تقشر الجلد حالة شائعة، تكون عادةً جزءًا من عملية شفاء الأضرار الجلدية، ففقدان طبقة الجلد السطحية خلاياها عملية طبيعية مستمرة، لكن قد يرتبط تقشر الجلد البارز والمحسوس بمرض أو بإصابة معينة.
ما تقشر الجلد؟
تقشر الجلد هو حالة شائعة ينسلخ فيها الجلد (البشرة)، إذ يرتبط بالتعافي من الأضرار التي تصيب الجلد، الداخلية والخارجية منها، مثل الحروق أو التعرض لمهيجات بيئية كالشمس أو الرياح، وقد يرافق أيضًا الاعتلالات الجسمية الداخلية أو الأمراض كعلاج الطفح الجلدي.
فقدان طبقة الجلد السطحية خلاياها عملية طبيعية مستمرة، إذ يكوِّن الجسم باستمرار خلايا جلدية جديدة ويزيل الخلايا الهرِمة من طبقته الخارجية، وهذا الفقدان تلقائي لا بارز محسوس ولا غير طبيعي، فقد يقع التقشر المحسوس في مقطع جلدي صغير أو في جميع أنحاء الجسم باعتماده على السبب.
قد تُسبب الإصابات الجلدية العميقة البثور المؤلمة، أو تترك سلخًا جلديًا وراءها، يمكن أن يقع هذا المثال من إصابة الجلد إصابة خارجية كالحروق، أو عبر سبب داخلي كتفاعل دوائي أو مرض مناعة ذاتية، أمراض الجلد المؤلمة خطيرة عادةً وتشكل تهديدًا للحياة إن لم تُعالج فورًا.
ما أعراض تقشر الجلد ؟
تتنوع أعراض تقشر الجلد، وتعتمد على السبب الأساسي أو الاعتلال الجسمي المسؤول عن هذا التقشر، وقد تتضمن الأعراض:
- جفاف الجلد.
- الحكة.
- التهيج.
- الاحمرار.
- ظهور قشور رقيقة.
ما أسبابه؟
تسبب حالات عدة -اعتلالات جسمية أو أمراض- تقشر الجلد خلال مرحلة التعافي منها، يتعين على المرء أن يعرض نفسه على الطبيب مباشرةً بعد التعرض لأي من الحالات الآتية وحتى عند الاشتباه بالإصابة بواحدة منها، وهذه أمثلة لأنواع من الإصابات:
- التعافي من الضرر المباشر على الجلد مثل:
- الحروق الحرارية: قد يقع بعد التعرض المباشر لسائل أو سطح ساخن، أو التعرض للنيران.
- الحروق الكيميائية: يقع بعد إصابات بالمواد الكيميائية بشكل مباشر على الجلد، إذ يمكن أن تسببها المنظفات المنزلية ومستحضرات التجميل أو المواد الكيميائية المستخدمة في مواقع العمل.
- تهيج الجلد المرتبط بقشط أو احتكاك الجلد بالملابس أو الأحذية.
- ضربة الشمس: وهي الأكثر شيوعًا بين الحروق، ويسببها التعرض الطويل للأشعة فوق البنفسجية من الشمس أو من المصادر الصناعية.
إجراءات تجميلية أو علاجية مثل:
- علاجات حب الشباب التي تحتوي على الرتينول/ الرتينويد أو بيروكسيد البنزويل.
- التقشير الكيميائي أو استعمال كريمات الوجه التي تحتوي على الرتينول، وتستخدم عادةً في معالجة الندبات أو التجاعيد.
حالات طبية أو آثار الأدوية الجانبية (تتطلب تقييمًا وتشخيصًا من الطبيب) مثل:
- الأكزيما: قد تسبب احمرار الجلد وتقشره.
- الإديما (تورم الجلد): يقع عادةً كنتيجة لحالة طبية خطرة (سكتة قلبية مثلًا أو خثرة دموية) فالجلد يتقشر كلما قل التورم.
- الإشعاع: إذ يُستخدم كعلاج للسرطان وقد يُسبب التقشر ويلزم البقاء تحت رعاية الطبيب.
- تفاعلات العلاج الكيميائي إذ يجب البقاء تحت رعاية الطبيب.
- التهاب الجلد التماسي: يمكن أن يكون نتيجةً للتعرض لمسببات الحساسية (كالعطور) أو أسباب التهيج كالتعرض للمياه لفترة طويلة.
- يمكن لأي سبب لاحمرار الجلد طويلًا كرد فعل سلبي على علاج معين أن يسبب تقشر الجلد والذي يتطلب العلاج.
الأمراض المُعدية:
قد تسبب العديد من الأمراض الفيروسية أو البكتيرية المُعدية تقشر الجلد، وهذه أمثلة لحالات خطرة دائمًا وتتطلب العلاج:
- حمى سكارليت (الحمى القرمزية): تسببها البكتيريا المكورة العقدية المعدية.
- متلازمة حروق المكورات العنقودية وهو مرض معد تسببه سلالة من البكتيريا العنقودية.
- متلازمة الصدمة السامة: تسببه عادةً عدوى البكتيريا المكورة العقدية أو البكتيريا العنقودية.
أمراض وراثية أو التهابية (تتطلب التقييم الطبي):
- داء كاواساكي: مرض التهابي خطير يصيب الأطفال، وهو نوع من الالتهابات الوعائية، إذ تلتهب الأوعية الدموية في كل مكان بالجسم، وتتضمن أعراضه أيضًا الحمى، وإصابة العينين والفم وتورم العقد اللمفاوية.
- متلازمة الجلد المتقشر: وهو اعتلال وراثي نادر إذ يمكن أن يظهر في كل الجسم أو في اليدين والقدمين فقط، وتظهر هذه الحالة عادةً عند الولادة لكنها قد تبدأ متأخرًا في أثناء الطفولة.
كيف يُشخص تقشر الجلد ؟
سيجري الطبيب أو موظف الخدمة الصحية عددًا من الفحوصات وسوف يسأل عدة أسئلة عن:
- التاريخ الطبي، ويتضمن أي مرض أو علاج طبي، وما تناوله من أدوية أو مكملات غذائية.
- منذ متى بدأ تقشر الجلد، وما مدى اتساعه وإن كان محصورًا بمنطقة محددة أم في كامل الجسم.
- إذا كان المريض قد تعرض لأي مادة جديدة أو غذاء أو أي من مسببات الحساسية.
قد تكون بقية الفحوصات مطلوبة إن اعتقد الطبيب بوجود عدوى أو حالة مرضية أخرى.
كيف يُعالَج تقشر الجلد؟
يعتمد العلاج على الحالة الأساسية، فالتقشر الذي يتبع الضرر الجلدي هو حالة طبيعية، ومن المهم السماح للجلد بالاستشفاء وتجنب محاولة إزالة أو تقشير الجلد، أولًا سيحدد الطبيب السبب إن كان عدوى أو نتيجة لحالة طبية ويعتمد العلاج على التشخيص، وتعتبر بعض المستلزمات الموضعية كالكريمات والمراهم (مثل الفازلين) التي قد لا تتطلب وصفة طبية أفضل من الغسولات وتوفر حلًا مناسبًا للأعراض لتقليلها مثل جفاف الجلد والحكة والاحمرار.
يمكن للمرء الاعتناء بالحروق الجلدية البسيطة (من الدرجة الأولى) عبر:
- تبريد المنطقة المحروقة بغمرها بالماء البارد أو وضع كمادة باردة عليها لمدة تصل إلى عشر دقائق.
- وضع جل مرطب (من غير المضادات الحيوية) للحرق مرتين أو ثلاث يوميًا.
- تغطية الحرق بضمادة غير لاصقة.
- تجنب تعريضها لضوء الشمس، حتى بعد شفاء الجلد، عبر ارتداء ألبسة لتغطيتها عند الخروج ووضع واق شمسي مقاوم للماء.
ما مضاعفات تقشر الجلد ؟
قد تختلف المضاعفات تبعًا للحالة أو السبب الأساسي، وتتضمن:
- الالتهابات البكتيرية.
- الجفاف إن كانت كمية الجلد كبيرة.
متى يجب عليك طلب الحصول على رعاية طبية للتقشر الجلدي؟
قد يكون سبب تقشر الجلد في بعض الحالات خطرًا، حتى أنه قد يهدد الحياة، اطلب العلاج الطبي إذا ظهرت لك:
- حمى أو قشعريرة.
- ألم أو تورم جلدي.
- الارتباك أو التشوش أو فقدان الوعي.
- ضيق التنفس أو الصفير أو صعوبة التنفس.
- ألم المفاصل.
- طفح جلدي أو بثور بما في ذلك البثور في الفم أو العين أو الأعضاء التناسلية.
- الصداع.
- الغثيان أو الإسهال أو القيء.
- تورم الغدد اللمفاوية.
- أعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا.
- تغيرات في الرؤية أو جفاف العينين.
- أي حروق كبيرة لا سيما إن كان المرء طفلًا أو مُسنًا أو مريضًا.
اقرأ أيضًا:
سرطان الخلايا الحرشفية الجلدي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: منتظر صلاح
تدقيق: حسام التهامي
مراجعة: تسنيم المنجد