تحافظ الكُلى على صحة جسمك بترشيح الدم، إذ تحتوي أوعيةً دموية صغيرة تُعرَف بالكبيبات الكلوية، وظيفتها التخلص من الفضلات بطرحها مع البول، وإعادة امتصاص البروتينات لتبقى ضمن مجرى الدم.
لكن عندما لا تؤدي الكُلى وظيفتها جيدًا تتسرب البروتينات إلى البول، ما يؤدي إلى ارتفاع مستوى البروتين في البول، وهو ما يعرف بالبيلة البروتينية.
توجد عدة أنواع من البيلة البروتينية:
- البيلة البروتينية الكبيبية.
- البيلة البروتينية النبيبية.
- البيلة البروتينية الفيضية.
- البيلة البروتينية بعد الكلوية.
إضافةً إلى ذلك، فإن بيلة الألبومين (التي يكثر فيها الألبومين في البول) هي أحد أنماط البيلة البروتينية، وترتبط بالبيلة البروتينية الكبيبية.
ما أسباب ارتفاع مستوى البروتين في البول؟
• التجفاف:
التجفاف سبب مؤقت -لكنه شائع- للبيلة البروتينية، يحدث عند فقدان كمية كبيرة من سوائل الجسم، إذ يستخدم الجسم الماء لإيصال المغذيات كالبروتينات إلى الكُلى.
يعاني الجسم صعوبةً في إيصال البروتينات عند نقص كمية الماء فيه، فتصبح الكُلى بدورها غير قادرة على إعادة امتصاص البروتينات، فتتسرب إلى البول بدلًا من عودتها إلى مجرى الدم.
تعتمد الأعراض الأخرى على شدة التجفاف، ومنها:
- التعب.
- الصداع.
- الدوار.
- زيادة الشعور بالعطش.
- بول داكن اللون.
- قلّة التبول.
- جفاف الفم أو الجلد.
أسباب التجفاف:
- الإسهال.
- التقيؤ.
- التعرق المفرط.
- الحُمى.
- عدم شرب كمية كافية من الماء.
ارتفاع ضغط الدم:
يُضعِف ارتفاع ضغط الدم الأوعية الدموية في الكُلى، ما يقلل قدرتها على إعادة امتصاص البروتينات. نظرًا إلى تطور ارتفاع الضغط بمعدل بطيء، قد لا تظهر الأعراض سنوات عدة، لكن عندما يصبح الارتفاع حادًا فقد يسبب:
- الصداع.
- ضيق النفس.
- النزيف الأنفي (الرعاف).
لا يوجد سبب محدد لمعظم حالات ارتفاع ضغط الدم، لكنه يحدث عند بعض الأشخاص نتيجة:
- الأمراض الكلوية.
- اضطرابات الغدة الدرقية.
- انقطاع النفس الانسدادي النومي.
- أورام الغدة الكظرية.
- بعض الأدوية، كأدوية تنظيم النَسل أو مضادات الاحتقان.
داء السكري:
هو خلل استقلابي يسبب ارتفاع مستوى السكر في الدم، له عدة أنماط منها داء السكري من النمط الأول وداء السكري من النمط الثاني. يزيد المستوى المرتفع من السكر في الدم ترشيح الدم في الكُلى، ما قد يسبب أذية كلوية تؤدي إلى تسرب البروتينات إلى البول.
تعتمد أعراض داء السكري على شدة المرض ونمطه، ومنها:
- زيادة الشعور بالعطش والجوع.
- التبول المتكرر.
- التعب.
- تشوش الرؤية.
- فقدان وزن غير المُفسر.
التهاب الكبيبات الكلوية:
قد تدل البيلة البروتينية على التهاب الكبيبات الكلوية، الذي قد يسبب عدة أعراض تُعرف بالمتلازمة النفرونية (المتلازمة الكُلوية)، ومن هذه الأعراض:
- فرط شحوم الدم أو ارتفاع مستوى الشحوم والكولسترول في الدم.
- انتفاخ الساقين أو القدمين أو الكاحلين.
- نقص ألبومين الدم أو انخفاض مستوى البروتين في الدم.
قد تُسبب أيضًا ارتفاع ضغط الدم والبيلة الدموية (وجود كريات دم حمراء في البول)، ما يجعل لون البول ورديًّا أو مشابهًا للون الكوكاكولا.
يحدث التهاب الكبيبات الكلوية عندما يهاجم الجهاز المناعي الكُلى، لذا قد يترافق مع:
- التهاب شغاف القلب الجرثومي.
- الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري (الإيدز).
- التهاب الكبد (بي).
- التهاب الكبد (سي).
- الذئبة.
- اعتلال الكلية السكري.
- ارتفاع ضغط الدم.
المرض الكلوي المزمن:
المرض الكلوي المزمن هو فقدان الكلية لوظيفتها تدريجيًّا، قد يسبب البيلة البروتينية في مراحله الأولى لكن دون أعراض ملحوظة عادة. قد يعاني المريض خلال تطوره ما يلي:
- ضيق النفس.
- التبول المتكرر.
- الحازوقة (الفواق).
- التعب.
- الغثيان.
- التقيؤ.
- اضطرابات في النوم.
- جفاف الجلد والحَكة.
- انتفاخ اليدين والقدمين.
- فقدان الشهية.
إضافةً إلى ذلك، قد يتطور المرض الكلوي المزمن إلى فشل كلوي.
تؤذي الأمراض التالية الكلية ما قد يؤدي إلى حدوث أذية مزمنة فيها:
- التهاب الكبيبات الكلوية.
- داء السكري.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الأمراض القلبية.
- التهاب الكلية الخلالي.
- مرض الكلية متعددة الكيسات.
- العدوى الكلوية المتكررة.
أمراض المناعة الذاتية:
طبيعيًا، ينتج الجهاز المناعي أجسامًا مضادة وغلوبيولينات مناعية تدافع عن الجسم ضد الجراثيم والأمراض، لكن إن كنت تعاني مرضًا مناعيًّا ذاتيًّا فسينتج جهازك المناعي أجسامًا مضادة تهاجم أنسجة جسمك ذاته.
تُسمى الأجسام المضادة في هذه الحالة الأجسام المضادة الذاتية، التي قد تهاجم الكبيبات الكلوية مسببةً تضررها والتهابها، ثم حدوث أذية كلوية وبيلة بروتينية لاحقًا.
ترتبط أمراض المناعة الذاتية التالية بالبيلة البروتينية:
- داء الذئبة الحمامية الجهازية، الذي قد يؤثر في الكُلى مع أنه مرتبط بالبشرة والمفاصل.
- متلازمة غودباستر، التي تهاجم فيها الأجسام المضادة الذاتية الكُلى والرئتين خاصةً.
- اعتلال الكلية بالغلوبيولين المناعي (أ)، الذي يحدث عند تراكم الغلوبيولينات المناعية من النمط (أ) في الكبيبات الكلوية.
مُقَدمات الارتعاج:
يرتفع ضغط الدم عند المرأة الحامل خلال الأسابيع العشرين الأولى من الحمل أو بعدها، ما يسبب خللًا مؤقتًا في قدرة الكلية على إعادة امتصاص البروتينات ومن ثم تحدث البيلة البروتينية.
لمُقدِمات الارتعاج أعراض أخرى إضافةً إلى البيلة البروتينية، منها:
- انتفاخ اليدين والوجه.
- الصداع.
- الرؤية المشوشة.
- ألم بطني في الجانب الأيمن.
- زيادة الوزن.
ومع أن مُقدمات الارتعاج تنتهي بعد الولادة، تُعَد حالةً صحية خطيرة قد تؤدي إلى الولادة المبكرة، لذلك يجب أن تُراقَب السيدات الحوامل اللائي يعانينها بحذر.
السرطان:
قد تحدث الحالات الشديدة من البيلة البروتينية نتيجةً للسرطان، إذ قد يؤثر الالتهاب المرتبط بالسرطان في الوظيفة الكلوية. ترتبط بعض أنواع السرطان بارتفاع مستوى البروتين في البول، ومنها:
- سرطان الخلية الكلوية.
- سرطان الرئة.
- سرطان الثدي.
- سرطان القولون والمستقيم.
- الليمفوما اللاهودجكينية.
- الليمفوما الهودجكينية.
- الورم النقوي المتعدد.
تحدث الأذية الكلوية في بعض الحالات -كالورم النقوي المتعدد- عندما ترتبط البروتينات غير السوية الموجودة في الدم مع البروتينات السوية الموجودة في البول، ما يؤدي إلى تدهور الوظيفة الكلوية وزيادة مستوى البروتينات في البول.
تختلف أعراض السرطان باختلاف أنواعه، لكن من أعراضه عمومًا:
- فقدان الوزن غير المُفسر.
- التعب.
- الحُمى.
- الألم.
- الاضطرابات الجلدية.
عوامل خطورة البيلة البروتينية
بعض الأشخاص أكثر عرضةً من غيرهم لتطوير البيلة البروتينية، ومن عوامل الخطورة:
- العمر: كبار السن (65 عامًا فأكثر) أكثر عرضةً للتجفاف والأذيات الكلوية، والنساء الحوامل بعمر أكبر من 40 عامًا أكثر عرضةً لمُقدمات الارتعاج من الحوامل الأصغر سنًّا.
- ارتفاع ضغط الدم: مرضى ارتفاع ضغط الدم أكثر عرضةً للإصابة بداء السكري واضطرابات الكلية.
- السكري: السبب الأكثر شيوعًا لأمراض الكلية المزمنة، ويرتبط بمُقدمات الارتعاج والتهاب الكبيبات الكلوية.
- التاريخ العائلي: إن وجود تاريخ عائلي من الأمراض الكلوية أو مُقدمات الارتعاج يزيد احتمال حدوث البيلة البروتينية.
- بعض الأعراق: الأصول الأمريكية-الإفريقية واللاتينية والهندية-الأمريكية والآسيوية أكثر عرضةً من غيرهم لتطوير المشكلات الكلوية.
- زيادة الوزن أو البدانة: ترتبط بارتفاع ضغط الدم والسكري ومُقدمات الارتعاج.
أعراض البيلة البروتينية:
في المراحل المُبكرة من الأذية الكلوية لا تظهر أي أعراض، لقلة كمية البروتينات في البول. لكن مع تطور الأذية الكلوية، تزداد كمية البروتينات في البول ما يسبب أعراضًا مثل:
- البول الرغوي.
- انتفاخ اليدين أو القدمين أو الوجه أو البطن.
- التبول المتكرر.
- تشنج العضلات ليلًا.
- الغثيان.
- التقيؤ.
- فقدان الشهية.
اختبارات الكشف عن وجود البروتين في البول:
فحص البول هو الطريقة الوحيدة لتشخيص البيلة البروتينية، إذ يقيس كمية البروتينات الموجودة في بولك.
يطلب الطبيب أن تتبول داخل عبوة جمع العينات، ثم يُدخِل شريطًا بلاستيكيًّا صغيرًا مُغطى بمواد كيميائية معينة، فيدل تغير لونها على وجود كمية كبيرة من البروتينات في البول.
أما بقية عينة البول فتُرسل إلى المخبر لتُفحص مجهريًا.
عندما يعتقد الطبيب بوجود مشكلة كلوية فسيطلب إعادة تحليل البول 3 مرات في الأشهر الثلاثة التالية، لاستبعاد الأسباب المؤقتة للبيلة البروتينية.
وقد يستخدم الاختبارات التالية لتحديد سبب البيلة البروتينية:
- اختبار بول الـ24 ساعة: يُجمَع البول على مدار 24 ساعة ويُرسَل إلى المخبر ليُحَلل.
- اختبار الدم للتحقق من معدل الرشح الكُبي: يفيد هذا الاختبار في التحقق من وظيفة الكلية.
- التصوير: قد يطلب الطبيب تصوير الكُلى بالأمواج فوق الصوتية أو التصوير المقطعي المحوسب للحصول على صورة مفصلة للكليتين والسبيل البولي.
- الخزعة الكلوية: تُؤخَذ عينة من الكلية وتُفحَص نسيجيًّا للتحقق من وجود أذية فيها.
علاج البيلة البروتينية:
لا تتطلب البيلة البروتينية المؤقتة أو الخفيفة علاجًا، أما البيلة البروتينية الدائمة فتتطلب علاج العامل المُسبب لها. قد يشمل العلاج ما يلي:
- تغيير النظام الغذائي: سينصحك الطبيب بتغيير نظامك الغذائي إن كنت مصابًا بمرض كلوي أو داء السكري أو ارتفاع ضغط الدم.
- إنقاص الوزن: يُعالِج إنقاص الوزن بعض الحالات الصحية التي تسبب خللًا في أداء الكلية لوظيفتها.
- أدوية ارتفاع ضغط الدم: تُستخدَم لخفض ضغط الدم عند مرضى ارتفاع ضغط الدم أو السكري.
- أدوية السكري: إذ تساعد هذه الأدوية أو العلاج بالإنسولين على ضبط مستوى السكر في الدم.
- الغسيل الكلوي: يساعد غسيل الكُلى عند مرضى التهاب الكبيبات الكلوية ومرضى الفشل الكلوي على ضبط ضغط الدم المرتفع والسوائل.
تدل البيلة البروتينية غالبًا على أن الكُلى لا ترشح الدم جيدًا، ويهدف العلاج أساسًا إلى معالجة العامل المسبب، وبوسع الطبيب أن يضع خطة علاجية تساعدك على حماية كليتيك.
اقرأ أيضًا:
مرض الكلى المزمن: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: رؤى علي ديب
تدقيق: إبراهيم قسومة
مراجعة: أكرم محيي الدين