نحب تربية الحيوانات الأليفة، لكن ذلك بحاجة إلى تحمل كم من المسؤولية، ومن هذه المسؤولية إدراك الفروقات وتقبلها، بالإضافة إلى المرونة والأساليب السليمة للتعامل معها.

فيما يلي بعض الأفعال التي تحيّر كلابنا:

1. نحن نتركها وحدها:

تكوّن الكلاب الصداقات بسهولة؛ فهي كائنات اجتماعية تستمتع بقضاء وقتها مع الكلاب الأخرى أو البشر أو أي نوع من الحيوانات تتفاعل معها. عادة ما تلعب الكلاب وتنتقل وترتاح بوجود صحبة، لكننا ننشغل فنتركها وحدها إما في المنزل أو في عيادة الطبيب البيطري أو في مأوى الكلاب.

تعتقد الكلاب «الساذجة» في هذه الحالات أننا لن نعود من أجلها، ولا تتوقع عودتنا إلا بعد عدد من التجارب، وحتى حينها فإن تجربتها تعتمد على الخبرة التي يعيشونها.

وأحيانًا نفرض مناطق لا يسمح للكلاب أن تدخلها حتى في منازلنا، فتحتج الكلاب طبيعيًا على هذا الخطر، إذ كيف لها أن تبقى مع أصحابها «البشر» عندما تُفصل عنهم بحواجز منيعة (الأبواب). هذا يشرح لماذا تريد الكلاب أن تكون في الداخل مع عائلتها البشرية ولماذا تجد الكلاب التي مرّت بتجارب مريرة من الانفصال عزاءً في البقاء داخل المنزل دائمًا.

8 أشياء نفعلها تحيّر كلابنا - تربية الحيوانات الأليفة - مناطق لا يسمح للكلاب أن تدخلها حتى في منازلنا - سلوكيات البشر التي تستغرب الكلاب منها

2. نحن نتبع بصرنا:

تعيش الكلاب في عالم من الروائح بينما نعيش نحن في عالم بصري، إذ يقدم التلفاز وجبة دسمة لنا، أما الكلاب فتستمتع بالحدائق والشواطئ المليئة بالروائح المختلفة. بالإضافة إلى ذلك تستكشف الكلاب العالم وهي تتحرك، بينما نميل نحن إلى أن نبقى جالسين أو مستلقيين، ولهذا السبب فهي لا تستمتع بالراحة التي نحصل عليها عند جلوسنا مقابل صندوق يصدر أصواتًا أو أضواء.

3. نحن نغير شكلنا ورائحتنا:

تحمل ادواتنا -كالأحذية والمعاطف والمَحَافِظ والحقائب وحقائب اليد والعمل- روائح غير معدودة من الأماكن التي نذهب إليها سواء أكان مكان العمل أم البقالات التي نشتري منها. بالإضافة إلى الصابون والشامبو ومنتجات النظافة والعطور التي تغيّر من رائحتنا، وللأسف تستبدل هذه السلوكيات روائحنا التي تعوّدت عليها كلابنا بروائح جديدة محيرة لهم.

تغير القبعات والمناشف والحقائب من شكلنا وتبدل المعاطف والكنزات من خطوطنا الخارجية ما يترك كلابنا في حيرة من أمرها.

على الجانب الآخر، تغير الكلاب وبرها مرة في السنة، بينما نغير نحن مظهرنا كل يوم، ما يعني أن روائحنا تتغير أكثر بكثير مما تطورت الكلاب لإدراكه. تُعَد رائحتنا المتغيرة دومًا من الألغاز المحيّرة للكلاب في عالمهم المعتمد على الروائح، بالأخص لأنها كائنات تعتمد على الرائحة لتمييز الأشخاص المألوفين عن الغرباء.

4. نحن نحب العناق:

تختلف الكيفية التي نستخدم بها أطرافنا «الأمامية» كثيرًا عن استخدام الكلاب لها، فنحن قد نستخدمها لحمل أغراض ثقيلة تحتاج الكلاب لجرّها أو قد نستخدمها لعناق بعضنا والتعبير عن عاطفتنا.

أما الكلاب فلُغة عناقها مختلفة عنا، إذ تعبّر عن محبتها لبعضها عندما تلعب المصارعة أو تتزاوج أو تتشاجر. وعلى الجانب الآخر، فإن تثبيت كلب لآخر يعني تقييد حريته ومنعه من الهروب السريع.

بناءً على ذلك، كيف لهذه الجراء أن تفهم معنى العناق القادم من البشر، حين تراه من منظورها تهديدًا؟!

5. نحن لا نحب أن نُعَض:

تقوّي الجراء روابطها مع الجراء الأخرى حين تلعب (القتال)، لكنها يجب أن تراقب تصرفات الكلاب الكبيرة الأخرى في هذه «اللعبة» كي تميّز متى تستخدم أسنانها بشكل مبالغ فيه.

أما البشر فهم أكثر حساسية للألم الناتج عن عضات اللعب التي تقوم بها الكلاب، لذا فمن الطبيعي أن نتفاعل سلبًا مع محاولات الكلاب للعب معنا.

تتفاعل الكلاب مع كل الأغراض باستخدام فمها -حتى مع الكلاب الأخرى- لكي تعبّر عن عاطفتها، وتستخدمها للتواصل أيضًا، فقد تقصد أن تخبرك: «أريد المزيد» أو «أرجوك توقف» أو «تراجع».

بناءً على طبيعة الكلاب، فإنها تستخدم فمها للتواصل معنا، وتستغرب من كثرة المرات التي ننزعج فيها من هذا التصرف.

6. نحن لا نتناول الطعام من سلة النفايات:

الكلاب حيوانات انتهازية تستفيد من الطعام أينما وجدَته، على النقيض من هذا نحن نقدم لها الطعام في صحون خاصة بها. لذلك تستغرب الكلاب عندما ننزعج منها حين تسرق الطعام من الطاولة أو من صناديق الطعام وسلات المهملات في المطبخ.

يجب ألّا نتفاجأ عندما تأكل الكلاب الطعام من أي مكان تستطيع الوصول إليه.

7. نحن نتشارك مناطق سيطرتنا:

دومًا نزور منازل أشخاص غرباء ونجلب معنا رائحتهم ورائحة كلابهم، ونسمح للغرباء بزيارة بيوتنا مع حيواناتهم الأليفة أيضًا.

لم تتطور الكلاب بما يكفي لتفهم هذه التهديدات المستمرة لبيئتها ومصادر غذائها، لذلك يجب ألّا نتفاجأ عندما تعامِل كلابُنا الغرباء بعدائية أو عندما تواجَه كلابنا بهذه العدائية في منازل الآخرين.

8. نحن نستخدم أيدينا كثيرًا:

تقدم أيدينا في بعض الأحيان الطعام أو التربيت أو التدليك، لكنها في أحيان أخرى تقص أظافرَ الكلاب وتضع المراهم والدواء، وتحبس الكلاب وتمشط شعرها، لذا لا غرابة في خوف بعض الكلاب من يد الإنسان عندما تتحرك بالقرب منها. يمكننا أن نسهّل الأمر على الكلاب عبر تدريبها على تقبّل العديد من الأنشطة التي نستخدم أيدينا فيها. يمكننا تدريبها على التعاون معنا (بأسلوب المكافآت).

يخطئ البشر غالبًا في فهم هذا الخوف لدى الكلاب، حتى إن البعض يقابله بالعنف، ما يعقّد المشكلة أكثر. من السهل أن تصبح الكلاب الخائفة دفاعية، فينتهي بها الأمر في مأوى للحيوانات حيث العمر المتوقع لها أقصر.

عمومًا، تبدي الكلاب قدرة استثنائية على التكيف مع التحديات التي نفرضها عليها، فالمرونة التي تبديها الكلاب في التصرف تعطينا دروسًا في كيفية التأقلم بسرعة وفي كيفية العيش ببساطة. يكمن التحدي في فهم أن الكلاب تقوم بهذه التصرفات دون أي نية للأذى في تصرفاتها.

اقرأ أيضًا:

دراسة تكشف عن التغيرات التي طرأت على أدمغة الكلاب عبر القرون بفعل البشر:

ما تأثير ملاطفة القطط والكلاب على صحتنا النفسية؟

ترجمة: زياد الشاعر

تدقيق: نغم رابي

مراجعة: تسنيم الطيبي

المصدر