يسبب التدخين عددًا من الأمراض ويرتبط أيضًا ارتباطًا كبيرًا بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء قبل سن اليأس. ووفقًا للأبحاث هناك صلة بين «التّدخين السلبي» وخطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء بعد سن اليأس، ويزداد الخطر بصورةٍ خاصة عند النساء اللاتي بدأن بالتدخين في سن المراهقة أو اللواتي لديهن تاريخ عائلي للإصابة بالمرض.
التدخين مرتبط بضعف فرص النجاة من سرطان الثدي
أُجريت دراسة ضخمة حول سرطان الثدي في جامعتي ويسكونسن وهارفارد وكلية دارتموث، ضمت نحو 20,000 امرأة شُخِّصت إصابتهن بسرطان الثدي بين عامي 1988 و 2008، لدراسة عادات التدخين لدى المريضات قبل التشخيص وبعده، إذ قسمت أسباب الوفيات إلى 4 مجموعات:
- النساء اللواتي لم يُدخن مطلقًا.
- النساء المدخنات اللاتي أقلعن عن التّدخين قبل أقل من خمس سنوات من التشخيص.
- النساء المدخنات اللاتي أقلعن عن التّدخين بعد التشخيص.
- النساء اللواتي لم يقلعن عن التدخين.
كانت أعلى نسبة وفيات للمدخنات اللواتي لم يقلعن عن التّدخين ومن ثم للواتي أقلعن عن التّدخين خلال أقل من 5 سنوات من التشخيص، إلا أن النساء اللواتي أقلعن عن التّدخين بعد التشخيص كن أقل عرضةً للوفاة بسرطان الثدي أو السرطانات التنفسية أو حتى أمراض القلب والأوعية الدموية من اللواتي لم يقلعن عن التدخين.
العلاقة بين مدة التّدخين ونسبة الإصابة بسرطان الثدي
بينت الدراسات أن التّدخين مدة 10 إلى 30 سنة يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 21-22%.
في حين إن نسبة الخطر بقيت 28% للواتي أقلعن عن التدخين منذ أقل من 10 سنوات، و21% للنساء اللواتي أقلعن منذ 10 سنوات، و 10% للواتي أقلعن منذ أكثر من 30 عامًا.
وتختلف نسب الإصابة وفقًا للدراسة بين اللواتي بدأن التّدخين بعد سن العشرين بنسبة 56%، مقابل 26% للواتي بدأن قبل سن العشرين و53% للواتي بدأن خلال أكثر من 5 سنوات من بداية الحيض.
التدخين وتأثيره في الشفاء من سرطان الثدي
تبين أن التدخين يزيد من مضاعفات العلاج من سرطان الثدي، من ضمنها:
- تلف الرئتين من العلاج الإشعاعي.
- صعوبة الشفاء بعد الجراحة و عملية إعادة بناء الثدي.
- ازدياد خطر الجلطات الدموية عند أخذ أدوية العلاج الهرموني.
يزيد التدخين من خطر الإصابة بسرطان الثدي وكذلك الأمر للمدخنين السلبيين الذين يتعرضون بكثرة لدخان السجائر.
يزداد هذا الخطر بازدياد مدة التدخين، ويكون الأمر أكثر سلبية عند الذين لديهم تاريخ عائلي بالمرض.
إجراءات وقائية علينا الالتزام بها
إذا كنتِ غير مدخنة فلا تقربي التدخين، أما إذا كنت مدخنة لا توفري أي طريقة تساعدك على الإقلاع عن التّدخين.
معرفة أضرار التدخين أمر غير كاف للإقلاع عنه، فهو عادة سيئة يتطلب الإقلاع عنها الإرادة القوية وأن تكوني جدية في محاولتك.
هناك مجموعة من الجمعيات التي تقدم برامج مجانية عبر الإنترنت لتساعد على الإقلاع عن التدخين، كجمعية الرئة الأمريكية وجمعية السرطان الأمريكية، يمكنك عبرها تلقي الدعم والنصائح من قبل خبراء مدربين.
يمكن الاستعانة بالأدوية التي تساعد على الإقلاع عن التّدخين والتي تتنوع بين حبوب أو علكة أو لصاقة جلدية. يمكنك استشارة الطبيب لمعرفة الأنسب لك.
قد يساعد التأمل أو دعم أحد الأصدقاء الذين يودون الإقلاع عن التدخين معك إذا كنتِ لا تستطيعين فعلها لوحدك.
اقرأ أيضًا:
علاج تجريبي يدمر الخلايا السرطانية من دون أدوية
مقاربة حصان طروادة في القضاء على الخلايا السرطانية من دون اللجوء إلى الدواء
ترجمة: مي العبدالله
تدقيق: أيمن الشطي
مراجعة: رزان حميدة