يُعَد الشعور بالرفض من الأمور المؤلمة لأكثرنا. إذ يثير المشاعر والمخاوف المحفورة في حمضنا النووي منذ كنا نسكن الكهوف، حين كانت حياتنا معتمدة أساسًا على الدعم الاجتماعي والحماية الجماعية من الحيوانات المفترسة والأعداء. يُشعل الشعور بالرفض نيران غرائزنا للبقاء، تلك الغرائز الأساسية التي تجعلنا -وإنْ لم ندرك ذلك- نشعر بأن الرفض مسألة (حياة أو موت).
تُشعرك غريزتك بذلك مهما بلغت درجة عقلانيتك وإدراكك أنك ستكون بخير، لهذا نبني مسارات فكرية تقودنا إلى نهايات خطرة، ولا تقود إلى شيء جيد، فقط إلى حفرة من اليأس لا نستحقها، إذ نبالغ في منح الرفض الكثير من الاهتمام.
قواعد تخطي ألم الشعور بالرفض
1. أعد تدريب عقلك
حاول أن تشعر بوجود الخير في أي موقف سلبي، للوصول إلى النجاح الذي يدفعك للتقدم إلى الأمام ويلقى بآثار النظرة السلبية لنفسك وراء ظهرك.
2. تجاهل عبارات الرفض
تجاهل ما يعيقك من أن تصبح إنسانًا أفضل أو يؤثر في تعافيك من التجربة السيئة.
3. تواصل مع الأصدقاء والداعمين في أسرع وقت ممكن
تعرض الجميع للرفض في وقت ما، لهذا يسهل الحصول على التعاطف والمواساة من الآخرين، ويساعد ذلك على تقبل الرفض ورؤيته رؤيةً صحيح بدلًا من السماح للعزلة بتضخيم تأثيره.
4. لا تأخذ الرفض على محمل شخصي
لا يدرك الناس أحيانًا أثر الرفض في الشعور بتأنيب النفس، وزعزعة احترام الذات، وعدم الثقة بالنفس. يفكر الشخص الذي رفضك فقط في احتياجاته ورغباته الخاصة. لا تقضي المزيد من الوقت في محاولة نيل رضا الشخص الذي رفضك. امض قدمًا في حياتك وتعامل مع الرفض أنه (سوء توافق)، وليس أنك (شخص سيئ).
5. اكتب لنفسك (رسالة حب) قدم فيها لنفسك الدعم والتشجيع واللطف
اذكر الصفات القيمة فيك وصف ما أحبه الآخرون فيك في الماضي.
6. اكتب رسالةً (لن تشاركها) مع الشخص الذي رفضك
اشرح بالضبط كيف شعرت من أفعاله أو كلماته. عبر عن نفسك بصدق، واحرص على ألا يرى الرسالة سواك. قد يساعدك إعادة قراءة سبب شعورك بالحزن في مواقف معينة على رؤية أنماط متشابهة في الأحداث، مثل اتخاذك خيارات سيئة أو سعيك لبلوغ نفس النهايات المسدودة، أو السماح للآخرين بإيذائك بدرجة لا تتناسب مع الحدث نفسه.
7. ألق نظرة على حياتك، وذكر نفسك بالوقت الذي نلت فيه الوظيفة التي أردتها، أو أحبك شخص آخر، أو ربحت نقاشًا ما
مهما كان شعورك بالرفض الحالي، تذكر نجاحاتك السابقة. يستطيع هذا الاسترجاع الإيجابي محو المشاعر السلبية الناتجة عن الرفض الحالي.
8. اسمح لنفسك بالغضب والتعبير عنه بطريقة مثمرة وآمنة
عبر عن مشاعرك السلبية الناتجة عن حزنك وغضبك وخيبة أملك بالأنشطة المفيدة، مثل تنظيف المطبخ أو إعداد المعجنات، أو التجول في الجوار، أو التمرين في الصالة الرياضية، أو السباحة. ستشعر -بعد زوال نوبة الغضب- بالتحسن بسبب ما حققته بتعبيرك عن هذه المشاعر السلبية. تعلم أن تدع سلبيتك تغذي نشاطك الإيجابي.
9. يمكنك التنفيس عن الغضب بطريقة ألطف
اكتب رسالة تصف بالضبط ما حدث وما سمعته وما قلته بأسلوب قصصي ذاكرًا مشاعرك، سيمكنك ذلك من السيطرة على التجربة. أنت قادر على جعل هذه التجربة (جزءًا من قصتك)، لا (قصة حياتك بالكامل).
10. وأخيرًا، إذا فشلت في الهدف الذي رسمته لنفسك بواقعية، طور استراتيجيةً جديدة لبلوغ الهدف
فكر فيما تستطيع فعله بطريقة مختلفة، مثل وسائل بلوغ الهدف بفعالية أكبر، والسبل التي تحفزك لإظهار استعدادك وحماسك بدرجة أفضل. تذكر أن الأهداف التي نختارها قد لا تكون ملائمة أو واقعية. لا تهدر طاقتك على أهداف غير منطقية. تأمل ظروفك وقدراتك وهويتك، واختر أهدافًا تلائم شخصيتك وطبيعتك.
اقرأ أيضًا:
كيف يمكن لـ ” الرفض ” أن يؤثر علينا ؟
كيف تُصارح شريكك بعدم رغبتك في ممارسة الجنس ؟
ترجمة: منار سعيد
تدقيق: رزوق النجار
مراجعة: أكرم محيي الدين