الثآليل التناسلية هي أشيع عدوى منقولة جنسيًا تسببها أنماط محددة من الفيروس الحليمي البشري HPV.
تنتقل العدوى بالاتصال الجنسي المهبلي أو الشرجي أو الفموي، وتسبب انتشار الثآليل حول الأعضاء التناسلية والمهبل.
يمكن التخلص من الثآليل التناسلية وعلاجها، لكن لا يمكن الشفاء من الفيروس نفسه، والمصاب بالثآليل التناسلية أو بالفيروس سيبقى دائمًا ناقلًا للعدوى، لذا من المهم استخدام الواقيات الذكرية وغيرها من معدات الوقاية الجنسية.
قد تنتشر الثآليل في الأماكن التالية:
- منطقة العانة.
- الشرج والمستقيم.
- القضيب والفرج.
- المهبل والشفرين والدهليز وعنق الرحم.
- الفم والشفتين واللسان والبلعوم.
تصيب العدوى كل الأجناس والأعمار، لكنها تصيب المراهقين والبالغين الصغار أكثر، وتميل لإصابة الذكور أكثر قليلًا من غيرهم.
تزداد فرصة إصابة الشخص بالعدوى في حال عدم استخدام الواقيات الذكرية والواقيات المطاطية السنيَّة في أثناء ممارسة الجنس، وفي حال تعدد الشركاء الجنسيين.
يصاب كل سنة تقديريًا 400 ألف شخص بالثآليل التناسلية، معظمهم في العشرينيات من عمرهم والمراهقين. ويبلغ عدد حاملي فيروس HPV في الولايات المتحدة الأمريكية 79 مليون شخص تقديريًا.
تضم عائلة فيروس HPV أنماطًا عديدة، يسبب منها النمطان 6 و11 الثآليل التناسلية، وتوجد أنماط أخرى تسبب ثآليل أخرى غير تناسلية تنتشر في اليد والقدم، ويُظن أن أنماطًا غيرها تتسبب في بعض أنواع السرطانات.
تنتقل عدوى الثآليل التناسلية بالاتصال الجنسي الجلدي في أثناء ممارسة الجنس، لكن لا تنتقل العدوى بملامسة الثآليل غير التناسلية المنتشرة على اليد والقدم مثلًا لكونها ناجمة عن أنماط أخرى من الفيروس.
تضم سبل انتقال عدوى ما يلي:
- ممارسة الجنس الشرجي أو القضيبي المهبلي أو المهبلي المهبلي.
- تلامس الأعضاء التناسلية (التلامس الجلدي دون قذف).
- الجنس الفموي مع شخص حامل للفيروس أو مصاب بثآليل تناسلية.
يمكن أن يصاب شخص بالفيروس دون أن تتطور لديه الثآليل التناسلية، لذا قد يصعب أحيانًا تحديد الشريك الجنسي الناقل للعدوى.
الأعراض:
تبدو الثآليل التناسلية بشكل اندفاعات جلدية قاسية، رمادية أو بلون الجلد، بشكل قرنبيطي أو مسطحة. لا تسبب ألمًا عادةً، لكنها قد تسبب:
- نزفًا بسيطًا.
- ألمًا حارقًا.
- إزعاجًا أو شعورًا بعدم الراحة.
- حكةً تناسلية أو تهيجًا.
قد تكون الثآليل صغيرةً جدًا، لكن المريض يشعر بها نموذجيًا، وقد تتجمع أحيانًا لتشكل مجموعات ضخمة، لكنها تبدأ عمومًا صغيرةً وطرية، وقد تكون غير ملحوظة.
تتطور الثآليل عادةً بعد أسابيع من الاتصال الجنسي، وقد يستغرق تطورها شهورًا. لذا قد يصعب أحيانًا تحديد وقت التقاط العدوى.
قد يصاب الشخص بالفيروس دون أن تتطور لديه الثآليل التناسلية، وقد تتطور لديه الثآليل داخل المهبل أو الشرج دون أن يعلم بوجودها. لذا قد ينقل المصاب العدوى إلى غيره دون أن يعلم بإصابته بها.
التشخيص:
تكفي عادةً مشاهدة الطبيب للثآليل التناسلية لتشخيصها، وقد يطلب إجراء خزعة لتأكيد التشخيص. تشخيص الثآليل التناسلية الداخلية قد يكون أصعب، وعمومًا قد يُطلب إجراء الاستقصاءات التالية لتأكيد التشخيص:
- فحص حوضي: قد يتضمن إجراء لطاخة عنق الرحم للتحري عن التغيرات الناجمة عن الثآليل التناسلية، وقد يتضمن تنظير المهبل لأخذ خزعات من المهبل وعنق الرحم.
- فحص شرجي: يجرى باستخدام منظار الشرج.
تجب استشارة الطبيب عند الشك بالإصابة بالثآليل التناسلية، فقد تحاكي أمراضٌ أخرى منقولة بالجنس والشاماتُ هيئتَها وشكلَها. فالتشخيص الدقيق في النهاية هو الخطوة الأولى للحصول على العلاج المناسب.
العلاج:
قد تُشفى الثآليل التناسلية تلقائيًا بمقاومة الجهاز المناعي، وقد تتضاعف وتزداد حجمًا وتزداد أعراضها سوءًا.
قد تفيد إزالة الثآليل في تقليل إمكانية نقل العدوى، لأن العدوى النشطة تنتشر بسهولة أكبر من العدوى الكامنة. لكن نذكر أن علاج الثآليل لا يشفي المصاب من الفيروس.
توجد طرق عديدة لعلاج الثآليل، وقد يتطلب العلاج اللجوء لأكثر من طريقة، وينبغي عند العلاج تجنب الاتصال الجنسي.
قد تتضمن الإجراءات ما يلي:
- الكي الكهربائي: حرق الثآليل باستخدام تيار كهربائي.
- التجميد: تتضمن تطبيق النتروجين السائل على الثآليل لتجميدها وتدميرها.
- العلاج بالليزر: استخدام ليزر لتدمير أوعية الثآليل الدموية وقطع التروية الدموية عنها.
- الاستئصال الجراحي الكهربائي الحلقي: استخدام سلك حلقي مشحون بالكهرباء لتدمير الثآليل. يُستخدم عادة لتدبير الثآليل في عنق الرحم.
- العلاج الدوائي: تطبيق محاليل كيميائية أو كريمات مرة أسبوعيًا لعدة أسابيع، تحرض نمو بثور تحت الثآليل قاطعةً التروية الدموية عنها.
- الاستئصال الجراحي: في حال فشل المقاربات العلاجية الأخرى.
إصابة الشخص بالثآليل التناسلية تعني إصابته بالفيروس مدى الحياة، ما يعني إمكانية ظهور الثآليل التناسلية مرةً أخرى أو أكثر بعد علاجها، وتتباين استجابة الأفراد للعلاج، لذا يفضل استشارة الطبيب لاختيار العلاج المناسب لكل حالة.
لا تسبب الثآليل التناسلية عمومًا اختلاطات صحية خطيرة، ولا تؤدي إلى تطور سرطانات لأن أنماط HPV المسببة لها غير مسرطنة.
قد تسبب التراكيز الهرمونية المرتفعة لدى الحوامل المصابات بعدوى نشطة نزف الثآليل أو تضخمها، وقد تتطور اختلاطات نادرة هي:
- كتلة ضخمة من الثآليل تسد قناة الولادة، فارضةً بذلك اللجوء إلى الولادة القيصرية.
- انتقال العدوى إلى الجنين مسببةً تطور ثآليل في سبله التنفسية في حالة تُسمى الورم الحليمي التنفسي المتكرر.
الاختلاطان المذكوران شديدا الندرة، ولا يحدثان إلا إذا كانت العدوى نشطة لدى الحامل، ولا يمكن حدوثهما إذا لم تكن لدى المصابة ثآليل تناسلية وقت حملها.
الوقاية:
يحمي لقاح HPV من الإصابة بأنماط محددة من الفيروس، من ضمنها الأنماط المسؤولة عن الثآليل التناسلية، إضافة إلى الأنماط المسؤولة عن أنواع محددة من السرطان.
يوجد أكثر من مئة نمط مختلف من HPV، وتلقي اللقاح سيحمي الفرد من الإصابة بأنماط خطيرة من الفيروس حتى إن كان مصابًا بالثآليل التناسلية.
تتضمن توصيات وكالة الغذاء والدواء الأمريكية ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها منح اللقاح لجميع الأشخاص تحت سن الخامسة والأربعين.
فيروس HPV هو أشيع عدوى منقولة جنسيًا كما ذكرنا، ويسبب أنواعًا من السرطان إلى جانب الثآليل التناسلية، وتظهر أكثر من 14 مليون حالة عدوى بالفيروس سنويًا في الولايات المتحدة الأمريكية.
تمكن الوقاية من الإصابة بالثآليل التناسلية وHPV والأمراض الأخرى المنقولة بالجنس باتباع النصائح التالية:
- استخدام الواقيات الذكرية والواقيات المطاطية السنية.
- تلقي لقاح HPV.
- إجراء فحوصات دورية، وتلقي العلاج في حال التعرض للإصابة بالعدوى المنقولة بالجنس.
- إعلام الشريك الجنسي بالإصابة بالثآليل أو بالفيروس كي يتلقى الفحوصات والعلاجات المناسبة.
- الالتزام بشريك جنسي واحد أو تحديد الشركاء الجنسيين.
- تجنب إجراء الدوش المهبلي.
التوقعات:
نكرر أن الإصابة بالثآليل التناسلية لا تزيد خطر الإصابة بالسرطان. قد يُصاب بعض الأشخاص بالثآليل مرةً واحدة فقط خلال حياتهم، وقد تنكس الإصابة لديهم أكثر من مرة.
شفاء الثآليل لا يعني الشفاء من HPV، والمصاب سيبقى دومًا ناقلًا للعدوى.
يوصى بالتوجه إلى الطبيب عند ظهور الأعراض التالية:
- حكة تناسلية أو تهيج.
- عسر جماع.
- عسر تبول.
- خروج إفرازات غير عادية أو كريهة الرائحة من القضيب أو المهبل.
- احمرار أو ألم أو تورم في المهبل أو القضيب.
اقرأ أيضًا:
الثآليل التناسلية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: رضوان مرعي
تدقيق: جعفر الجزيري