تلعب بعض العوامل دورًا في ربحية الأعمال، وتشمل أطقم الإدارة الخبيرة، وتخصيص موظفين أكفاء، والطلب الاستهلاكي الثابت، ومراقبة الحدود الدنيا للعمل بعناية. إضافةً إلى هذه الممارسات المعروفة جيدًا، ثبت أن الشركات التي تتبنى فلسفةً إدارية مُعتمِدة على أخلاقيات العمل ، تكون أنجح من الشركات التي تنتهج نهجًا لا أخلاقي.
ورغم أن أخلاقيات العمل لا تُعَد عاملًا أساسيًّا في تحليل أرباح الشركة، فهي حافز مهم للنجاح.
أخلاقيات العمل في الإدارة
تحمل القيادة في أي منظمة مفاتيح نجاحها طويل الأمد، وتمثل الاستمرارية والثبات على فلسفة إدارية مبنية على أسس من الأخلاق مثالًا إيجابيًّا لكل العاملين بالمنظمة.
فالممارسات الأخلاقية، ومعاملة الموظفين، والتفاعل مع الجمهور، وإمداد المساهمين بالمعلومات، كلها مسؤليات فريق القيادة، وكلها تؤثر مباشرةً في ربحية الشركة، وإن لم تُنفذ هذه الأسس استنادًا إلى نموذج واضح لأخلاقيات العمل، فإن جميع هذه الأسس الخاضعة للإدارة ستتعرض للتعثر إن عاجلًا أو آجلًا.
أخلاقيات العمل ومعنويات الموظفين
ثبت مرارًا أن رضا الموظفين عن بيئة عملهم يجعلهم أكثر إنتاجيةً ممن يشعرون بالتعاسة. قد تسبب الممارسات غير الأخلاقية في مكان العمل نشر اضطراب واسع بين الموظفين، ما يؤدي إلى حالة كبيرة من عدم الرضا تجاه العمل الذي يؤدونه، وأيضًا تجاه رؤسائهم.
عندما تشجع الإدارة ورؤساء الشركات أخلاقيات العمل، فإن قدرة الموظفين على التركيز على إنهاء أعمالهم تزداد، وترتفع الإنتاجية مع وجود عدد أقل من عوامل الإلهاء أو التشتت، فترتفع المعنويات، ما يؤدي إلى مزيد من الأرباح.
تؤثر سعادة الموظفين في عمليتي تسليم المناصب والاحتفاظ بها، إذ يزداد ميل الموظفين الساخطين إلى البحث عن فرص عمل أخرى، بصرف النظر عما يقدمه لهم رؤساؤهم الحاليون من أجور مرتفعة أو مزايا أخرى.
ويؤدي إنفاق الشركة لرأس المال على عمليتي التوظيف والتدريب المستمرين لموظفين جدد، بدلًا من إنفاقها على أنشطة مولدة للربح، إلى تقليص الأرباح على المدى البعيد.
أخلاقيات العمل والصورة المجتمعية
بدون حملة الأسهم والمستثمرين، تصبح الشركات بلا قيمة، لهذا يصبح للأداء وفق أخلاقيات العمل أهمية قصوى عند التعامل مع هؤلاء اللاعبين الخطرين. من الشائع أن تنخفض ربحية الشركات التي تعمل علانيةً عند تورطها في مواقف تشير ملابساتها إلى سلوك لا أخلاقي.
عندما يفقد الجمهور والمستثمرون وحملة الأسهم الثقة في الشركة، ستخوض صراعًا لاستعادة تلك الثقة المفقودة، وقد يتطلب الأمر سنوات لاستعادة مستوى الأرباح.
تعتمد الشركات على المُستهلِكين لتحقيق الربح، ويفضل المستهلكون التعامل مع الشركات الأخلاقية. وجدت إحدى الدراسات أن 55% من المشترين عبر الإنترنت في 60 دولة، يقبلون دفع أسعار أعلى للسلع والخدمات التي يحصلون عليها من الشركات ذات التأثير الإيجابي على المجتمع والبيئة، وأن 50% من المستهلكين امتنعوا عن شراء منتجات الشركات ذات السلوك غير الأخلاقي، وهو أمر ييسره وجود عدد من البدائل في الاقتصاد العالمي.
إن تطبيق سياسة أخلاقية سليمة في الشركة، يكفل أثرًا إيجابيًّا في كل أصحاب المصالح، من مستثمرين وموظفين وحتى المستهلكين. تحقق الشركات التي تضع هيكلًا أخلاقيًّا للعمل يشمل كل جوانب التشغيل، ربحًا أعلى من تلك التي تنتهج نهجًا غير اخلاقي.
اقرأ أيضًا:
الشخص الاقتصادي Homo Economicus
حكمة الجمهور: لماذا تعدّ الجماعات أذكى من الأفراد من حيث التنبؤ واتخاذ القرارات؟
ترجمة: أحمد السقا
تدقيق: عون حداد
مراجعة: أكرم محيي الدين