اكتشف الفلكيون قلبًا مزدوجًا نادرًا في مجرة الشرنقة Cocoon Galaxy القريبة، وقد لوحظت في نصف الكرة الأرضية الشمالي نظرًا إلى تكوينها الواضح. إن هذه المجرة الحلزونية المعروفة باسم NGC 4490 ظاهرة تخفي تحفةً حقيقية.

رغم حجمها الصغير نسبيًّا، الذي يقترب من خُمس حجم مجرة درب التبانة، تمتلك تلك المجرة نواتين في مركزها.

يقول الفلكي ألين لورنس Allen Lawrence: «لقد رصدتُ هذه النواة المزدوجة قبل 7 سنوات. لكنها لم تُلاحَظ قبل ذلك ولم يذكرها أي بحث آخر».

من الصعب رؤية كلا النواتين. يمكن رؤية الأولى عبر مجموعة تلسكوبات، أما الأخرى فيحجبها الغبار، ولا يمكن رصدها إلا عبر تلسكوبات أشعة الراديو أو الأشعة تحت الحمراء.

سنة 2013، درس لورنس -الباحث في جامعة ويسكونسن ماديسون آنذاك- المجرة NGC 4490، ومع أن العلماء لاحظوا إحدى النواتين سابقًا عبر عدد من التلسكوبات، لم يلاحظ أحد وجود نواتين في المجرة.

 تصوير نواة مزدوجة نادرة جدًا في مجرة قريبة - قلب مزدوج نادر في مجرة الشرنقة Cocoon Galaxy القريبة - مجرة حلزونية مزدوجة النواة

نظرًا إلى تماثل النواتين في الحجم والكتلة والسطوع، يظن لورنس وفريقه أن مجرة الشرنقة قد تكون مرحلةً متقدمة من تصادم مبكر بين مجرتين.

أما الآن فإن المجرة NGC 4490 أصبحت في طور التفاعل مع مجرة أخرى، هيNGC 4485 . قد يساعدنا معرفة تاريخ اندماج المجرة على تفسير وجود كم هائل من غاز الهيدروجين بها.
يشرح المؤلفون أن المميز في النواة المزدوجة أن هذا التكوين نادر في تشكل المجرات، خاصةً في المجرات منخفضة الإزاحة الحمراء.

سابقًا فحص مشروع SINGS لفحص المجرات باستخدام مرصد Spitzer للأشعة تحت الحمراء، 75 مجرةً تمثل المجموعة الكاملة من أنواع هابل. ومع أن هذا ليس مسحًا كاملًا، لم يرصد هذا المشروع وجود أي مجرة حلزونية مزدوجة النواة مثل NGS 4490.

سنة 2004، تضمن دليل المجرات القرصية مزدوجة النواة 107 مجرةً فقط، من ضمنهم مجرة Seyfert Markarian 315. تحتوي هذه المجرة -مثل مجرة الشرنقة- نواتين يفصل بينهما نحو 6000 سنة ضوئية، ربما يستمدان الطاقة من المادة المتراكمة حول ثقب أسود هائل.

إن أحد أسباب اهتمام علماء الفلك بالأنوية المزدوجة هو أنها قد تكون الطريقة الوحيدة للتحكم في الغاز في قلب المجرة لتغذية ثقب أسود هائل.

يقول الفلكي كارلس كيرتون Charles Kerton :«يبين هذا المشروع أن استخدام أطوال موجية متعددة في مراقبة الفضاء قد يساعدنا على فهم أكثر تفصيلًا للأجرام».

اقرأ أيضًا:

هذا ما سيبدو عند مشاهدة مركز مجرة بواسطة أشعة الراديو

كيف تستطيع الثقوب السوداء فائقة الكتلة أن تؤثر في حياة المجرة ؟

ترجمة: الزهراء عمر

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر