من الممكن أن يكون الكوكب الأقرب للمجموعة الشمسية قد اختفى!

الكوكب « Alpha Centauri bb »، وهو كوكب شبيه بالأرض يدور حول النجم الأقرب لمجموعتنا الشمسية. وهذا الكوكب قد اختفى تمامًا. بل في الواقع، فإن دراسة جديدة تقترح أن هذا الكوكب لم يوجد قَط في الفضاء سوى على شكل ومضة في البيانات تشير إلى وجوده.

تم اكتشاف هذا الكوكب في عام 2012، وكان هذا الأكتشاف أمر بالغ الأهمية في ذلك الوقت. ووفقًا لتقديرات بعض العلماء، فإن هذا الكوكب يمتلك كتلة مساوية لكتلة كوكبنا الأرض، بالأضافة إلى أنه يدور حول نجمه على بُعد مساوي للمسافة بين كوكب عطارد والشمس.

أفضل ما في الأمر، أن الكوكب <<Alpha Centauri bb>> يبعد مسافة 4.3 سنة ضوئية فقط عن الأرض، أي أقرب من معظم الكواكب الخارجية الشبيهة بالأرض، بالإضافة إلى أنه يوجد في نظام شمسي احتضن شخصيات من أفلام الخيال العلمي Avatar و Transformers.

ولكن وبعد عام من اكتشاف هذا الكوكب، قامت مجموعة منفصلة من الباحثين بوضع اكتشاف هذا الكوكب تحت التساؤل، عندما وجدوا أن الأدلة على وجود هذا الكوكب ضعيفة، والأن فإن دراسة جديدة تقترح أن الكوكب <<Alpha Centauri bb>> لم يكن إلا عبارة عن ‘شبح’ في البيانات.

إن هذا الكوكب، واكتشافه، وما تبعه من جدل على وجوده من الأساس، عبارة عن درس بسيط لكل الفلكيين والباحثين، وكل المهتمين بمجال الفضاء واكتشافاته، ويذكرنا كم أنه من الصعب تفسير ومعرفة ما يحدث باستخدام البيانات المتشتتة والمتقطعة المأخوذة من الأنظمة النجمية البعيدة.

ويتم اكتشاف الكواكب عادةً بطريقتين، الأولى هية بمراقبة العلماء لإنخفاض في شدة ضوء نجم ما، وهذه تعتبر إشارة على وجود كوكب أمام النجم (من منظورنا) يدور حول هذا النجم في مدار ثابت، او بملاحظة العلماء لتمايل أو تخلخل للنجم نفسه، مما يدل على وجود كوكب صغير يتبادل الجاذبية مع هذا النجم، والطريقة الثانية المذكورة، والمعروفة بإسم “طريقة السرعة الشعاعية”، هي الطريقة التي استخدمها العلماء في اكتشاف تواجد كوكب « Alpha Centauri bb » وكواكب كبيرة عديدة غيره.

ولكن عندما يتعلق الأمر بالكواكب الصغيرة ذات الحجم المشابه لحجم الأرض، فتُظهِر الدراسة الجديدة أنه يمكن أن يكون في غاية الصعوبة التفريق بين إشارة حقيقية أصيلة وبين ضجيج الخلفية، خصوصًا إذا لم يكن النظام الشمسي المعني مُراقَب بشكل مستمر، كما هو الحال مع النظام الشمسي للكوكب <<Alpha Centauri bb>>.

وتمكّن فريق بقيادة طالب الدراسات العليا في جامعة اوكسفورد فينيش راجباول ” Vinesh Rajpaul ” من إظهار أن الأنماط الخفيفة من الضوء الناتج عن أحداث لا كوكبية في النظام الشمسي (على سبيل المثال: قوة جذب النجوم الأخرى، أو نشاط معين على سطح النجم)، يمكن أن تخدعنا لنظن خطأً أنها كوكب. وقد أثبتوا ذلك عن طريق قيامهم بعملية محاكاة لنظام شمسي خالٍ من الكواكب (يتواجد فيه نجم فقط)، ثم مراقبة هذا النظام بشكل عشوائي.

وقال راجباول للناشيونال جيوغرافيك National Geographic: “عندما ولّدنا البيانات الإصطناعية، ظهر الكوكب تمامًا وبشكل مفاجئ، رغم عدم وجود كوكب”.

فكان الرد مباشرة من إكزافيير دوموسك Xavier Dumusque، من مركز هارفارد-سميثسونيان للفيزياء الفضائية في الولايات المتحدة الأمريكية، والرجل الذي قاد الفريق البحثي لاكتشاف كوكب « Alpha Centauri bb »، حيث أقرَّ بصحة ما يقوله راجباول فقال: “هذا عمل جيد حقًا، فنحن لسنا متأكدون تمامًا من عدم وجود الكوكب، ولكن على الأرجح أنه غير موجود”.

وتم نشر البحث بشكل مسبق في ArXiv، وسيتم نشره قريبًا في مجلة “الإشعار الشهري للمجتمع الفلكي الملكي”.

الخبر الجيد هو أن معظم الكواكب الخارجية (خارج نظامنا الشمسي) ليست معرضة لهكذا خطأ، حيث أنه تم إكتشافهم من قِبَل مرصد كيبلر Kepler الفضائي، وهو عبارة عن مركبة فضائية تُحّدّق باستمرار برقعة واحدة من السماء لسنوات، مما يعني أنه من غير المرجّح أن ينخدع هذا المرصد بضجيج الخلفية.

وعلينا في المستقبل أن نكون أكثر حذرًا مع الكواكب التي تم اكتشافها باستخدام مراصد هنا على الأرض، ويجب علينا التأكد من أنها حقيقية قبل أن نتحمّس أكثر من اللازم.


 

المصدر