وجدت دراسة نشرت مؤخرًا في مجلة Nutrients من قبل باحثين من جامعة كاتانيا الإيطالية، أن اتباع حمية الكيتو الغذائية قد يملك فوائدَ علاجية للأشخاص المصابين بسرطان الثدي.
في عام 2020، شُخصت نحو 2.3 مليون امرأة من جميع أنحاء العالم بسرطان الثدي.
هناك بالطبع بعض عوامل الخطر المعروفة لهذا النوع من السرطان، تشمل العمر والجنس والقصة العائلية، بالإضافة إلى ربط بعض الدراسات السابقة لبعض الممارسات المتبعة في نمط الحياة، مثل اتباع نظام غذائي غير صحي، باحتمال زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي.
على العكس من ذلك، أظهرت دراسات أخرى أن اتباع حميات غذائية صحية قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي، وتقليل احتمال الوفاة بالنسبة للمصابين الذين ما زالوا على قيد الحياة.
كيف تؤثر الحمية الغذائية على سرطان الثدي عبر مرور السنين؟
اختبر العلماء الآليات المختلفة التي ربما تؤثر بها الحمية الغذائية على سرطان الثدي، إذ أظهرت أبحاث سابقة أن العادات الغذائية غير الصحية قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، وعلى سبيل المثال، بيّنت دراسة نُشرت في شهر سبتمبر من عام 2023، وجود صلة بين استهلاك الأغذية المعالجة والمصنعة وزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، بالإضافة إلى ارتباط زيادة تناول السكر بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، وحتى شرب المشروبات الغازية المحلاة بالسكر.
من ناحية أخرى، أشارت أبحاث أخرى إلى أن اتباع حمية غذائية جيدة يؤثر إيجابيًا في الوقاية من سرطان الثدي وعلاجه.
أفادت دراسة نشرت في شهر مايو من عام 2021، أن تناول الفواكه والخضروات والجبن ومنتجات الصويا، والتقليل من اللحوم الحمراء والمعالجة، أدى إلى انخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي، وأفاد بحث آخر نشر في عام 2023، أن اتباع حمية البحر الأبيض المتوسط الصحية كان له تأثير وقائي من سرطان الثدي، وقد يكون لنوع الطعام المتناول أيضًا تأثير فعال في تخفيف السمية الناتجة عن علاج السرطان وتحسين الإنذار .
حمية الكيتو الغذائية:
يحصل الأشخاص الذين يتبعون حمية الكيتو على معظم سعراتهم الحرارية اليومية من تناول البروتين والدهون الصحية والقليل من الكربوهيدرات، وفي حمية الكيتو الغذائية القياسية، يدخل الشخص فقط ما بين 5-10 ٪ إلى مجموع السعرات الحرارية اليومية من الكربوهيدرات.
إن التقليل من الكربوهيدرات يجعل الجسم يحرق الدهون فقط للحصول على الطاقة بدلًا من حرق السكر، ما يؤدي إلى الدخول في حالة استقلابية تسمى الكيتوزية.
أظهرت الأبحاث السابقة بعض الفوائد المحتملة لاتباع حمية الكيتو الغذائية، بما في ذلك:
- تعزيز فقدان الوزن.
- قمع الشهية.
- الحفاظ على صحة القلب.
بالإضافة إلى أنه قد ثبت أن حمية الكيتو الغذائية تساعد في إدارة حالات صحية معينة مثل:
- مرض السكري من النمط الثاني.
- الصرع.
- مرض ألزهايمر.
- متلازمة المبيض متعدد الكيسات (PCOS).
- السرطان.
مع ذلك، إن حمية الكيتو الغذائية لها أيضًا بعض الجوانب السلبية المحتملة، إذ يُصاب العديد من الأشخاص الذين يتبعون حمية الكيتو بما يُسمى (keto flu)، وهي حالة تمثل تكيّف الجسم مع حرق الدهون عوضًا عن الكربوهيدرات.
أما على المدى البعيد، فإنها قد تسبب الإصابة بحصوات الكلى ونقص الفيتامينات وأمراض الكبد ونقص بروتينات الدم، إذ تكون مستويات البروتين في الدم لدى الشخص الذي يتبع حمية الكيتو منخفضة للغاية.
لا ينصح بحمية الكيتو للأشخاص الذين يعانون أيًا من أمراض المرارة أو البنكرياس أو الكبد أو الغدة الدرقية، إضافة إلى الحوامل والذين يعانون من اضطرابات التغذية.
في الدراسة الحالية، قيَّم الباحثون الأدلة حول العلاقة المحتملة بين اتباع حمية الكيتو وسرطان الثدي، وذلك بإجراء بحث شامل في الأدبيات عن الدراسات قبل السريرية والسريرية، التي تختبر في هذه العلاقة وتبحث فيها.
بعد تحليل البيانات، أفاد العلماء أن الدراسات الحالية توفر مجموعة متنوعة من النتائج، يقترح بعضها أن حمية الكيتو قد تساعد في تثبيط نمو الورم وتحسين الاستجابة للعلاج في سرطان الثدي.
مع ذلك، حذر الباحثون من أن التجارب السريرية ما تزال مطلوبة لإثبات هذه الآثار الإيجابية المحتملة، إذ لا يمكن تعميم بيانات ناتجة عن تجارب بشرية محدودة، ناهيك عن المخاوف المتعلقة بالسلامة والآثار طويلة المدى للحالة الكيتوزية المستمرة عند مرضى السرطان.
هل تساعد حمية الكيتو الغذائية المصابين بسرطان الثدي حقًا؟
في حين أن بعض نتائج هذه الدراسة قد تكون إيجابية، يقول الخبراء أن حمية الكيتو لا يمكن أن تمنع أو تعالج سرطان الثدي، وتقول الطبيبة بارفين بيدي، متخصصة في الأورام ومديرة قسم طب أورام الثدي في مركز بروفيدنس سانت جون الصحي: «أود أن أقول إن البحث أولي للغاية في هذه المرحلة، ولا أوصي أي شخص مصاب بالسرطان، أو راغب في الوقاية من سرطان الثدي بتبني نظام غذائي معين، ونحن بحاجة إلى تجارب سريرية لإكمالها ونشرها قبل التوصية بهذه الحمية للمرضى».
هل حمية الكيتو الغذائية تناسب الجميع؟
من المهم ملاحظة أن حمية الكيتو ليست للجميع، ونظرًا لأنها مثل أي نظام غذائي متطرف يحد بشدة من بعض الأطعمة أو يستبعدها، فقد تسبب حمية الكيتو بعض المشكلات على المدى الطويل، ما يؤدي إلى نتائج سيئة تنعكس على الصحة وجودة الحياة، التي كنا نحاول تجنبها في المقام الأول.
قالت أنابيل أهدوت، اختصاصية التغذية لدى مرضى الأورام في معهد سانت جون للسرطان: «إذا كان اتباع نظام غذائي مقيد يثقل كاهل الشخص المصاب بسرطان الثدي، ويزيد من التوتر لديه ومنه انخفاض نوعية حياته، فإن هذا النوع من الأنظمة يحتاج إلى إعادة تقييم، لأن وضع قيود على ما يمكن ولا يمكن للمريض، يحدث ضررًا قد يفوق الفائدة المحتملة، بالإضافة إلى ضرورة تجنب فقدان الوزن وسوء التغذية في أثناء علاج السرطان».
اختتمت أهدوت بقولها: «إن أي نمط من الحميات الغذائية يحتاج إلى تقييم تزامنًا مع الأساليب والعلاجات الطبية الحالية، مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي والعلاجات الهدفية الأخرى، تحت إشراف طبي متخصص».
عند مواجهة السرطان، يجب أن تكون الأولوية الرئيسية هي الحفاظ على الكتلة العضلية للمريض، وقوته وتمتعه بأكبر قدر من الصحة العامة في أثناء خضوعه للعلاج الطبي.
اقرأ أيضًا:
هل تريد أن تجرب حمية الكيتو؟ إليك هذه النصائح من الخبراء
هل تريد أن تجرب حمية الكيتو؟ إليك هذه النصائح من الخبراء
ترجمة: تيماء القلعاني
تدقيق: نور حمود