النساء في فترة ما قبل انقطاع الطمث، الفترة الانتقالية السابقة لانقطاع الطمث، تتضاعف إمكانية إصابتهن باضطراب ثنائي القطب، وفقًا لبحث جديد.
الدراسة الحالية من أوائل الدراسات التي تبحث العلاقة بين فترة ما قبل انقطاع الطمث وظهور الأمراض النفسية الشديدة.
يعتقد كثيرون أن فترة ما قبل انقطاع الطمث حدث تمر به السيدة في أوائل العقد السادس من العمر، العمر الوسطي لآخر دورة شهرية لها. لكنها عملية متدرجة تحدث نموذجيًا في الفترة الممتدة بين سن 45 و55 عامًا.
فترة ما قبل انقطاع الطمث هي الطور السابق لانقطاع الطمث، وخلالها تؤثر التغيرات الهرمونية في الدورة الطمثية.
تختلف المرحلة بين سيدة وأخرى، وقد تستمر عدة سنوات. تتضمن الأعراض الهبات الساخنة، والتعرق الليلي، وتقلبات المزاج، والدورات الطمثية غير المنتظمة.
قد تكون الأعراض الجسدية شائعة، لكن التأثير الأكبر لفترة ما قبل انقطاع الطمث يتعلق بالصحة النفسية، ويتضمن تقلبات المزاج والاضطرابات النفسية الشديدة، وهو مجال لم ينل كفايته من الأبحاث.
استُلهمت فكرة البحث من المرضى في عيادة (بروفيسور دي فلوريو) للصحة النفسية، إذ تُقدم خدمة سريرية مجانية توفر رأيًا طبيًا لمرضى الاضطرابات النفسية الشديدة المرتبطة بالأحداث الإنجابية.
لم تعان العديد من نساء العيادة من مشكلات صحية نفسية شديدة سابقًا، لكن الأمر تغير خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث، فجأة بدأت الكثيرات يعانين هذه الحالات.
في أثناء مراجعة البحث، بدا أن تجارب هؤلاء النساء لم توثق أو تُستكشف بما يكفي في الأبحاث العلمية.
أُجري البحث على قاعدة بيانات كبيرة من (البنك الحيوي للملكة المتحدة)، لملء الفجوة البحثية وإيجاد الإجابات.
البنك الحيوي مصدر يمنح الباحثين الموثقين وصولًا آمنًا للبيانات الطبية والجينية لأكثر من نصف مليون متطوع. يهدف لتحسين المعرفة بشأن الوقاية من العديد من الحالات الخطيرة، وتشخيصها وعلاجها.
فُحصت بيانات عدد من المشاركات اللائي ظهرت لديهن حالات نفسية جديدة خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث، ثم قورنت بعدد الحالات الجديدة خلال المرحلة الإنجابية المتأخرة، وهي السنوات السابقة لفترة ما قبل انقطاع الطمث.
رغب الباحثون في استكشاف الآلية التي تحرض اضطرابات الصحة النفسية في السنوات القريبة من آخر دورة طمثية، ومنها اضطراب ثنائي القطب والاكتئاب الشديد.
اكتُشفت زيادة بنسبة 112% في الحالات الجديدة لاضطراب ثنائي القطب، وبنسبة 30% للاضطراب الاكتئابي الشديد خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث، مقارنةً بالمراحل المبكرة للفترة الإنجابية المتأخرة.
الدراسة هي الأولى من نوعها في بحث الأعراض الأولى لاضطراب ثنائي القطب خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث. ما يؤكد تجارب النساء اللائي كن سابقًا مهمشات في المجتمع البحثي.
تقترح بعض الفرضيات سببًا لتأثير فترة ما قبل انقطاع الطمث والهرمونات في الاضطرابات النفسية، يجب إجراء مزيد من الأبحاث لفهم سبب تأثيرها في بعض الأشخاص دون غيرهم. يحتاج الباحثون أيضًا إلى الكشف عن أفضل الخيارات العلاجية لهؤلاء النساء.
يأمل الباحثون تمهيد الطريق من أجل مزيد من الأبحاث حول الصحة النفسية للمرأة خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث، إضافةً إلى دراسة أعمق للآليات البيولوجية الكامنة.
اقرأ أيضًا:
ما يجب توقعه في كل مرحلة من مراحل انقطاع الطمث
النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث
ترجمة: حيان الحكيم
تدقيق: أكرم محيي الدين
