أدى تغير المناخ إلى بلوغ متوسط درجة الحرارة في العالم مستوىً قياسيًا جديدًا يوم الإثنين الثالث من يوليو 2023، مسجلًا 17 درجة مئوية لأول مرة. تأتي درجة الحرارة القياسية ليوم الإثنين بعد أن تم تأكيد شهر يونيو أيضًا باعتباره الأكثر سخونة في السجل العالمي. كان متوسط درجات الحرارة عبر الكوكب أعلى من المتوسط الطبيعي بـ 1.46 درجة مئوية في الفترة ما بين الأعوام 1850 و 1900.
تزايد قلق العلماء منذ بداية العام من الارتفاع السريع في درجات الحرارة المسجلة فوق اليابسة، وعلى سطح البحر، ويشيرون إلى أن درجة الحرارة المسجلة كانت الأعلى منذ بدء تسجيل درجات الحرارة ومتابعتها في نهاية القرن التاسع عشر.
ترجع أسباب ارتفاع درجات الحرارة إلى مزيج من ظاهرة النينو المناخية El Niño وانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون المستمرة. يرى الباحثون أننا سنسجل مستويات قياسية جديدة مع اشتداد ظاهرة النينو في الأشهر المقبلة.
ظاهرة النينو -المصطلح الصحيح هو التذبذب الجنوبي لظاهرة النينو أو ” The El Niño Southern Oscillation, or ENSO “- لها ثلاث مراحل مختلفة: حارة، وباردة، ومتعادلة، وتُعد أقوى تقلب في النظام المناخي في أي مكان على كوكب الأرض.
أعلن العلماء في يونيو الماضي أن الظروف أصبحت مواتية لظاهرة النينو، والمزيد من الحرارة تتدفق الآن إلى سطح المحيط الهادئ، ما يعني المزيد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية.
تعرضت إسبانيا والعديد من الدول في آسيا إلى درجات حرارة عالية قياسية في فصل الربيع، وأعقبتها موجات حارة بحرية في أماكن عادة لا تسجل فيها عادةً حرارة مرتفعة، مثل بحر الشمال.
واصلت الصين هذا الإسبوع التعرض لموجة حارة مستمرة وتجاوزت درجة الحرارة في بعض المناطق 35 درجة مئوية، بينما تعرض جنوب الولايات المتحدة هو الآخر إلى طقس خانق.
تأثير درجات الحرارة المرتفعة وصل إلى أقصى المناطق تطرفًا على الأرض، إذ كُسِر مؤخرًا الرقم القياسي لدرجات الحرارة في يوليو ببلوغها 8.7 درجة مئوية في القارة القطبية الجنوبية، وسجلتها قاعدة أبحاث فيرنادسكي الأوكرانية.
وفقًا للمراكز الوطنية الأمريكية للتنبؤ البيئي، وصل متوسط درجة الحرارة العالمية إلى 17.01 درجة مئوية في الثالث من يوليو، وبذلك حطم الرقم القياسي السابق البالغ 16.92 درجة مئوية في أغسطس 2016.
القراءة الحرارية العالية ليوم الإثنين كانت أيضًا الأكثر سخونة منذ بدء مراقبة درجات الحرارة بالأقمار الصناعية في عام 1979.
قال الباحث في مجال المناخ ليون سيمونز: «نواجه أمرًا جللًا في عالمنا الذي يزداد سخونة بعد أن وصل متوسط درجة الحرارة إلى 17 درجة مئوية لأول مرة منذ امتلاكنا قراءات موثّقة لدرجات الحرارة. نتوقع كسر المزيد من الأرقام القياسية اليومية والشهرية والسنوية خلال السنوات القليلة القادمة بعد بدء المرحلة الحارة من ظاهرة النينو».
فيما صرح كارستن هاوستين من جامعة لايبزيغ: «من المحتمل أن يكون شهر يوليو هو الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق منذ الفترة الجليدية الإيمية Eemian التي تعود إلى حوالي 120 ألف عامًا مضت. بينما من المفترض أن تنخفض درجات الحرارة قليلًا في نصف الكرة الجنوبي في الأيام المقبلة، فثمة احتمالات بأن شهري يوليو وأغسطس سيشهدان أيامًا أكثر دفئًا عن الوضع الطبيعي، وذلك نظرًا لأن ظاهرة النينو في أوج نشاطها الآن».
اقرأ أيضًا:
كيف يرفع ثاني اكسيد الكربون درجة حرارة الارض ؟
ترجمة: عمرو أحمد
تدقيق: جعفر الجزيري