لا يخفى علينا أن الإقلاع عن التدخين مفيد لصحتك. وجدت دراسة حديثة نُشرت في مجلة (Nature) أنه حتى المدخنين الشرهين لديهم فرصة لتقليل خطر الإصابة بسرطان الرئة، بشرط أن يكونوا مستعدين للإقلاع جديًّا.
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يوجد نحو 1.1 مليار مدخن في جميع أنحاء العالم، ويوفر هذا الاكتشاف أملًا للمدخنين الذين يظنون أن الوقت قد فات لإحداث تغيير.
يرتبط التدخين ارتباطًا مباشرًا بوفاة نحو 1.8 مليون شخص بسبب سرطان الرئة سنويًّا، وتبلغ نسبة الحالات المبلغ عنها في المملكة المتحدة 72%.
ينشأ الخطر المتزايد للإصابة بالسرطان من تأثير العوامل السرطانية الموجودة في دخان السجائر على خلايا الرئة ، وتحمل العديد من خلايا المدخنين الشرهين مجموعة من الطفرات الوراثية، قد تكون مؤهبة للسرطان.
وجدت الدراسة التي أجراها معهد (ويلكوم سانجر- Wellcome Sanger) وجامعة لندن أن عدد الخلايا الوراثية السليمة للمشاركين الذين كانوا يدخنون بانتظام ولكن أقلعوا عن التدخين قد ازداد كثيرًا مقارنة بالمدخنين الحاليين.
يدل هذا على أنه ما زال يوجد أمل حتى للمدخنين منذ زمن طويل لتحسين صحة أنسجة الرئة ، ومن ثَمَّ تقليل خطر الاصابة بسرطان الرئة في المستقبل. حللوا خزعات رئوية لعينة تتألف من 16 مشاركًا (تُعَدُّ عينة صغيرة جدًّا) من:
- المدخنين
- المقلعين عن التدخين
- غير المدخنين
- والأطفال، واكتشفوا أن 9 خلايا من أصل 10 تحتوي على 10000 طفرة وراثية إضافية في رئة المدخنين مقارنة بغير المدخنين، وكل منها يرتبط ارتباطًا مباشرًا بالمواد الكيميائية الموجودة في الدخان.
وفي الوقت نفسه، اكتشفوا عددًا من الخلايا السليمة وراثيًا تبطن الممرات الهوائية لدى المقلعين عن التدخين أكثر ب4 أضعاف مقارنة بالمدخنين. وصرح كبير المؤلفين الدكتور (بيتر كامبل Dr Peter Campbell) من معهد ويلكوم سانجر:
«يقول لي بعض الأشخاص الذين يدخنون بشراهة مدة 30 أو 40 سنة أو أكثر أن الوقت قد فات للإقلاع عن التدخين وأن الأذية قد حصلت بالفعل، لكن تدل دراستنا على أنّه لم يفت الأوان بعد للإقلاع عن التدخين، فقد دخّن بعض الأشخاص المشاركين في الدراسة أكثر من 15000 علبة سجائر على مدار حياتهم، ولكن بعد عدة سنوات من الإقلاع عن التدخين، لم يظهر أي أثر للتدخين على العديد من خلايا بطانة الممرات الهوائية».
في حين ما يزال خطر الإصابة بأمراض الرئة المزمنة نتيجة الضرر الدائم في الرئة قائمًا، فإن وجود خلايا قادرة على إعادة إنتاج خلايا رئوية سليمة وراثيًّا فورَ إقلاع المدخنين قد أثار أسئلة واعدة وجود دواء له تأثير على تعزيز انتشار هذه الخلايا.
ومع أننا في احتياج إلى مزيد من البحث لفهم بيولوجيا الخلية (علم الحياة) الذي يدعم هذه النتائج كاملًا،فإن الدراسة ألقت الضوء على دور الإقلاع عن التدخين في تحسين صحة الرئة على المستوى الجزيئي.
اقرأ أيضًا:
هل تفكّر في الإقلاع عن التدخين؟ اليوم هو اليوم المنشود
دراسة جديدة تظهر صلة بين التدخين السلبي واضطرابات نظم القلب
ترجمة: وفاء أبو الجدايل
تدقيق: مينا خلف
مراجعة: صالح عثمان