريكي في ذلك الوقت) ولم يدرك الموظفون في البنك أن السرقة قد حدثت حتى يوم الاثنين.
بعد مرور شهرين، اختُطف القائد المفترض للسرقة “لويس فيرناندو ريبييرو” البالغ من العمر 26 عامًا للحصول على فدية. وبعد أن دفعت عائلته 890 ألف دولار كفدية، قتله الخاطفون وتركوا جثته على طريق خارج ريو دي جانيرو.
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في ذلك الوقت أن بعض المدعين العامين في البرازيل اعتقدوا أنه قد يكون ضباط الشرطة هم من تورطوا في اختطاف ريبيرو وقتله.
اقرأ أيضًا:
كل ما تود معرفته عن فضيحة ووترغيت
ترجمة: صفا روضان
تدقيق: هزار التركاوي