اعتُمد حديثًا عقار لعلاج الفصام، قد يُوصف مستقبلًا لمرضى ألزهايمر.
يجري الباحثون تجارب على عقار «كوبينفي» (Cobenfy) لمعرفة هل يعالج الذهان الناجم عن مرض ألزهايمر بفعالية؟ مع ذلك، ما زال الطريق طويلًا قبل أن نرى هل سيُعتمد خيارًا علاجيًا لهذه الحالة الخاصة.
في سبتمبر الماضي، وافقت إدارة الغذاء والدواء على عقار كوبينفي لعلاج الفصام. أثار هذا العقار ضجة إعلامية، إذ وُصف بأنه النهج الجديد الأول لعلاج الفصام منذ عقود.
تقنيًا، ليس كوبينفي دواءً واحدًا بل مزيج من دواءين: «زانوملين» و«تروسبيوم». طُوِّر زانوملين لأول مرة في التسعينيات وجُرِّب على مرضى ألزهايمر، وأظهر تحسنًا في الوظائف المعرفية وتقليل الأعراض الذهانية. لكنه أحدث أيضًا آثارًا جانبية مزعجة لدى العديد من المرضى مثل الغثيان والتقيؤ، ما أدى إلى تعليق استخدامه، على الأقل مؤقتًا. أما تروسبيوم فهو دواء يمنع مستقبلات المسكارين ولا يمكنه اختراق الحاجز الدموي الدماغي، على هذا فإن إضافته إلى التركيبة تقلل من الآثار الجانبية غير المرغوبة.
أثار كوبينفي الكثير من الحماس لأنه يعتمد آلية جديدة لعلاج الفصام، إذ يستهدف مستقبلات الأستيل كولين المسكارينية الموجودة في أغشية الخلايا. ويستهدف خصوصًا اثنين من هذه المستقبلات: (M4) و(M1).
مع أن ألزهايمر والفصام مرضان مختلفان تمامًا، توجد أعراض متداخلة بينهما مثل جنون العظمة، وتظهر لدى أكثر من نصف مرضى ألزهايمر أعراض ذهانية مع مرور الوقت.
طُوِّر كوبينفي أول مرة من قِبل شركة «كارونا» التي استحوذت عليها لاحقًا شركة «بريستول مايرز سكويب» (BMS) للأدوية في نيوجيرسي. تجري الشركة حاليًا تجارب لمعرفة هل يوفر هذا العقار فوائد للمرضى الذين يعانون الذهان نتيجة مرض ألزهايمر؟
تخطط الشركة لبدء الاختبارات المرحلية المتأخرة قريبًا. بحلول عام 2026، من المتوقع أن تُجمع نتائج تجربتين شملتا ما يقرب من 800 مريض يعانون الذهان الناتج من مرض ألزهايمر. إذا نجحت التجارب، يُعتقد أن العقار قد يحقق مبيعات أعلى بين مرضى ألزهايمر مقارنةً بمرضى الفصام.
تقدر جمعية ألزهايمر أن نحو 6.9 مليون شخص في الولايات المتحدة يعانون مرض ألزهايمر، وهو مرض معقد للغاية ولا يوجد علاج شافٍ له حتى الآن. مع ذلك، أعلن الباحثون حديثًا تطورات جديدة مثيرة قد تمهد الطريق لعلاجات أفضل في المستقبل، بدءًا من النظريات الجديدة التي قد تغير طريقة تفكيرنا بشأن المرض، وصولًا إلى خيارات علاجية جديدة تشمل الأدوية والعلاجات الجينية.
اقرأ أيضًا:
تحديد جينات جديدة مرتبطة مع خطر الإصابة بالفصام
مسح دماغي يكشف عن نوع جديد من الفصام
ترجمة: حسين الحسين
تدقيق: تمام طعمة