يُعد التهاب النسج الداعمة للأسنان شكلًا من أشكال أمراض اللثة التي تؤثر في نحو 90٪ من البالغين عالميًا.
يرتبط التهاب النسج الداعمة للأسنان بحالات التهابية مزمنة أخرى في الجسم، وقد يتطور ليؤثر في عظم الفك.
إن الوقاية أفضل من العلاج، ويمكن تحقيقها بالعناية الجيدة بصحة الفم.
اكتشف باحثون في اليابان أن غسول الفم المصنوع من مستخلص الماتشا قد يقلل من مستويات البكتيريا التي تسبب تطور التهاب النسج الداعمة الأسنان، إذ يشير بحث حديث إلى أن استخدام مستخلص الماتشا غسولًا فمويًا قد يقلل من كمية نوع معين من البكتيريا المسببة لالتهاب النسج الداعمة للأسنان.
أظهر الباحثون أيضًا في تجربة سريرية شملت 45 شخصًا أن غسول الفم، الذي يحتوي على مستخلص الماتشا، يقلل على نحو كبير من كمية بكتيريا (Porphyromonas gingivalis)، وهي بكتيريا تسبب جيوبًا التهابية في اللثة حول جذور الأسنان.
تستعمر بكتيريا P. gingivalis اللويحة الجرثومية التي تغطي الأسنان، ما قد يسبب العدوى المؤدية لأمراض اللثة أو التهاب النسج الداعمة للأسنان.
اقترح الباحثون أن مستخلص الماتشا يقلل من مستويات هذه البكتيريا سواء في الجسم الحي أو في المختبر، إذ يؤثر في غلاف الخلية البكتيرية الذي يُعد ضروريًا لبقائها على قيد الحياة، وذلك لأنه يحافظ على بيئة الخلية وشكلها واستجابتها لبيئتها المحيطة.
يقلل غسول الفم بمستخلص الماتشا من البكتيريا الضارة
وجد الباحثون سابقًا أن ورق الكاري والشمر قد يكون لهما تأثيرات مضادة للبكتيريا، ودرسوا مؤخرًا تأثير مستخلص الماتشا على 16 نوعًا مختلفًا من البكتيريا الموجودة طبيعيًا في الفم.
صنع الباحثون مستخلص الماتشا الخاص بهم، وقارنوه بالشاي الأخضر العادي، واستخلصوه باستخدام مركبات مختلفة لاكتشاف أيها كانت الأكثر فعالية ضد بكتيريا P. gingivalis.
اختبر الفريق بعد ذلك فعالية محلول الماتشا ضد 16 نوعًا من البكتيريا الفموية، بما في ذلك ثلاث سلالات من بكتيريا P. gingivalis.
وجد الباحثون أن بكتيريا P. gingivalis، وPrevotella nigrescens، وFusobacterium nucleatum كانت جميعها مثبطة بواسطة مستخلصات الماتشا.
تقدم الدراسة المثيرة للغاية مؤشرات بشأن تقليل خطر أمراض اللثة
لتحديد فعالية الماتشا في الجسم الحي، أجرى الباحثون من كلية طب الأسنان في جامعة نيهون في ماتسودو، والمعهد الوطني للأمراض المعدية في طوكيو، تجربة سريرية شملت 45 شخصًا.
أظهر جميع المشاركين البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 20 عامًا علامات على وجود جيوب لثوية ناتجة عن التهاب النسج الداعمة للأسنان، ولم يكونوا مدخنين وليس لديهم أي حساسية.
تلقى جميع المشاركين من طبيب اختصاصي مسحوقًا مرفقًا بتعليمات توضح كيفية إذابته لتكوين غسول فم وكيفية استخدامه.
قُسِّم المشاركون ثلاث مجموعات وهي: مجموعة تلقت الماتشا، ومجموعة تلقت شاي الشعير، في حين تلقت المجموعة الثالثة سلفونات أزولين الصوديوم التي تُستخدم بوصفها علاجًا مضادًا للالتهابات.
استخدم المشاركون غسول الفم لمدة شهر، وتوبعوا في نهاية الشهر.
وجد الباحثون أن المشاركين الذين استخدموا غسول الفم بمستخلص الماتشا لديهم مستويات أقل على نحو كبير من P. gingivalis.
مع أن الباحثين وجدوا انخفاضًا في حجم الجيوب في اللثة لدى المشاركين، لم يُثبت أن لهذا الانخفاض دلالة إحصائية.
تعليقًا على موقع Medical News Today، قال جيفري إس. حداد، دكتور في طب الأسنان التجميلي في عيادة روتشستر لطب الأسنان المتقدم، الذي لم يشارك في البحث، إنه كان متحمسًا جدًا لنتائج الدراسة.
أوضح الطبيب قائلًا: «أظن أنه من المثير معرفة هذا؛ لأن أي شيء يمكننا القيام به للمساعدة على تقليل البكتيريا في فمنا، وخاصةً البكتيريا التي قد تسبب أمراض اللثة، يُعد أمرًا جيدًا».
أكد حداد على أن الباحثين لم يتمكنوا من الإشارة إلى آلية محتملة قد تدعم النتائج، ونوه على أن أي بحث يظهر إمكانية تقليل هذه البكتيريا، فإنه بحث يستحق العناء.
أضاف حداد قائلًا: «إن هذه الدراسة مثيرة جدًا، إذ إنها تمنحنا الكثير من المعلومات المتعلقة بدمج الماتشا في خطة علاج الأشخاص الذين لديهم احتمالية للإصابة بالتهاب الأنسجة الداعمة للأسنان، أو الذين يعانونه ويحاولون السيطرة عليه»
ما تأثير التهاب النسج الداعمة للأسنان؟
إن التهاب النسج الداعمة للأسنان باختصار هو مرض يصيب اللثة، الذي إذا تُرك دون علاج، فإنه يسبب مشكلات في عظم الفك الذي يثبت الأسنان في مكانها.
تروج التطورات الحديثة للوقاية منه بدلًا من العلاج، مع التركيز على الحفاظ على صحة الفم الجيدة.
قال الدكتور جيرالد فريدمان، وهو طبيب أسنان حاصل على الدكتوراه في جراحة الفم والفكين من شمال جيرسي، الذي لم يشارك في هذه الدراسة، في مجلة MNT: «التهاب النسج الداعمة للأسنان هو المصطلح الطبي الأعم لمرض اللثة، الذي يبدأ بالتهاب اللثة قبل أن يتقدم إلى مرحلة التهاب النسج الداعمة للأسنان».
أضاف فريدمان: «تتميز هذه الحالة بالالتهاب في الهياكل الداعمة للأسنان، بما في ذلك اللثة وعظم الفك والأربطة المحيطة. قد تكون العناية الفموية غير المنتظمة والجفاف المزمن، إضافةً إلى التوتر، عوامل خطر لتطور هذه الحالة».
في حين أن هذه عوامل قابلة للتعديل ويمكن للأفراد التحكم فيها، فقد تؤدي عوامل أخرى، بما في ذلك التغيرات الهرمونية ومرض السكري، إلى زيادة خطر الإصابة بالتهاب دواعم الأسنان.
أوضح فريدمان قائلًا: «إضافةً إلى التفريش المنتظم واستخدام الخيط، فإن الفحوصات والتنظيفات الدورية للأسنان ضرورية للسيطرة على جميع مراحل أمراض اللثة. يُعد تقليح الأسنان عند الطبيب وتسوية الجذور خطوة أولى شائعة في علاج التهاب دواعم الأسنان».
مع أن الصورة الأكبر ما زالت غير واضحة، فإن التهاب دواعم الأسنان يرتبط بنتائج سلبية للقلب والأوعية الدموية، وبالعديد من الأمراض المرتبطة بالالتهابات، بما في ذلك مرض السكري من النوع 2 والسرطان.
يبقى اتجاه هذا الارتباط غير واضح، فهل الأشخاص الذين يعانون التهاب دواعم الأسنان أكثر عرضةً للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بسبب عادات نمط الحياة السيئة، أم أنه بسبب حالة التهابية كامنة؟
قال الدكتور جيفري س. حداد: «أظن أن ما لا يفهمه الناس هو مدى خطورة التهاب دواعم الأسنان، فعندما تكون هناك بكتيريا في الفم، فمن الواضح أنها موجودة في باقي الجسم أيضًا، وأرى أن الشيء الرئيسي هو أن يكون المرضى على دراية بأن الفم هو بوابة الجسم، وأن البكتيريا في اللثة قد تؤثر في الصحة العامة».
اقرأ أيضًا:
خراج اللثة (خراج دواعم الأسنان) الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
أمراض اللثة ليست مرضًا فمويًا فقط، إليك أربع حالات مرضية مرتبطة بها
ترجمة: د.خالد الحاج حسن
تدقيق: نور حمود
مراجعة: هادية أحمد زكي