كلوريد الصوديوم NaCl، المعروف أيضًا باسم الملح ، هو مركب أساسي تستخدمه أجسامنا من أجل:

  •  امتصاص المواد الغذائية.
  •  الحفاظ على ضغط الدم داخل النطاق الطبيعي.
  •  المساهمة في التوازن ما بين سوائل الجسم.
  •  نقل الإشارات العصبية.
  •  تقلص العضلات وارتخائها.

على الرغم من احتياج الجسم إلى الملح لأداء وظائفه، فإن زيادته المفرطة أو نقصه الشديد يؤديان إلى الإضرار بصحة الجسم.

يستخدم الملح في طهي الطعام إضافة إلى كونه أحد مكوناته، كما يستخدم في حالات طبية كثيرة، فحقنة المحلول الملحي شائعة الاستخدام في المستشفيات.

 ما الفرق بين الملح والصوديوم؟

من الشائع استخدام معظم الناس كلمتَي الملح والصوديوم بالتبادل دون ملاحظة وجود اختلاف فيما بينهما. الصوديوم هو أحد المعادن والمغذيات الطبيعية، وتحتوي الأطعمة غير المُعالَجة أو المُعدة كالخضروات والبقوليات والفواكه عليه بشكل طبيعي، كذلك الأمر بالنسبة لصودا الخَبز (بيكربونات الصوديوم).

ومع ذلك، فإن نسبة 75 إلى 90 بالمئة من الصوديوم الذي نتناوله تأتي بالأساس من الملح المُضاف إلى الأطعمة. يُعد الملح مزيجًا من الصوديوم والكلوريد بنسبة 40 و50 بالمئة على الترتيب.

ما هو كلوريد الصوديوم ؟ الملح بين الفوائد والمضار - امتصاص المواد الغذائية - الحفاظ على ضغط الدم داخل النطاق الطبيعي - ملح الطعام

 استخدامات الملح:

يكون الاستخدام الأشهر للملح في الأطعمة، ومن هذه الاستخدامات:

  •  تتبيل الطعام.
  •  مادة حافظة طبيعية.
  •  الحفاظ على الألوان الطبيعية للأطعمة.
  •  تمليح اللحم (إحدى وسائل الحفاظ على الطعام عن طريق التخلص من رطوبة اللحوم).
  •  نقع الأطعمة في محلول ملحي.

بالإضافة إلى استخدامه في العديد من الأمور المنزلية مثل:

  •  تنظيف الأواني والمقالي.
  •  الحماية من العفن.
  •  إزالة البقع والشحوم.
  •  تمليح الطرق في الشتاء لمنع تكون الجليد.

ما هي الاستخدامات الطبية للملح؟

تشمل الاستخدامات الطبية لمحلول السالين (المحلول الملحي، وهو مزيج كلوريد الصوديوم والماء):

من الضروري استشارة الطبيب قبل استخدام المنتجات الطبية الملحية، بالإضافة إلى الالتزام بطريقة الاستخدام الموضحة. يكمن اختلاف المحاليل الملحية في اختلاف النسبة بين كلوريد الصوديوم والماء في المحلول، ومن الممكن وجود مواد كيميائية أخرى مُضافة إلى المحلول.

 ما هي كمية الملح المطلوبة يوميًا؟

في أغلب الأحيان نتجاوز القيمة اليومية المطلوبة من الملح؛ نظرًا إلى أن ملعقة صغيرة من الملح تمثل نحو 2,300 ملغ، بالإضافة إلى استخدام الشركات والمطاعم الملحَ مادةً حافظةً أو لتتبيل الطعام.

طبقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن المواطن الأمريكي يتناول أكثر من 3,400 ملغ يوميًا. يمكنك الحد من تناول الصوديوم عن طريق تناول الأطعمة غير المصنعة، وقد تجد أيضًا أنه من الأسهل مراقبة كمية الصوديوم عن طريق إعداد الوجبات في المنزل.

النظام الغذائي منخفض الصوديوم:

ينصح الأطباء باتباع حمية غذائية ذات كمية قليلة من الصوديوم في حال كان المريض معرضًا للإصابة بأمراض القلب أو ضغط الدم المرتفع. يجب على مرضى القلب تناول الصوديوم بكمية تقل عن 2,000 ملغ يوميًا، ومع ذلك، فقد أوصت جمعية القلب الأمريكية (AHA) بأن يكون الاستهلاك أقل من 1500 ملغ يوميًا.

ومن أجل مراقبة الكمية المتناولة يوميًا بشكل أيسر، يجب على المريض الحد من تناول الأطعمة المُعدَّة خارجًا مثل النقانق (السجق) والوجبات السريعة.

*ما هي أهمية الملح (كلوريد الصوديوم) بالنسبة لأجسامنا؟

1- امتصاص المواد الغذائية:

يلعب الصوديوم والكلوريد -كلٌ على حدة- دورًا مهمًا في امتصاص المواد الغذائية من الأمعاء الدقيقة. فالصوديوم له دور هام في امتصاص:

  •  الكلوريد
  •  السكر
  •  الماء
  •  الأحماض الأمينية (وحدات بناء البروتين)

تكمن أهمية الكلوريد في مساهمته في إنتاج حمض الهيدروكلوريك (حمض كلور الماء؛ هيدروجين وكلوريد)، وهو أحد مكونات العصارة المعدية التي تساعد في هضم المواد الغذائية وامتصاصها.

2- الحفاظ على الطاقة في حالة الراحة:

يعتمد حفظ الخلية للطاقة اعتمادًا كبيرًا على التوازن بين الصوديوم والبوتاسيوم خارج وداخل الخلية. إضافة إلى أن هذه الكهارل (الصوديوم والبوتاسيوم) تساهم في إرسال الإشارات العصبية للمخ، انقباض العضلات.

ما هو كلوريد الصوديوم ؟ الملح بين الفوائد والمضار - امتصاص المواد الغذائية - الحفاظ على ضغط الدم داخل النطاق الطبيعي - ملح الطعام

3- الحفاظ على ضغط الدم والإماهة:

تعمل الكليتان والدماغ والغدتان الكظريتان معًا لتنظيم كمية الصوديوم في جسمك، وتحفز الإشارات الكيميائية الكليتين إما على حفظ الماء حتى يُعاد امتصاصه مرة أخرى إلى الدم، أو على التخلص من الفائض منه عن طريق البول.

إن الزيادة المفرطة للصوديوم في الدم تزيد من إعادة امتصاص الماء من الكلية إلى الدم، مؤديةً إلى زيادة حجم الدم وارتفاع الضغط.

• الآثار الجانبية:

في أوقات كثيرة، لا يسبب الملح أي مخاطر على الصحة، ولكن الزيادة المفرطة تسبب تهيجًا في:

  •  العينين
  •  الجلد
  •  المعدة
  •  الطرق الهوائية

يمكن علاج التهيج، حسب المنطقة المتأثرة، عن طريق الغسل بالماء، أو الحصول على هواء نقي. إذا لم ُيعالج التهيج، عليك بطلب المساعدة الطبية.

قد تؤدي الزيادة المفرطة من الملح إلى:

  •  ارتفاع ضغط الدم
  •  التجفاف
  •  زيادة خطر الإصابة بالأمراض القلبية والكلوية.
  •  زيادة احتباس الماء، ما يؤدي إلى حدوث وذمات (تورم) في الجسم.

الآثار الجانبية للمحلول الملحي:

تُعطى المحاليل الملحية (محاليل السالين) عادة عن طريق الوريد، وقد تؤدي التراكيز العالية من المحاليل الملحية إلى الاحمرار والتورم في موقع الحَقن.

النقص الشديد:

عادة ما يكون نقص الصوديوم دلالة على خلل ما، وهذه الحالة تسمى نقص صوديوم الدم hyponatremia، ومن أسبابها:

  •  خلل في إفراز الهرمون المضاد لإدرار البول (ADH)، نتيجة لاضطرابات تؤثر على توازن الهرمونات، وبعض الأدوية، وبعض الحالات الطبية.
  •  الإفراط في شرب الماء.
  •  الإقياء والإسهال لفترات طويلة.
  •  استخدام مُدرات البول (أدوية تزيد من كمية البول).
  •  بعض أمراض الكلى.
  •  التعرق الشديد والمستمر دون إماهة (شرب الماء) كافية، خاصة لدى الأشخاص الذي يتنافسون في مسابقات طويلة المدى مثل الماراثون

نستنتج أن للملح فوائده التي لا غنى عنها، ولكن -في الوقت نفسه- فإن زيادته المفرطة أو نقصه الشديد يلحقان الضرر بصحة الجسم.

اقرأ أيضًا:

هل الحمية قليلة الملح ضرورية لصحة القلب ؟

التَصلُّب المتعدد: كيف يُمكن لكثرة استخدام الملح أن تؤدي لحدوث الالتهابات؟!

ترجمة: محمود مرزوق

تدقيق: سلمى توفيق

مراجعة: اسماعيل اليازجي

المصدر