إن مجرتنا درب التبانة محاطة بمجموعة من المجرات القزمة التى تدور حولها و أكبر هذه المجرات هي “سحابتي ماجلان” او بالانجليزية “Magellanic clouds” هما مجرتان قزمتان غير منتظمتان ولكن هل يعتبر تحديد كم يبعد عننا جيراننا الكونيون تحديداً دقيقاً مهم جداً؟

بالطبع معرفة المسافة بيننا و بين هذه المجرات مهم جداً حيث ان التحديد الدقيق يعد خطوة حيوية هامة فى حساب ثابت هابل و الذى بدوره يوضح معدل تمدد الكون حيث إن الفلكيون يقدرون ثابت هابل من خلال للملاحظة الدقيقة للمسافة بيننا و بين تلك المجرات ولكن ليتم تحديد تلك المسافات الكبيرة تحديداً دقيق يتوجب معرفة المسافة بيننا وبين أجسام أكثر قرباً منا و بدقة متناهية.

فلو لم نحدد المسافة بدقة بيننا و بين سحابة ماجلان الكبرى اذن سيكون الخطأ اكبر واكبر عند تحديد المسافة بيننا و بين الاجرام الابعد كثيراً، لذلك نجد ان فلكيي المرصد الأوربي الجنوبى قضوا العقد الاخير لحساب المسافة بيننا و بين سحابة ماجلان حتى قدروا الرقم ب ” 163,000″ سنة ضوئية بنسبة خطأ لا تتجاوز 2% و هذا تتطور كبير عن اى حسابات مسبقة وقد شرح المرصد الجنوبى كيفية الحساب فى ما يلي:

“قام الفلكيون يتحديد المسافة الى سحابة ماجلان و ذلك باستخدام ( نجم ثنائى) او نظام نجمى من نجمين متقاربين.

حيث يدور كل منهما حول الاخر و اثناء الدوران يعبرون بالطبع امام بعضهما البعض و عندما يحدث ذلك -كما يتم رصدها على الأرض- يحدث تغير فى شدة الاضاءة و عن طريق تعقب اختلاف شدة الأضاءة بعناية و قياس سرعة دوران النجمتين حول بعضهما البعض يمكن معرفة حجم النجمتين وكتلتيهما و معلومات عن المدار، وتستخدم هذه المعلومات مجمعة مع قياس لون النجم و الاضاءة الكلية فى تحديد المسافة بدقة”.