عندما يعرف المريض أنه سيخضع لفحص تنظير هضمي، على الأرجح سيبدأ باختلاق اعتذار لتلافي الفحص، أو قد يقلق بشأن الانزعاج وعدم الراحة المترافقين مع الفحص، لكن من المهم أن نعلم أن عملية التحضير للتنظير الهضمي حاليًا أصبحت أسهل بكثير.
من أهم العوامل لنجاح التنظير أن يكون القولون نظيفًا قدر الإمكان، ذلك بالتزام نظام غذائي قبل عدة أيام من الفحص وتناول مُلين قبل الإجراء. يُذكر أن التطور في حجم السائل الملين وموعد تلقي الجرعة جعل الأمر أسهل.
تشرح كارول بورك، وهي طبيبة اختصاصية في الجهاز الهضمي ما يلزمنا معرفته عن تنظير القولون:
تنظير القولون المنتظم قد ينقذ الحياة:
لا يملك أغلب المصابين بسرطان القولون أي عوامل خطورة. تقول بورك: «أي شخص مُعرض للإصابة بسرطان القولون. ينشأ سرطان القولون من أورام القولون الحميدة، ويتراجع احتمال الإصابة بالمرض إن أُزيلت تلك الأورام. حتى لو كان سرطان القولون موجودًا بالفعل، فإن تشخيصه مبكرًا يزيد من فرص الشفاء».
تقدر جمعية السرطان الأمريكية أن نحو 53,000 شخص قد توفوا عام 2021 بسبب سرطان القولون والمستقيم، وهو أحد المسببات الرئيسية لوفيات السرطان في الولايات المتحدة، للنساء والرجال على حد سواء.
الأمر الجيد هو أن معدلات الوفيات تواصل الانخفاض، بفضل الفحوصات المبكرة وتطور العلاجات. يجب البدء بالخضوع لفحوصات منتظمة من سن الخامسة والأربعين على الأكثر، حال وجود عوامل خطورة.
التنظيف الجيد للقولون، بالتغييرات الغذائية اللازمة واستخدام مُلين لتحضير الأمعاء، يساعد الطبيب على تحديد المشكلة عند التنظير.
مع أنه جزء أساسي من التحضير لتنظير القولون، لا يفضل جميع الأشخاص شرب ملين لتحضير الأمعاء، تقول بورك: «يجب أن تكون بطانة القولون خالية تمامًا من أي مواد صلبة أو سائلة، وإلا ستخفي تلك البقايا الأورام الحميدة -التي قد تكون مقدمة لحدوث السرطان- وقد يغفل الطبيب رؤيتها».
يزيد التحضير الجيد قبل تنظير القولون فعالية الفحص. إن كان التحضير غير كاف قد يطلب الطبيب إعادة الفحص، ما سيتطلب إعادة التحضير.
ثلاث خطوات من أجل تحضير جيد لتنظير القولون:
يبدأ التحضير لتنظير القولون قبل عدة أيام من الفحص بشرب عوامل منظفة للأمعاء.
1- تجنب الألياف:
يجب اتباع نظام غذائي قليل الألياف قبل يومين من الفحص، إذ تسد بقايا الألياف مسار المنظار، وتصعب إزالتها عند تنظير القولون.
2- شرب السوائل الصافية:
يجب اعتماد شرب السوائل الصافية فقط قبل يوم من الفحص، يلزم الكثير من السوائل الصافية للحفاظ على الترطيب الأمثل والمساعدة على مرور المستحضر عبر القناة الهضمية.
3- التحضير للإجراء:
تتفق المعايير العالمية للتنظيف عالي الجودة للقولون على تناول المستحضر الملين على جرعتين، تؤخذ الأولى في الليلة السابقة للإجراء، والثانية قبل أربع ساعات من التنظير، أو تؤخذ الجرعة كاملةً في الصباح إن كان التنظير سيُجرى مساءً.
الطريقة المُثلى للحصول على أفضل تنظيف للقولون هي تقليل المدة بين إتمام شرب الملين وبدء تنظير القولون.
اعتمدت إدارة الغذاء والدواء دواءً جديدًا في صورة أقراص، بإمكانه تنظيف الأمعاء في غضون نصف الساعة.
في دراسة حديثة، درس الباحثون طرق تنظيف الأمعاء، إذ قارنوا طريقة تقسيم المستحضر على جرعتين بالطريقة المُعتادة إذ يؤخذ دفعةً واحدة، ووجدوا أن تقسيم الجرعة يحسن من حركية الأمعاء، ما يقلل انزعاج المريض ويحسن تحضير الأمعاء للتنظير.
محلول أطيب مذاقًا:
تقول بورك إن العناصر الموجودة في مستحضرات السوائل المنظفة للأمعاء أصبحت حديثًا مُستساغةً أكثر، وتُستخدم الآن العديد من المحاليل الأطيب مذاقًا والأقل حجمًا.
سابقًا كان محلول تنظيف الأمعاء يتكون من أربعة ليترات، أما الآن فقد تطورت المُستحضرات إلى جرعات أقل حجمًا، إضافةً إلى الماء الصافي كي تعمل بفعالية.
استشارة الطبيب بشأن تنظير القولون:
تجب استشارة الطبيب لتحديد متى ينبغي البدء بإجراء التنظير الدوري للقولون، يرتبط التوقيت بعوامل عدة، مثل العمر والعرق والتاريخ الصحي العائلي.
من المهم اختيار اختصاصي التنظير بحرص، وتُفضل استشارة الطبيب ليرشح اختصاصيًا مناسبًا. يتلقى اختصاصي التنظير التدريب اللازم ويستوفي الاشتراطات المُعتمدة لإجراء تنظير القولون.
اقرأ أيضًا:
هل سنشهد نهاية عملية التنظير ؟ تقنية جديدة قد تكون هي المستقبل للتصوير الطبي
ترجمة: ميس مرقبي
تدقيق: أكرم محيي الدين
مراجعة: لبنى حمزة