نشرت ناسا خطتها الكاملة الخاصة بمهمة آرتميس، التي تهدف لإيصال أول امرأة إلى القمر، وأول رجل منذ عام 1972. من المفترض أن يصل البشر مرة أخرى إلى القمر عام 2024، لكن ناسا تخطط لإرسال مهمتين أخريين لاختبار مركبة (أوريون) الفضائية. غردت كاثي لودرز، رئيسة مديرية بعثة الاستكشاف والعمليات البشرية يوم الإثنين قائلة: «تسير خطتنا للسير على القمر مرة أخرى على الطريق الصحيح».
الخطة طموحة جدًا، لكن أحد مدراء ناسا جيم بريدنستاين، صرح أن الهبوط على القمر في 2024 صعب جدًا: «هذا الخط الزمني حرج جدًا، هل يعد وقتًا ممكنًا؟ نعم. هل يجب علينا أن نقوم بكل شيء بطريقة مثالية؟ نعم».
حتى هذا الوقت لا تعلم ناسا هل ستتوفر لها الميزانية المالية الكافية أم لا؟ فلقد طلبت 28 مليار دولار من الكونغرس الأمريكي.
وحتى إذا توفرت السيولة المالية واستطاعت ناسا أن تُوصل البشر إلى سطح القمر خلال أربع سنوات فقط، فإن طموح وكالة الفضاء الأمريكية يتعدى مجرد المشي على سطح القمر، إذ تهدف ناسا لجعل زيارات البشر لسطح القمر سنوية، وتهدف لبناء مستوطنة قمرية في العقد القادم، إضافة إلى ذلك تطمح لبناء وتشغيل (البوابة the gateway) وهي مركبة فضائية تدور حول القمر من أجل تنظيم الرحلات السنوية ومساعدتها.
هذه هي آخر التحديثات التي وصلتنا من ناسا بشأن مهمة آرتميس:
يجب أن تنجح مهمتان قبل أن يستطيع البشر المشي على القمر مرة أخرى.
ستنطلق المهمة الأولى (أرتميس 1) غير المأهولة وستدور حول القمر مدة ثلاثة أيام، وهذا لاختبار قدرتها على الذهاب إلى القمر والعودة بسلامة. من المفروض أن تنطلق هذه الرحلة في نوفمبر العام القادم.
بعد ذلك ستنطلق مهمة (آرتميس2)، وهذه أولى المهمات المأهولة. في هذه الرحلة القمرية، ستحمل كبسولة (أوريون) أربعة رواد فضاء حول الجانب البعيد من القمر، الذي يبعد ربع مليون ميل عن الأرض تقريبًا. سيصل هذا الطاقم أبعد نقطة وصل إليها البشر في التاريخ.
عندما تصل مركبة (أوريون) إلى هذا البعد، ستقوم الجاذبية الأرضية والقمرية بقذف المركبة إلى أرض الوطن مرةً أخرى، من المتوقع أن تستغرق المهمة عشرة أيام، ستختبر المهمة الثانية قدرة المركبة على نقل البشر إلى القمر ثم العودة للأرض مرةً أخرى. نتوقع بأن تبدأ هذه المهمة في أغسطس عام 2023. ستهبط مهمة (آرتميس) على القطب الجنوبي من القمر.
ستطلق ناسا مركبة (أوريون) في مهمة (آرتميس 3) لتحمل البشر مرة أخرى لزيارة القمر ثم تعيدهم إلى الأرض. من المحتمل أن تهبط المهمة على القطب الجنوبي للقمر، رغم وجود شائعات عن هبوط المهمة على نفس منطقة هبوط مهمة أبولو. يعد الهبوط على القطب الجنوبي صعبًا جدًا ولم تنجح أي مهمة في الهبوط عليه أبدًا.
لتحقيق الهدف يجب على ناسا توفير مركبة فضائية لنقل رواد الفضاء من مدار القمر إلى سطحه، وتوفير نظام دعم الحياة لرواد الفضاء مدة أسبوع بعد هبوطهم على سطح القمر ثم تجهيز مركبة فضائية لإرجاع الرواد إلى المدار مرة أخرى.
تعمل ناسا مع ثلاث شركات تجارية (بلو أورجن، ودينتكس، وسبيس أكس) لبناء النموذج الأولي لهذه الأنظمة.
تُصنع حاليًا بذلات فضائية جديدة، ومع أنها تتشابه مع تصميم بذلة الفضاء الخاصة بمهمة أبولو -وهي أيضًا تحتوي على حفاضات- إلا أن البذلات الجديدة ستكون ذات مرونة عالية جدًا لتسهل أداء رواد الفضاء المهمات في أثناء المشي في الفضاء، وستحتوي على أنظمة تواصل أفضل بكثير من الأنظمة السابقة.
تراهن ناسا على أهمية القطب الجنوبي للقمر، إذ يُتوقع وجود مياه متجمدة في تلك المنطقة يمكن رواد الفضاء أو الروبوتات تذويبها وفصلها كهربائيًا إلى أُكسجين سائل كمادة مؤكسدة وهيدروجين كوقود للعديد من الصواريخ.
تأمل ناسا أنَّ هذا الوقود سيستخدم للعودة إلى الأرض أو السفر أعمق نحو الفضاء.
ستساعد هذه العملية رواد الفضاء في استمرار بحثهم لفترة طويلة خارج الأرض.
بعد هذه المهمة، ستبني ناسا مركبة (gateway) وتثبتها في مدار القمر. تشبه هذه المركبة محطة الفضاء الدولية التي تدور حول الأرض.
ستكون هذه المركبة جهدًا دوليًا مشتركًا، ستتعاون فيه ناسا والوكالات الفضائية لكل من كندا، واليابان، وروسيا.
قدمت هذه الدول مساعدتها في بناء مخيم رحلة (آرتميس) الذي سيحتوي على مركبتين للقيام بالرحلات، إحدى هذه المركبات ستكون قادرة على الحركة لمسافات بعيدة عن المخيم الأصلي للقيام بالرحلات الاستكشافية.
لكن تمويل المهمة ما يزال مشكلة حتى الآن. تطلب ناسا 3.8 مليار دولار لبناء نظام هبوط بشري، وحتى الآن صرفت ما يقارب مليار دولار فقط، أما باقي المشروع، فإن التمويل المادي ما زال حلمًا بعيدًا، وتراهن ناسا على الأموال القادمة من قانون الاعتمادات الجامع، لكن الحكومة صرحت بأنها ستقدم 630 مليون دولار فقط.
سيقابل بريدنستاين اللجنة الفرعية لمجلس الشيوخ من أجل توفير التمويل الكامل لمهمة (آرتميس) بعد انتخابات نوفمبر القادم قائلًا: «إذا استطعنا توفير الأموال لبدء المشروع قبل موسم أعياد الميلاد فمن المعقول أن نهبط على القمر في 2024».
إذا لم تحصل الوكالة على التمويل الكامل من الكونغرس لن نصل إلى القمر عند 2024 ولكنهم سيستمرون في محاولة الوصول في أقرب فرصة ممكنة.
يقول بريدنستاين إن الوكالات الخاصة يمكن أن تهبط على سطح القمر على حسابها الخاص، إذا كان بمقدورهم السفر إلى القمر باستخدام أموالهم الخاصة فقط.
اقرأ أيضًا:
ناسا تختار سبيس إكس وبلو أوريجين وآخرين للانضمام إلى مشروع الهبوط على القمر
ترجمة: زينب سعد
تدقيق: روان أبوزيد