قد يكون الشاي الأخضر -الذي له خصائص قويّة مضادة للأكسدة- مركّبًا واعدًا لعلاج الأورام الليفيّة الرحميّة والوقاية منها، وفقًا لدراسة جديدة ما قبل سريرية.
تضيف النتائج الواردة في مجلّة التقارير العلمية إلى الأدلّة المتزايدة أنّ مركب إبيغالوكاتشين غالات (EGCG) قد يقلٌل من نمو الخلايا اللّيفية. صُمّمت الدراسة خاصةً لتحديد الآليات البيوكيميائية المسؤولة عن عمل EGCG في الخلايا اللّيفية.
يؤكّد الباحثون في دراستهم على خلايا أورام ليفية بشريّة زُرعت في المختبر وعُولجت بخلاصة مركب EGCG لكشف إمكانية تناول مكملّات EGCG الفموية علاجًا بدل شرب أكواب من الشاي الأخضر بهدف الوقاية من الأورام اللّيفية الرحمية.
كان الغرض من هذه الدراسة معرفة كيف يعمل EGCG على علاج الأورام الليفية الرحمية ومنعها.
يقول جيمس سيغارز، البروفيسور في الطب النسائي والتوليد في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز: «لا يوجد بروتوكول قياسي لإدارة الأورام اللّيفية الرحمية أو الوقاية منها، ولا توجد أدوات لمنع نموّها، لذا فإن العثور على علاج آمن غير جراحي أمر مهم».
تُعد الأورام اللّيفية الرحمية الأورام الحميدة الأشيع في الرحم، وتتكون من خلايا عضليّة ملساء كتلة كبيرة من أنسجة ضامّة، ويتراوح حجمها من الحجم المجهريّ تقريبًا إلى أحجام ضخمة قد تشوّه الرحم.
تحدث الأورام اللّيفية الرحمية عند نحو 77٪ من النساء، وقبل سن الخمسين عند معظمهن. وتتطوّر الأورام اللّيفية الرحمية لدى النساء السوداوات وذوات الأصول الإسبانية نحو 1.5 إلى مرّتين من معدل تطوّرها عند النساء البيضاوات.
قد لا تظهر الأعراض عند كثير من المصابات بالأورام الليفية الرحمية، ونحو 25% منهم يعانين أعراضًا خطيرة منها: نزيف رحميّ شديد وألم الحوض والعقم. وتُعد الأورام الليفية الرحمية السبب الرئيسي لإجراء استئصال الرحم في الولايات المتحدة.
إضافةً إلى الاستئصال الكامل للرحم، قد يشمل العلاج الجراحي وسائل مختلفة لإزالة الأورام الليفية من جدار الرحم.
استخدم الباحثون المعلومات المخبرية للأورام الليفية الرحمية التي جُمعت من المرضى الأحياء في الدراسات الجديدة.
تحتوي خلايا الأورام الليفية الرحمية على نسيج خارج خلوي كبير -شبكة من الجزيئات الكبيرة والمعادن في الأنسجة تدعم الخلايا ولكنها ليست جزءًا منها- مقارنةً بالخلايا الطبيعية، فقد صمم الباحثون تجاربهم لمعرفة هل يؤثر علاج الخلايا باستخدام EGCG -المستخرج من الشاي الأخضر- على التعبير البروتيني الموجود في هذا النسيج.
درس الباحثون على وجه التحديد:
- الفيبرونكتين: بروتين رابط.
- سيكلين د1: بروتين يشارك في انقسام الخلايا.
- بروتين عامل نمو النسيج الضام (CTGF).
حُقنت الخلايا بـ 100 ميكرومول لكل لتر من EGCG في وسط النمو مدة 24 ساعة ثم أُجريت لطخة ويسترن Western blot، وهي تقنية مخبرية تستخدم للكشف عن بروتين معين في عينة الدم أو الأنسجة.
بحث الخبراء في هذه الدراسة، عن مستويات بروتينات سيكلين D1 وCTGF في الخلايا الليفية المعالجة بـ EGCG مقارنة بالخلايا غير المعالجة.
وجد الباحثون أن EGCG خفّض مستويات بروتين الفيبرونكتين بنسبة 46% إلى 52%، مقارنةً بمجموعة ضبط غير معالجة من خلايا الأورام الليفية.
ووجدوا أيضًا أن EGCG عطّل المسارات المرتبطة بنمو الخلايا السرطانيّة الليفية وحركتها وإشاراتها واستقلابها، ولاحظوا انخفاضًا يصل إلى 86% في بروتينات CTGF مقارنة بمجموعة الضبط.
تُظهر نتائج الدراسة أن EGCG يستهدف العديد من مسارات الإشارات المرتبطة بنمو الأورام الليفية، وخاصة النسيج خارج الخلوي، ويمكن أن تكون مكمّلات EGCG طريقة طبيعية يسهل الوصول إليها لتخفيف الأعراض وإبطاء نمو الأورام الليفية.
تدعم النتائج دراسة FRIEND (علاج الأورام الليفية والعقم غير المبرر باستخدام Epigallocatechin Gallate؛ مركب طبيعي في الشاي الأخضر)، وهي تجربة سريرية مستمرة لـ EGCG على النساء المصابات بأورام ليفية يسعين إلى الحمل.
تبدو نتائج الدراسة واعدة، لكن يجب إجراء مزيد من الدراسات، ويجب على المستهلكين ألا يحاولوا تناول جرعات ذاتية من مكملات الشاي الأخضر.
اقرأ أيضًا:
هل المركبات الموجودة في النبيذ والشاي الأخضر تبطىء مرض ألزهايمر؟
أيهما أفضل لصحتك: الشاي الأخضر أم القهوة؟
ترجمة:زينب عبد الكريم
تدقيق:لين الشيخ عبيد