رهاب السرة هو الخوف الشديد والمستمر من سرة البطن، فقد يخاف الأشخاص المصابون برهاب السرة من سرر بطونهم أو سرر بطون الآخرين، ويتجنبون المواقف التي قد يرون السرر المكشوفة فيها، مثل حمامات السباحة العامة والشواطئ أو الصالات الرياضية، وقد يتداخل هذا التجنب والضيق الداخلي مع الجوانب الرئيسية لحياتهم اليومية مثل العلاقات والعمل والمدرسة والحياة الاجتماعية.

لا يُعد رهاب السرة تشخيصًا سريريًا، فهو نوع من أنواع الرهاب المحدد ضمن فئة اضطرابات القلق في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، الإصدار الخامس.

يُسمى هذا الرهاب أحيانًا الرهاب البسيط، وهو الخوف المفرط وغير المبرر والمستمر من شخص معين أو نشاط أو مكان أو حيوان أو موقف معين، في معظم الأحيان يعرف الأشخاص المصابون برهاب معين أن مخاوفهم لا أساس لها في الواقع، لكنهم غير قادرين على التحكم في قلقهم الشديد.

من أمثلة الرهاب الشائعة، رهاب الأماكن المغلقة «كلوستروفوبيا»، ورهاب المرتفعات «أكروفوبيا».

الأنواع الرئيسية الخمسة للرهاب في الطب النفسي:

  •  رهاب الحيوانات: مثل الخوف من الثعابين أو العناكب.
  •  رهاب البيئة الطبيعية: مثل الخوف من العواصف أو الماء.
  •  رهاب الدم والحقن والإصابات: مثل الخوف من الإجراءات الطبية والحقن.
  •  الرهاب الظرفي: مثل الخوف من الطيران.
  •  أنواع أخرى: من ضمنها رهاب السرة، وهو نادر نسبيًا.

أعراض رهاب السرة:

يشعر الأشخاص المصابون برهاب السرة بالقلق الشديد والخوف عند رؤية سرة البطن أو لمسها، وقد يشعر آخرون بالاشمئزاز، وقد تظهر عليهم بعض الأعراض، ومنها:

  • الشعور بالخوف أو فقدان السيطرة.
  •  ضيق الصدر.
  •  غثيان.
  •  دوخة.
  •  رجفة.
  •  ضيق في التنفس.
  •  جفاف الفم.
  •  خدر أو وخز.
  •  ارتباك.
  •  الشعور بالحرارة الشديدة أو البرودة الشديدة.
  •  تسارع معدل ضربات القلب.
  •  تعرق مفرط.
  •  إغماء.

تشخيص رهاب السرة:

لتشخيص الإصابة برهاب السرة، يطرح مختص الصحة العقلية بعض الأسئلة عن التاريخ المرضي والأعراض الحالية، وقد تكون العائلة والأصدقاء مفيدين في وصف الأعراض، ثم يُجري الطبيب اختبارات إضافية لنفي الاضطرابات النفسية الأخرى.

وفق الدليل التشخيصي للاضطرابات النفسية، يُشخص الفرد برهاب السرة عندما يسبب الخوف من سرة البطن إعاقات كبيرة في جانب رئيسي واحد على الأقل من حياته مدة ستة أشهر أو أكثر، يجب ألا تكون الأعراض ناتجة من اضطراب آخر في الصحة العقلية مثل اضطراب ما بعد الصدمة أو اضطراب الوسواس القهري.

الأسباب:

السبب الدقيق لرهاب السرة غير معروف، مع ذلك حدد الباحثون بعض عوامل الخطر لأنواع معينة من الرهاب ومنها:

  •  الاختلافات العصبية: قد تكون مناطق معينة في الدماغ مثل اللوزة الدماغية التي تشارك في الخوف والاستجابة للتهديدات، مفرطة النشاط لدى الأشخاص الذين يعانون رهابًا معينًا.
  •  الوراثة والتاريخ العائلي: تنتقل بعض أنواع الرهاب المحددة في العائلات خاصةً إذا بدأت في مرحلة الطفولة، قد يكون هذا بسبب التأثيرات الوراثية والسلوك المكتسب.
  •  الصدمة: في بعض الحالات، تتطور أنواع معينة من الرهاب بسبب صدمة سابقة، مثلًا قد يكون بعض الأشخاص المصابين برهاب السرة قد تعرضوا للأذى أو الألم أو تجربة طبية مؤلمة تتعلق بسرة البطن.
  •  سمات شخصية: تشير الأبحاث إلى أن سمات شخصية معينة مثل الانسحاب أو الاضطراب العاطفي المتكرر، ترتبط بتطور أنواع معينة من الرهاب.
  •  حالات مرضية مرافقة: يعاني العديد من الأشخاص المصابين برهاب معين حالات صحية عقلية أخرى، مثل اضطراب القلق العام.

علاج رهاب السرة:

يتضمن علاج الأنواع المحددة من الرهاب مثل رهاب سرة البطن، علاجًا نفسيًا فرديًا أو جماعيًا، وقد يصف الطبيب الأدوية أيضًا.

العلاج النفسي:

يُعد العلاج النفسي عادةً خط العلاج الأول لأنواع معينة من الرهاب، مثل رهاب السرة، والعلاج بالتعرض هو نوع من العلاج النفسي يتضمن مواجهة مصدر الخوف تدريجيًا بإشراف معالج مؤهل.

تشير الأبحاث إلى أن العلاج بالتعرض يكون أكثر فعالية عندما يقترن بالعلاج المعرفي السلوكي، إذ يساعد العلاج المعرفي السلوكي الأشخاص الذين يعانون رهابًا معينًا على معالجة الأفكار والمعتقدات الأساسية المرتبطة بموضوع الخوف.

الأدوية:

لا توصف الأدوية دائمًا لعلاج أنواع معينة من الرهاب، لكنها قد تكون مفيدةً في بعض الحالات. بعض الأدوية التي قد تعزز تأثيرات العلاج بالتعرض عند وصفها على المدى القصير:

  •  سيكلوسيرين (مضاد حيوي).
  •  بروبرانولول (أحد حاصرات بيتا).
  •  القشرانيات السكرية (من الهرمونات الستيرويدية).

إذا كان رهاب السرة شديدًا ومستمرًا، قد يصف الطبيب أدوية أخرى مثل الأدوية المضادة للقلق أوالمهدئات أو مضادات الاكتئاب.

التأقلم:

  •  الانضمام لمجموعات الدعم: يساعد الانضمام لمجموعات الدعم ومقابلة أشخاص آخرين يعانون رهابًا معينًا، على مشاركة المخاوف مع الآخرين وتلقي الدعم منهم.
  •  إدارة التوتر: يجب التحقق من الحصول على قسط وافر من النوم وممارسة الرياضة بانتظام وتناول الأطعمة الصحية وتجنب الإفراط في تناول الكحول والكافيين.
  •  ممارسة تمارين الاسترخاء: قد تساعد تقنيات الاسترخاء، مثل تمارين التنفس العميق والتأمل الذهني على تعلم كيفية التحكم في القلق عند التعرض للضغط.

اقرأ أيضًا:

رهاب الكلاب: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

رهاب الخلاء: الأعراض والأسباب والعلاج

ترجمة: تيماء القلعاني

تدقيق: ميرڤت الضاهر

المصدر