استفاد علماء الفلك من تلسكوب جيمس ويب لالتقاط صور لأبعد المجرات في الكون حتى الآن، والتقط التلسكوب مؤخرًا صورة رائعة لكوكب المشتري.
نشرت ناسا يوم الاثنين صورًا مدهشة التقطها هذا التلسكوب الكاشف للأشعة تحت الحمراء من الكواكب المجاورة في نظامنا الشمسي.
لدينا الآن صور لكوكب المشتري التُقطت في 27 يوليو 2022 بكل تفاصيله، منها غلافه الجوي المتقلب، والبقعة الحمراء الكبيرة -وهي عاصفة هائلة ما تزال ثائرة منذ قرون وحتى يومنا هذا- وأيضًا صور لعواصف أخرى في نظامنا الشمسي.
التقط التلسكوب أيضًا صورًا للحلقات النحيلة المحيطة بالمشتري المكونة من جسيمات الغبار الناجمة عن الركام الفضائي، وصور واضحة للشفق على كلا القطبين الجنوبي والشمالي للكوكب، وصور لقمرين من أقماره وهما أمالثيا وأدراستيا. أما بالنسبة للبقع غير الواضحة في خلفية الصورة، فهي مجرات أخرى بحسب ما نشرته ناسا.
يقول عالم الكواكب من جامعة بيركلي في كاليفورنيا إيمك دو بيتر الذي قاد مهمة الرصد العلمية في تصريح: «لم نتوقع أبدًا أن تكون الصور بهذه الروعة. إن رؤية تفاصيل كوكب المشتري في صورة واحدة تشمل الحلقات حوله، والأقمار الصغيرة، وحتى المجرات أمر رائع بالفعل».
يُوصف تلسكوب جيمس ويب على أنه خليفة تلكسوب هابل. أُطلق جيمس ويب إلى الفضاء بتاريخ 25 ديسمبر 2021 بعد مضي أكثر من عقدين على تصميمه. منذ ذلك الوقت، وُضع هذا التلسكوب في منطقة ذات مدار جاذبية مستقر تبعد عن الأرض مليون ميل، وإحدى مهام التلسكوب جمع الأشعة تحت الحمراء. وقد بلغت تكلفة إنشاء تلسكوب جيمس ويب 10 مليار دولار.
يستطيع تلسكوب جيمس ويب العودة إلى الماضي 400 مليون سنة بعد حدوث الانفجار العظيم، وذلك بفضل عينات الأشعة تحت الحمراء التي يجمعها وتعجز العين البشرية عن رؤيتها.
التُقطت الصور الجديدة لكوكب المشتري بفضل فلتر كاميرا الأشعة تحت الحمراء (NIRCam) المزود بها التلسكوب.
لُونت الصور لإظهار الأشياء المميزة على الكوكب مثل الشفق المذهل في قطبيه.
يقول عالم الكواكب جيمس أودونو من وكالة استكشاف الفضاء اليابانية على تويتر: «يعجز العقل عن وصف روعة الصور الجديدة لكوكب المشتري التي التقطناها بواسطة تلسكوب جيمس ويب. تجد القليل من كل شيء، فالصور تُظهر الغلاف الجوي المضطرب، والشفق في قطبي الكوكب، والحلقات المحيطة به، والأقمار الصغيرة، وحتى بعض المجرات في الخلفية».
بحسب ما نشرته ناسا، توصف ظاهرة الشفق على أنها اجتماع عدة ألوان مصدرها الضوء ولا تحدث هذه الظاهرة على كوكب الأرض فقط. في الواقع، يحتوي المشتري على أكثر شفقٍ سطوعًا في النظام الشمسي أجمع.
تحدث ظاهرة الشفق القطبي عندما تتفاعل الجسيمات المشحونة مثل البروتونات والإلكترونات مع الحقل المغناطيسي، وهذه الشروط تنطبق على الشفق الذي يظهر في أقطاب كوكب الأرض وكذلك المشتري. يُسمى الحقل المغناطيسي الأعظم الذي يُحيط بكوكب ما بالغلاف المغناطيسي، والجدير بالذكر هنا أن الغلاف المغناطيسي لكوكب المشتري أقوى 20,000 مرة من ذاك المحيط بكوكب الأرض.
قال الأستاذ الجامعي لعلم الفلك العامل في مرصاد باريس ثيري فوشت الذي أشرف على تحليل الصور الجديدة في تصريح: «تأتي الصورة الشاملة التي التقطناها حصيلة الجهد الذي بذلناه لضمان نجاح مشروع رصد كوكب المشتري، فقد عني هذا المشروع بدراسة القوانين الحركية والكيمياء الخاصة بالكوكب، وحلقاته، وكيفية إرسال أقمار صناعية لمراقبته».
أظهرت البيانات الأولية التي جُمعت من تلسكوب جيمس ويب صورة جديدة لكوكب المشتري مسبقًا قبل مرحلة البدء بإجراء الدراسات العلمية المفصلة بتاريخ 12 من شهر يونيو-تموز.
صرح العالم براين هولر من معهد علوم تلسكوب الفضاء في بالتيمور، وساعد على وضع خطة لإجراء عمليات الرصد: «عند جمع الصورة الأولية مع الصور الأخرى العميقة التي التقطناها، نجد فاعلية تلسكوب جيمس ويب في رصد الاجرام، إذ أتاح لنا رؤية المجرات الخافتة البعيدة والكواكب القريبة التي تقع في نظامنا الشمسي بوضوح شديد».
اقرأ أيضًا:
لماذا ليس لكوكب المشتري حلقات عملاقة مثل التي حول كوكب زحل؟
تشابه غريب بين كوكب الأرض والمشتري يكشف سر الأعاصير على سطحه
ترجمة: طاهر قوجة
تدقيق: رائد عثمان