في العام 2008, قامت جودي فان دي ووتر من جامعة كاليفورنيا، ديفيس، بإكتشاف مجموعة من الأجسام المضادة الذاتية – تلك التي تثير استجابات مناعية ضد جزيئات الجسم نفسه – التي كانت مشتركة بين أمهات الأطفال المصابين بالتوحد. الآن، قد حددت الباحثة و فريقها ما ترتبط به هذه الأجسام المضادة: ستة بروتينات تشارك في الجوانب المختلفة لنمو المخ. عن طريق عبور المشيمة, تؤثر تلك الأجسام المضادة على هذه البروتينات في دماغ الجنين، ويمكن أن تزيد من خطر التعرض لمشاكل تنموية في بعض حالات التوحد، وفقا للدّراسة الجديدة.

وقال أندرو زيمرمان طبيب الأعصاب من معهد كينيدي كريجر الذي يدرس الأجسام المضادة الأمومية والذي لم يشترك في البحث, “نظراً لأنه في الوقت الحاضر، فقط ما بين 15 و 20 في المئة من الأطفال الذين يعانون من التوحد قد عرفت الأسباب المسببة له – أسباب وراثية و آليات معدية بالأساس – هذا سيكون تقدما كبيرا.” يقوم فريق فان دي ووتر بقيادة طالب دراسات عليا دان براونشفايغ بإستخدام اكتشافهم لتطوير إختبار يتنبأ بخطر إصابة الطفل بإضطرابات طيف التوحد و يعتمد على الأجسام المضادة من الأم. قالت فان دي ووتر إن فرضية الأجسام المضادة لا تنطبق إلا على ربع حالات التوحد على الأكثر.

البروتينات التي حددها الفريق لديها تشكيلة واسعة من الأدوار. (STIP1) يؤثر على خلق خلايا عصبية جديدة، على سبيل المثال، في حين (cypin) يؤثر على عدد الفروع لدى الخلايا العصبية. (CRMP1) و(CRMP2) توقف نمو الخلايا العصبية و تحدد طولها. بينما تشارك (YBX1) في النسخ الجيني، وكذلك هجرة الخلايا العصبية خلال النمو. وأخيرا، (LDH) هو الأكثر غموضا من البروتينات الستة كما أنّه الأكثر إرتباطاً بمرض التوحد.

فلقد أشارت دراسات في وقت سابق أنه قد يلعب دورا في التمثيل الغذائي أو في الردود على الفيروسات أو السموم. جميع البروتينات الستة يتم إنتاجها بشكل كبير في دماغ الجنين. من بين 246 أم لديها أطفال يعانون من التوحد، 23% منهن كانت لديها أجسام مضادة لإثنين أو أكثر من هذه البروتينات، مقارنة ب 1% فقط من 149 أم لأطفال غير مصابين بالتوحد. هذه الأجسام المضادة لديها أكثر من 99% خصوصية لخطر التوحد، وهو ما يعني أن لديها أقل من 1 في 100 من إيجاد حالة إيجابية كاذبة.

وقالت فان دير ووتر “الخطوة التالية هي إيجاد علاجات تمنع الأجسام المضادة، وليس فقط للإمساك بها، ولكن لتفعل شيئا حيالها “. على الرغم من أن مفهوم منع التوحد يمكن أن يكون مثيراً للجدل، قالت انه يشير إلى أن الأجسام المضادة المكتشفة ترتبط بالأعراض الأشد والمشاكل اللغوية.


 

مصدر