عقدت مايكروسوفت مؤتمرها السنوي للبناء في 21-23 مايو 2024 في سياتل، وكان من بين الإعلانات ميزة الاسترداد، لكن الأصداء ترى هذا المنتج ديستوبيًا، فقد وصفه الخبراء بأنه كابوس للخصوصية وفرصة للمجرمين، وقد يعرّض الشركة لتساؤلات قانونية، فما القصة؟
شهد المؤتمر كثيرًا من الإعلانات عن التقنيات القادمة، إذ ركز معظمها على دمج الذكاء الاصطناعي في الأجهزة المستقبلية. وتُعد ميزة الاسترداد منتجًا جديدًا للذكاء الاصطناعي، إذ وصفتها مايكروسوفت بأنها «خط زمني قابل للاستكشاف لماضي الحاسوب»، ويبدو أن طريقة عملها هي ما أثار الجدل، فالميزة الأساسية هي التقاط لقطاتٍ للشاشة النشطة كل بضع ثوانٍ وتخزينها محليًا، ليتمكّن البرنامج لاحقًا من البحث في هذه اللقطات، وجميع أنشطة المستخدم السابقة أيضًا، والملفات والصور والبريد الإلكتروني وسجل التصفح وما إلى ذلك.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) كلام الدكتور كريس شريشاك بوصفه مستشار الذكاء الاصطناعي والخصوصية، إذ يرى احتمالًا بأن تكون هذه الميزة كابوسًا للخصوصية، ويقول: «قد يسبب أخذ لقطات الشاشة في أثناء استخدام الجهاز تأثيرًا مرعبًا في الناس، الحقيقة بهذه البسيطة … فقد يتجنب الناس زيارة مواقع معينة والوصول إلى الوثائق -سيما السرية- عندما تأخذ مايكروسوفت لقطات شاشة كل بضع ثوان».
في المقابل، أكدت مايكروسوفت على وجود ضوابط أمنية، إذ ضُمّنت الخصوصية في تصميم Recall منذ البداية، وبوسع المستخدمين تحديد متى تُؤخذ لقطات الشاشة، وتُحفظ هذه اللقطات على القرص الصلب المحلي، وتُحمى باستخدام تشفير البيانات على الجهاز. وترتبط فقط بملف تعريف المستخدم ولا تُشارك مع مستخدمين آخرين، ولا تُتاح لشركة مايكروسوفت أو تُستخدم لاستهداف الإعلانات.
لكن خبراء السلامة ليسوا مقتنعين بهذا التأكيد من مايكروسوفت، إذ تشير مايكروسوفت نفسها إلى أن المعلومات الحساسة مثل كلمات المرور وأرقام الحسابات المالية لن تُخفى في لقطات الشاشة، ما يعني أن الحاسوب الذي يتعطل ببساطة، أو يتضمن إعدادت خصوصية غير صحيحة لهذه الميزة، أو تستهدفه البرامج الضارة، قد يشكل تهديدًا أمنيًا بمقياس ضخم، فسيكون ذلك فريسة سهلة ليستهدفه المجرمون، فبوسعهم إلحاق الكثير من الضرر حين يتمكنون ببساطة من وضع أيديعم على قاعدة بيانات لقطات الشاشة لغناها بالمعلومات القيمة.
المخاوف المحيطة بميزة استرداد الرسائل في مايكروسوفت أصبحت شائعة إلى درجة أن مكتب المفوض المعلوماتي (ICO) في المملكة المتحدة -بوصفه السلطة الوطنية لحماية البيانات الذي يرفع تقاريره إلى البرلمان مباشرة- قد أعلن أنه «يُجري استفسارات مع مايكروسوفت لفهم الضمانات الموضوعة لحماية خصوصية المستخدمين». وقال في بيان: «نتوقع من المنظمات أن تكون شفافة تجاه المستخدمين حول استخدام بياناتهم وأن تعالج البيانات الشخصية فقط بالقدر الضروري لتحقيق غرض محدد. يجب على الصناعة أن تأخذ حماية البيانات بالحسبان منذ البداية، وأن تعمل على تقييم المخاطر وتخفيفها فيما يخص حقوق الناس وحرياتهم قبل طرح المنتجات في السوق».
اقرأ أيضًا:
الذكاء الاصطناعي أصبح سيد الكذب والخداع بحسب آخر تحذيرات العلماء!
ترجمة: زين الدين بدور
تدقيق: محمد حسان عجك