“هنالك 10 أنواع من الأشخاص في العالم: أولئك الذين يفهمون نظام العدّ الثّنائي، وأولئك الذين لا يفهمونه”.

أو كما قالت العبارة المشهورة. نظام العدّ الثّنائي هو نظامٌ مركزي لتمثيل الأعداد خاصّة والمعلومات عامّةً، ونجده يُستعمل في تطبيقات كثيرة ومختلفة في حياتنا.. أهمّها بالطّبع هي الحواسيب والآلات التقنيّة.

هذه الآلات لا تفهم معنى الرّقم (8) أو معنى الرّقم (20)، معنى الحرف (أ) أو المقصود بالرمز (%). ولذلك إذا أردنا أن نخبرها – لسببٍ أو لآخر – عن معلومة معيّنة..

علينا إيجاد أفضل السّبل وأكثرها كفاءة لإيصال المعلومة. كيف بإمكانك أن تخبر آلةً أنّ لديك (8) تفاحات، على سبيل المثال؟

ما هو أقصر السّبل وأقلّها تكلفة لتمثيل هذه النّسبة العدديّة (لسنا بحاجة أن نخبر الآلة أنّهن تفاحات.. نريد أن نخبرها عن الرّقم فقط)؟

للتّبسيط، نحن نعلم أنّ بإستطاعة الآلات أن تفهم لغة الإشارات الكهربائيّة. ولذلك إذا أردنا أن نخبر آية معيّنة أنّ لدينا (8) تفاحات، بإمكاننا أن نرسل 8 إشارات كهربائيّة للآلة بشكلٍ متتابع نخبرها فيه عن المعلومة التي بحوزتنا.

8 إشارات هي في الغالب مكلفة جدًّا، وبإستطاعتنا أن نبسّط الأمر بعض الشّيء، ونوفّر الكثير ماديًّا في هذا الجانب.

في الواقع، إذا استخدمنا نظام العدّ الثّنائيّ.. بإمكاننا توفير نصف هذه الإشارات على الأقلّ. كيف ذلك؟

في نظام العدّ الثّنائي، الأعداد يتمّ تمثيلها كسلسلة مكوّنة من قيمتين فقط: (0) و (1). الصّورة المرفقة مع هذه المقالة تظهر السّلاسل التي تمثّل الأعداد من 0 وحتّى 15.

تقليديًا، وفي نظام العد الثنائي الذي لا يشمل الأعداد السّالبة، العدد 0 من الممكن تمثيله بـ (0) أو (00) أو (000) ، إلى ما لا نهاية (إضافة الأصفار إلى يسار العدد لا تغيّر من قيمته).

الرّقم واحد يتمّ تمثيله بـ (01) أو (001) أو (0001)، إلى ما لا نهاية أيضًا.

الآن، ما علاقة هذا بإرسال الإشارات إلى آلة تقليديّة؟

بإمكانك أن تلاحظ في الصّورة المرفقة أنّنا إذا أردنا أن نرسل للآلة المعلومة أنّ لدينا 8 تفاحات، كلّ ما علينا فعله هو إرسال 4 إشارات فقط (أو إستخدام 4 بتات فقط، إذا أردنا إستخدام لغة الحاسوب)، بدلاً من الـ 8.

هذه الكفاءة والفاعليّة لنظام العدّ الثّنائي، بالإضافة إلى غيرها من المميّزات التي لم نتعرّض لها، تجعل منه المرشّح الأفضل للإستخدام في التّطبيقات الحاسوبيّة والإلكترونيّة.

ومن المهمّ أن تحاول أن تتعلّم العدّ في هذا النّظام، خصوصًا إذا أردت أن تتحصّل على فهمٍ مبدئيّ للتّكنولوجيا التي تحيط بنا.