السويد تعلن عن أول إصابة بجدري القرود القاتل خارج أفريقيا عقب إعلان منظمة الصحة العالمية عن أن تفشي جدري القرود في أفريقيا يمثل حالة طوارئ صحية عالمية.

أعلنت السويد أخيرًا عن أول إصابة في البلاد بفيروس جدري القرود من السلالة 1، السلالة الأشد فتكًا من جدري القرود، التي سبق أن أُبلغ عنها فقط في أفريقيا.

ينجم جدري القرود عن الإصابة بمجموعة من الفيروسات تتفرع إلى نوعين رئيسيين: السلالة 1 والسلالة 2.

تسببت السلالة الأخيرة بحالة طوارئ عالمية بسبب حمى القرود في عامي 2022 و2023، وقد أثرت في بلدان عدة حول العالم بما فيها الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والسويد. في حين تُسبب فيروسات جدري القرود من السلالة 1 مرضًا أشد فتكًا وأكثر تسببًا للوفيات لم يسبق رؤيتها خارج أفريقيا حتى الآن.

وفقًا لوكالة الصحة العامة في السويد فقد أعلنت في 15 أغسطس 2024 عن اكتشاف فيروس جدري القرود من السلالة 1 لدى شخص طلب الحصول على علاج طبي في ستوكهولم. ذكرت الوكالة أن الشخص كان على الأرجح قد أصيب بالعدوى في أثناء إقامته في إحدى المناطق الأفريقية التي يتفشى فيها فيروس جدري القرود من السلالة 1 بصورة كبيرة.

تعد فيروسات جدري القرود من السلالة 1 من الأسباب الرئيسية لتفشي فيروس جدري القرود في جمهورية الكونغو الديمقراطية ودول أفريقية أخرى بما فيها بوروندي، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو. صرحت منظمة الصحة العالمية في يوم الأربعاء 14 أغسطس بأن تفشي هذا الفيروس يؤدي إلى اتخاذ حالة طوارئ عامة تثير قلقًا دوليًا، مشيرة إلى تفشي فيروس جديد من السلالة 1 يثير الذعر.

اكتشف العلماء هذا النوع من الفيروس الذي يعرف بـ clade 1b في جمهورية الكونغو الديمقراطية لأول مرة. ما أدى إلى ظهور إصابات في الدول الأفريقية التي لم يُبلغ عن وجود فيروس جدري القرود فيها من قبل، مثل بوروندي وكينيا ورواندا وأوغندا.

لم توضح وكالة الصحة العامة السويدية النوع الفرعي لفيروس clade 1 الذي اكتشفوه. على هذا، يُقدر معدل الوفيات جراء الإصابة بفيروس clade 1b بنسبة تتراوح بين 3% و6%، في حين قُدرت معدلات الوفيات جراء الإصابة بفيروس clade 1 بنسبة تصل إلى 10%. لكن انخفضت نسبة الوفيات جراء الإصابة بفيروس clade 2 بمعدل يصل إلى 0.2% مقارنةً مع تفشي المرض في عامي 2022 و2023.

أكدت وكالة الصحة العامة السويدية في بيان لها: «إن علاج المريض المصاب بجدري القرود لا يزيد من مخاطر انتقال المرض للسكان عمومًا؛ إذ يعد المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض ومراقبتها نسبة تلك المخاطر منخفضةً جدًا. على هذا، سيُجرى تقييم جديد للوضع في وقت قريب، مع ذلك قد يستمر ظهور حالات وافدة بين الحين والآخر مثل الإصابة التي ظهرت في السويد».

إذا اقتضى الأمر، قد تلجأ السويد إلى العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات التي تُوصف أحيانًا لعلاج جدري القرود، بالرغم من عدم اعتماد أدوية مخصصة لعلاج جدري القرود، لكن الأدوية المصممة للفيروسات المماثلة -مثل فيروس جدري القرود- قد تكون مفيدة.

قد تعطى لقاحات جدري القرود للمساعدة على تجنب المرض بعد التعرض لفيروس معروف أو مشتبه به؛ إذ تُعطى اللقاحات للأشخاص المخالطين لشخص مصاب منعًا لانتشار الأوبئة فيما يُعرف بالتطعيم الحلقي. لكن لم تذكر وكالة الصحة السويدية ما إذا كانت قد تنوي اللجوء إلى هذه الاستراتيجية.

وفقًا لعالم الأوبئة في وكالة الصحة العامة السويدية ماجنوس جيسلين: «إن هذه الحالة لا تتطلب أي تدابير إضافية لمكافحة العدوى نفسها، لكننا نأخذ تفشي جدري القرود من السلالة 1 على محمل الجد. إننا نراقب عن كثب تفشي المرض ونقيم الوضع باستمرار لمعرفة ما إذا كانت هناك حاجة إلى اعتماد تدابير جديدة».

أبلغت السويد سابقًا عن نحو 300 إصابة بجدري القرود من السلالة 2 داخل البلاد، وكانت جميعها مرتبطة بالوباء العالمي الذي تفشى بين عامي 2022 و2023.

اقرأ أيضًا:

قد ينتشر جدري القرود من دون أعراض، فماذا علينا أن نفعل؟!

كل ما تود معرفته عن جدري القرود الذي عاود ظهوره

ترجمة: حسن السعيد

تدقيق: ريمي سليمان

المصدر