تمكنت النساء اللواتي تناولن جرعات كبيرة من فيتامين د عن طريق الفم من الاستغناء عن مسكنات الألم، لكن يحتاج استخدام فيتامين د بهدف تخفيف آلام الدورة الشهرية لدراسة وتجارب أكثر. يشير تقرير إيطالي إلى أن تناول جرعات كبيرة من فيتامين د قد خفف من آلام الطمث وقلل من الحاجة لمسكنات الآلام.
أجرى أنطونيو لاسكو، طبيبٌ من جامعة ميسينا، هو وفريقه تجربة العلاج الوهمي بجرعات من فيتامين د، وقد شملت الدراسة أكثر من 40 امرأة، تراوحت أعمارهن بين 18 و40 سنة ممن عانين من آلام طمث شديدة، أو ما يعرف بعسر الطمث. وجدوا أنه يؤثر في أكثر من 50% من النساء في التجربة.
يرافق آلام الطمث الشعور بالغثيان والتقيؤ والإسهال واضطرابات النوم.
نشر لاسكو البحث في أرشيف الطب الباطني (مجلة جاما) وفيها كتب: «لاحظنا انخفاضًا في حدة الألم في مجموعة النساء اللواتي تناولن فيتامين د مقارنةً بالمجموعة التي تناولت الدواء الوهمي خلال شهري الدراسة».
استخدمت جرعات عالية جدًا بلغت 300,000 وحدة دولية. وجدير بالذكر أن الجرعة الأعلى المنصوح بها من قبل المعهد الطبي الأمريكي هي 4,000 وحدة دولية؛ إذن فالجرعة قد زيدت 240,000 وحدة دولية عن الحد الأعلى المنصوح به.
يحذر طارق باردويل الأستاذ المساعد في قسم التوليد وأمراض النساء في كلية الطب في جامعة ميامي ميلر: «يجب ألا تجرب النساء هذه الطريقة دون إشراف». ثم استعرض نتائج ويبمد WebMD وقال: «إن عدد النساء اللواتي أجريتُ التجربة عليهن قليل جدًا، والجرعة عالية جدًا؛ علينا إجراء أبحاث أكثر قبل أن ننتهي إلى نتائج».
فيتامين د لتخفيف آلام الطمث: تفاصيل الدراسة
يمكن أن يتسبب الإنتاج العالي للمواد الشبيهة بالهرمون مثل: البروستجلاندين في زيادة آلام الدورة الشهرية، وهي المواد التي يقلل فيتامين د من إنتاجها.
اختار لاسكو وفريقه عينةً من 40 امرأة عشوائيًا لتوضع في المجموعة التي ستتناول فيتامين د علاجًا وفي المجموعة التي ستتناول الدواء الوهمي، وقد تناولن الدواء خمسة أيام قبل الموعد المتوقع لحدوث الطمث، ولمدة شهرين راقبت النساء شدة آلام الطمث. وقدموا تقريرًا عما إذا تناولن أي نوع من المسكنات شائعة الاستخدام كأدوية الالتهاب اللا ستيرويدية NSAIDs.
جاء في تقارير النساء اللواتي تناولن فيتامين د أنهن اختبرن آلامًا أقل حدة، ولم تتناول أية واحدة منهن أي مسكن في شهري الدراسة.
بينما أشارت التقارير أن 40% من النساء من مجموعة الدواء الوهمي قد استخدمن مسكنات الآلام مرة واحدة على الأقل.
توصف أدوية الالتهاب اللا ستيرويدية لعلاج آلام الطمث، لكن استخدامها على الأمد البعيد له محاذير معنية بالجهاز الهضمي.
فيتامين د لتخفيف آلام الطمث: المفهوم
تعتبر الدراسة الإيطالية أولى الدراسات التي أشارت إلى دور فيتامين د لعلاج آلام الطمث، ووفقًا لكل من د. جوان إي مانسون الأستاذة في كلية الطب في جامعة هارفرد، وإليزابيث بيرتون جونسون الحاصلة على دكتوراه في العلوم من جامعة ماستشوستس بمدينة أمهْيرست، اللتان أرفقتا الدراسة بتعليق مفاده أن هذه الدراسة ما هي إلا نقطة انطلاق؛ ولا زلنا بحاجة للكثير من الدراسات؛ إذ إنه لم يحدد ما إذا كانت جرعة واحدة كافية للعلاج، وما هي تراكيز الجرعات الآمنة عند الحاجة لأكثر من جرعة؟
إذن يحتاج الباحثون لدراسة الآثار والمخاطر على المدى الطويل، فإن نجحت هذه الطريقة فسوف تعتمد النساء على فيتامين د لسنين طويلة. يقول باردويل: «فلنقل إن دراستنا تجريبية لا أكثر، ما زال علينا تبرير استخدام 300,000 وحدة دولية من الفيتامين د». في النهاية، يعتبر ثمن هذه الجرعات زهيدًا؛ إذ لا يتجاوز 10 دولارات.
اقرأ أيضًا:
عسر الطمث: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
هل من الآمن تخطّي الدورة الشهرية باستخدام أدوات تحديد النسل؟
ترجمة: بشرى عيسى
تدقيق: محمد الصفتي