تشحن مراكز الوقاية والسيطرة على الأمراض CDC في الولايات المتحدة مجموعات اختبار SARS-CoV-2 (الظاهرة في الصورة) إلى المختبرات الصحية، لكنها تحذر من أن كميتها قد لا تكفي لتوزيعها على جميع المختبرات المحلية والدولية.

كيف يمكن الكشف عن فيروس كورونا المستجد - مجموعات اختبار SARS-CoV-2 - صنع ملايين أو بلايين النسخ لأجزاء محددة من DNA - اختبار الفيروس

كيف يُجرى الاختبار؟

يأخذ الفاحص المختص مسحةً من أنف الشخص المراد فحصه أو من حلقه، أو يجمع البلغم (القشع) الذي يخرجه من رئتيه، أو يضخ سائلًا إلى أنف الشخص وحلقه ورئتيه، ثم يجمع هذا السائل مجددًا لاختباره. وبعد جمع العينات تُرسل إلى المختبر لفحصها.

تُحلَّل العينات بعد وصولها إلى المختبر، إذ يستخرج فنيو المختبر المادة الوراثية للفيروس من العينة، بعد تنظيفها من المخاط والحطام الخلوي والمواد الأخرى.

يقول برينت س. ساتيرفيلد، الممول والعالم الرئيس في شركة Co-Diagnostics الهندية، التي طورت اختبار فيروس كورونا الخاص بها: «تكون عملية تحضير العينة الجزء الأصعب عادةً».

يمكن استخدام الاختبار سريريًّا في أوروبا، لكنه لم يحصل على الموافقة لإجرائه في الولايات المتحدة، مع أن المخابر الأخرى تستخدم عناصر هذه الشركة لتصميم الاختبارات التشخيصية الخاصة بها.

كل اختبارات التحري عن فيروس كورونا التي تستخدمها الجهات الصحية العامة والمخابر الخاصة حول العالم، تتضمن تقنيةً تسمى تفاعل سلسلة البولميراز polymerase chain reaction أو PCR، يكشف هذا الاختبار المادة الوراثية للفيروس، وإن كانت بكميات ضئيلة.

فيروس SARS-CoV-2 (الذي يسبب COVID-19) مادته الوراثية RNA. يجب أن تُنسخ سلسلة RNA إلى DNA قبل بدء الاختبار، ما يتطلب 15-30 دقيقة إضافية، بعدها يمكن بدء تفاعل سلسلة البولميراز.

تعتمد العملية على صنع ملايين أو بلايين النسخ لأجزاء محددة من DNA. وفي حالة فيروس كورونا، صُمم الاختبار الأصلي الخاص بمراكز CDC لتحري 3 من مورثات الفيروس، ولكنه الآن يتحرى مورثتين فقط.

طور اختبار منظمة الصحة العالمية الباحث في الأمراض المعدية كريستيان دروستين وزملاؤه في جامعة برلين، ويتحرى هذا الاختبار 3 مورثات أيضًا، لكنه يختلف عن اختبارات CDC، إذ يستغرق اختبار PCR نموذجيًّا 45-60 دقيقة.

تعطي بعض الاختبارات نتيجةً إيجابية أو سلبية مباشرةً، ويحتاج البعض الآخر إلى المزيد من الوقت لتحليل العينات، ويستغرق تجميع النتائج نحو 3 ساعات لإكمال الاختبار، حسب تقدير ساتيرفيلد.

هل يستطيع الطبيب إجراء الاختبار لي؟

إن اختبارات PCR ليست بالبساطة التي تسمح بإجرائها في عيادة الطبيب، لكن حاليًا يُسمح للطبيب في الولايات المتحدة أن يقرر الحاجة إلى إجراء الاختبار، وأن يأخذ العينات اللازمة، ثم يرسل العينة إلى الخبراء المدربين لتحضيرها وفحصها.

في البداية كان الاختبار يُجرى فقط للأشخاص الذين لديهم أعراض فيروس كورونا، وسبق لهم السفر إلى منطقة موبوءة، أو الذين خالطوا حالةً مشخصة بالإصابة، لكن بدءًا من 4 مارس خففت CDC شروط الخضوع للاختبار. يقول مايكل مينا اختصاصي علم الأوبئة في جامعة هارفرد: «مع ذلك يجب أن يكون الشخص مريضًا بشدة وأن يكون اختبار الإنفلونزا سلبيًّا لديه، كي يخضع لاختبارات تشخيص فيروس كورونا».

في بعض الولايات، يُطلَق على نتائج الاختبار الإيجابية: الإيجابية المُحتمَلة presumptive positives حتى تؤكدها مراكز CDC، وفي هذه الحالات قد تستغرق النتيجة الرسمية أيامًا حتى تصدر، إذ تقدر شركة LabCorp أن صدور النتائج يستغرق 3-4 أيام.

لماذا يختلف الأمر عن اختبار الإنفلونزا؟

يمكن إجراء اختبار الإنفلونزا في العديد من عيادات الأطباء، ولكن هذا الاختبار لا يستخدم تقنية PCR، بل يكشف عن بروتينات سطح فيروس الإنفلونزا، ومع أنه سريع وغير مكلف، يُعَد أقل حساسيةً من اختبار PCR في الكشف عن العدوى، خاصةً في المراحل المبكرة حين ينسخ الفيروس نفسه.

وفق تقديرات مراكز CDC فإن فحوصات الإنفلونزا قد تُخطئ 50-70% من الحالات التي يكشفها فحص PCR، وقد تؤدي هذه الحساسية المنخفضة إلى العديد من النتائج السلبية الكاذبة false negative للاختبار.

أيضًا فإن اختبارات الإنفلونزا ليست نوعية لسلالات فيروسية معينة مثل تقنية PCR، وقد تخطئ في نحو 5-10% من الحالات وتميز فيروسًا آخر بأنه فيروس الإنفلونزا، ما يعطي نتيجةً إيجابية كاذبة false positive.

يقول ساتيرفيلد: «النوعية مهمة جدًّا عند فحص عدد كبير من الناس من غير المتوقع أن تكون النتيجة إيجابية لديهم. فمثلًا إذا كنت ستجري اختبارًا دقة نوعيته 90% في إحدى الولايات التي لا ينتشر فيها فيروس كورونا حتى الآن، فهذا يعني أن 10 من كل 100 شخص سيظهرون نتيجةً إيجابية، حتى لو لم تصبهم العدوى بعد، والتشخيص المؤكد أساسي في حالة فيروس كورونا».

من الفوائد الإضافية لاختبار PCR قدرته على اكتشاف الفيروسات في مرحلة مبكرة من العدوى، مقارنةً بالاختبارات المشابهة لاختبارات الإنفلونزا. ربما لا يكشف اختبار PCR الفيروس في اليوم الأول، لكنه يكشفه غالبًا في غضون أول يومين من العدوى، وهي الفترة التي ينسخ فيها الفيروس نفسه دون أن يواجهه الجهاز المناعي، وقبل أن تظهر الأعراض.

يقول ساتيرفيلد: «في كل مرض مُعد أعرفه تكون هذه الفترة هي الأخطر، حين يتضاعف الفيروس إلى سعته العظمى قبل أن يوقفه الجسم. يساعدنا تحديد الأشخاص في هذه المرحلة على عزلهم عن الآخرين والحد من انتشار المرض».

لماذا تأخر الاختبار الموسع في بداية الأمر؟

بدأ التأخير نتيجة عيب في تصنيع اختبار PCR الأصلي في مراكز CDC، ما أدى إلى خلل في عمل المكونات التي تكشف واحدًا من 3 مورثات فيروسية مُستهدَفة. يقول ساتيرفيلد: «تعمل الاختبارات جيدًا في المختبر، لكنها قد لا تعمل بذات الطريقة عند التطبيق العملي».

تستخدم فحوصات التشخيص المشترك أيضًا تقنية PCR، ولكنها تفحص فقط مورثة واحدة بدلًا من ثلاث، يقول ساتيرفيلد: «في بعض الأوقات، كلما كان الاختبار أعقد زادت إمكانية فشله».

أدت الإجراءات الطارئة التي سنتها إدارة الغذاء والدواء FDA إلى التأخر في بدء الفحوصات، فطبيعيًّا يُسمَح لمختبرات الفحوص الطبية الكبيرة مثل المختبرات الصحية الدولية أو الشركات مثل LabCorp أو Quest Diagnostics بأن تطور الاختبارات الخاصة بها، لكن عندما أُعلن فيروس كورونا حالة طوارئ صحية عامة في 31 يناير، أصبحت المختبرات في حاجة إلى إذن استخدام طارئ emergency use authorization (EUA) قبل استخدام فحوصاتها لتشخيص الحالات، حتى أن مراكز CDC احتاجت إلى الحصول على ترخيص لاستخدام فحوصاتها.

لكن في 29 فبراير أعلنت FDA أن المختبرات يُسمَح لها بتصميم اختباراتها الخاصة واستخدامها سريريًّا، ريثما تراجع الوكالة تطبيقها، جاء في بيان الوكالة: «لن تعارض إدارة الغذاء والدواء الأمريكية استخدام هذه الاختبارات في الفحوصات السريرية حتى الحصول على EUA».

يقول مينا: «يبدو أن الكثير من التخبط أدى إلى تأخر خطير. بدلًا من الحد من الفحوصات عند بداية الجائحة، كان علينا نشرها بأسرع ما يمكن، باستخدام كل ما لدينا من قدرات».

هذا التأخير والقيود الأولية للاختبارات سمحت لبعض الحالات بالتسلل من بين أيدينا، ما أدى إلى انتشار الإصابة في واشنطن وكاليفورنيا.

أين يمكن أن أخضع للاختبار؟

يتفاوت الأمر من مكان إلى آخر، إذا كانت لديك أعراض فيروس كورونا أو ما يسمى covid-19، التي تتضمن الحمى والسعال الجاف والإعياء، تواصل مع طبيبك أو الجهات الصحية المحلية أو المركزية للمزيد من المعلومات، ولا تذهب أبدًا إلى أقسام الطوارئ للخضوع للاختبار.

اقرأ أيضًا:

مؤامرة صنع فيروس كورونا مخبريًّا: إليكم الحقيقة

كل ما تحتاج إلى معرفته عن فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)

ترجمة: أنس حاج حسن

تدقيق: غزل الكردي

المصدر

مراجعة: أكرم محيي الدين