قد يُقال: «لقد كنت أغازلك فقط لا غير»، لكن لم يبد الأمر مغازلةً فقط بل تحرشًا. قد تحيل أخطاء بسيطة المغازلة تحرشًا.
عندما يشترك شخصان في مشروع ما، غالبًا يرسل كل منهما إشارات بأنه مهتم، ويولي انتباهه لما يقوله الآخر، لكن متى تُفسَّر هذه الإشارات بأنها مغازلة، ومتى تتخطى الحدود لتصبح تحرشًا؟
بعض الإشارات تعني الاهتمام
تساعد العديد من الإشارات غير الشفوية على تشكيل رابط تعاون بين شخصين، ما يُعَد مهمًّا في أي علاقة، مثل تبادل التواصل البصري، واتخاذ وضعية مريحة للجسد في الوقوف أو الجلوس، وتقليد الحركات، كل ذلك يشير إلى اهتمام بالشخص الآخر.
يستخدم المعالجون النفسيون هذه الإشارات لتشجيع التواصل الودي، ويستخدمها مندوبو المبيعات ليؤكدوا للشخص الآخر أنهم يستمعون لما يقوله. تشكل هذه الإشارات الخطوات الأولى في طريق المغازلة أيضًا، لكن قد يُساء فهمها.
بعض الإشارات قد يُساء تفسيرها
تتخطى المغازلة إبداء الاهتمام إلى التصريح بأنك شخص مغر جنسيًّا ومُتاح، فبعد البدء بإشارات الاهتمام ينتقل منحى المغازلة إلى التأنق، إذ يبدأ الرجال والنساء بتمسيد شعرهم، وإبراز أجزاء من أجسامهم يمكن النظر إليها بوصفها جذابة جنسيًّا.
قد تلمس المرأة فخذها بروية، أو قد تشد كتفيها للوراء لإبراز ثدييها، أو قد تقلب باطن كفها للخارج، أو ترجع رأسها للوراء لإظهار المزيد من عنقها إشارةً إلى البراءة والمطاوعة. وقد يبسط الرجل ذقنه أو يُبرز عضلات صدره، إشارةً إلى قدرته على حماية المرآة.
تغير لمسة عابرة منحى المغازلة من شيء مسلّ إلى مسار جنسي واضح، هنا قد يستمتع الثنائي بمرح، وقد يزداد تقدير كل منهما لذاته عندما يشعر أن الآخر يراه مثيرًا وجذابًا.
انتهاك الحدود
للأسف، اتخذ طريق المغازلة منحًى أبعد قليلًا مما أردت، إذ لم تُرِد الانتقال إلى تبادل اللمس.
تحدث الكثير من سلوكيات المغازلة دون وعي، وهو طريق مُتبادَل، إذ تُرسل إشارة تقترح الانتقال إلى الخطوة التالية، فيلتقط شريكك هذه الإشارة وينفذها بالفعل.
طلب التوقف
ومع ذلك، إن كنت تعلم العواقب بإمكانك طلب التوقف، أو عدم إظهار الإشارة المُتبادلة في أي مرحلة، وفي حال لم تكن تعي العواقب، يمكنك الاستمرار في هذا الطريق حتى حدوث لمسة غير مريحة، قد يمثل تخطي الحدود هنا لمس منطقة خاصة من الجسم، أو قول تعليق جنسي يتخطى حدود الكلام الملائم في علاقة غير جنسية، أو إرسال رسالة نصية تتضمن إيحاءات جنسية.
أحيانًا لا يكفي إيحاؤك بعدم الاهتمام بعلاقة جنسية لإيقاف الشخص الآخر، إذ تشير دراسة بجامعة نورث ويسترن عام 2010 إلى أنه إذا كان رجل أو امرأة في موضع سلطة على الطرف الآخر، وكان مهتمًّا بعلاقة جنسية عابرة، فمن المرجح أن يتوقع أن الطرف الآخر بدوره مهتم بالعلاقة، وقد يؤدي هذا الظن إلى انتهاك الحدود، ما يُثير المشاكل في بيئة العمل.
مغازلة أم تحرش؟
إذا كان الطرف الآخر راغبًا في علاقة جنسية، فلا يُعَد الأمر تحرشًا، يبين استبيان ضم 4000 موظف أجرته شركة CareerBuilder أن 39% منهم واعدوا زميلًا في العمل.
يقع التحرش الجنسي عندما يتخطى الشخص حدود المغازلة مُنتقلًا إلى مرحلة اللمس، في هذه الحالة يفرض الشخص الممارسة الجنسية بدلًا من أن يستحقها أو حتى قبل أن يتحقق من تقبل الطرف الآخر لها. وبالمثل، فإن التواصل برسائل جنسية مع شخص لا يرغب فيها، أوالحديث الذي يحوي مضمونًا جنسيًّا أو إيحاءات جنسية، أو السعي إلى تطوير علاقة جنسية رغم تلقي إشارة بالتوقف، كل ذلك يُعَد تحرشًا.
قد يشعر موظف يخضع لسلطة العمل بأن منصبه مُهدَّد إذا رفض مبادرة مديره الجنسية، ومع ذلك، أصبح تمتع الموظف بالقوة اللازمة لقول (لا) حقًّا مكفولًا، إذ لا مكان للتحرش الجنسي في بيئة العمل في عالمنا اليوم.
اقرأ أيضًا:
النساء ينجذبن إلى الرجال المتحيزين جنسيًا أكثر من أولئك الواعين !
ما هو تأثير التعرض المبكر للمحتوى الجنسي؟
ترجمة: ميرا النحلاوي
تدقيق: محمد حسان عجك
مراجعة: أكرم محيي الدين