التكهنات المدهشة حول ملاحظات كيبلر الاخيرة بشأن نجم يبعد 1500 سنة ضوئية قد اثارت تساؤلات عن حياة الكائنات الفضائية في كوننا وما تعنيه في دراسات المستقبل, لكن السؤال الاهم هل اكتشف كيبلر تراكيب ضخمة لكائنات فضائية؟

“اولا اود ان اؤكد, كما فعلت مسبقاً بشأن النجم العانس KIC 8462852, ان السبب الاساس لمرور اشارة كيبلر الغريبة على الارجح يعود الى ظواهر طبيعية, حيث يحدث مرور الاشارة عندما ينجرف اي كوكب خارج المجموعة الشمسية او اي شيء امام نجمه, لذلك اكتشف كيبلرخفوت ضعيف من ضوء النجم. بعد تحليل الاشارة المارة الفريدة, تم تحديدها على انها كائن غريب من قبل اتحاد صياديي الكواكب.” كما يقول الدكتور إيان أونيل Ian O’Neill. قام الباحثين بعمل دقيق لتحديد الالية الممكنة لحدوث الخفوت المميز والفريد, ومن بين الاسباب الطبيعية المحتملة للخفوت الساطع قد وردت في ورقة بحثية مقدمة لمجلة البيانات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية.

راقب العلماء الحطام الناتج من اصطدام الكواكب المحتملة, ووجود كل من الحلقات الملتصقة بالنجوم, والبرك النجمية, بالاضافة الى أجمّة المذنبات, فتم التحقيق في جميع الاحتمالات ولكنها جميعها غير مرضية عدا الاخير, يبدو ان تفسير أجمة المذنبات مناسب للاجابة عن العديد من الاسرار عن مرور الاشارة الغريبة. ان اقرب نجم عن KIC8462852 الذي يبعد 1000وحدة فلكية*, ربما قد احدث اضطرابات جاذبية خلال الاقتراب, ومن المحتمل انه قد ارسل سرب من المذنبات باتجاه النجم فحجبت ما يصل الى 22% من ضوء النجم عن انظار كبلر.

13 طريقة لاصطياد مخلوقات فضاء ذكية

تفسير سرب المذنبات يبدو معقولاً, على الرغم من الكشف عن سرب المذنبات حول نجم اخر في الماضي, لكن سيكون ذلك اول كشف عن سرب واسع من المذنبات كبيرة بما يكفي لتعتيم الضوء من نجم ناضج من نوع F(تقريبا 50%اكبر من شمسنا) مع ذلك فان ملاحظات من هذا النوع ستكون ضربة حظ مذهلة بالنسبة لنا بسبب امتلاكنا تليسكوب ناسا الفضائي لمراقبة المكان المناسب في الوقت المناسب لمجموعة نادرة من المذنبات تمر امام نجم واحد فقط من اصل 150.000 نجم ضمن نطاق رؤية كبلر (خلال فترة زمنية قصيرة للغاية من 4 سنوات) انه حظ جنوني. ولكن لمجرد انها مراقبة بالصدفة هذا لا يعني انها غير ناتجة عن المذنبات, نحن محظوظين حقا لرؤية ذلك. انه جزء كبير من البحث بحد ذاته, الاكتشاف المميز لاول مرة من قبل علمائنا يفتش عن البيانات المتاحة للعامة والتي تم تأكيدها من قبل التعاون الدولي للفلكين المحترفين.

كيف يمكن للمخلوقات الفضائية ايجادنا والعكس بالعكس

اشارت باحثة الدكتورا تابيثا بوياجان Tabetha Boyajian من جامعة ييل Yale University المؤلفة للبحث الاصلي بانها تفكر في سيناريوهات اخرى لتحليل نمط الاشارة الغريبة, وبعد تبادل البيانات مع عالم الفلك جيسون رايت Jason Wright من جامعة بنسلفانيا Penn State University المشارك في مشروع البحث عن الحياة الذكية خارج المجموعة الشمسية SETI, تبين ان احدى تلك السيناريوهات الاخرى التي برزت: هي ان الاشارات المارة الغريبة من نجم KIC8462852 قد تكون بسبب تركيب اصطناعي ضخم. يقول رايت: “يجب ان تكون الكائنات الفضائية اخر افتراض نفكر فيه, ولكن هذه الاشارة الغريبة تبدو وكأنها بسبب تركيب مصنوع من قبل حضارة فضائية, لكن ما تتوقعه ان يلقيه عليك الكون مراراً وتتكراراً هي اشياء لا يمكنك تخيلها من الوهلة الاولى.”

يتفق رايت وشريكه بان نمط الضوء النجمي الغريب متناسق مع سرب من تراكيب ضخمة, ربما تكون لاقطات لضوء النجوم, تقنية مصممة لالتقاط الطاقة من النجم. قد تكون اول دليل على وجود مخلوقات متقدمة في الذكاء التي هي في طريقها لان تصبح حضارة من المستوي الثاني على مقياس كارداشيف Kardashev لتصنيف الحضارات. هذا هو احتمال بعيد لكن لو تم استبعاد جميع التفسيرات الاخرى, لمَ لا نختبر فرضية المخلوقات الفضائية؟

تكهنات عن مخلوقات الفضاء

اول عتم في ضوء النجم حدث لاسبوع واحد في 2011 والحدث الثاني الهام في الواقع كان سلسلة من التغيرات على مدى بضعة اشهر في 2013, هذا كل ما لدينا في الوقت الراهن. يأمل الباحثون الان الحصول على بعض الوقت للمراقبة على المرصد الراديوي والتنصت على النجم على امل اجراء حملة موجهة للبحث عن ذكاء خارج الارض واصطياد اشارات الراديو الاصطناعية الصادرة من النجم. اذا كانت نتائج هذه المراقبة مخيبة للآمال, فان فرصة الكشف عن تواصل مع كائنات فضائية لا تزال ضئيلة من اي وقت مضى, هذا لا يعني بالضرورة ان الهيكل الضخم ليس اصطناعياً, قد يعني ببساطة ان هذا الجنس الافتراضي لا يتواصل عن طريق موجات الراديو, او قد تكون حضارة المخلوقات الفضائية لم تعد موجودة الان.

هل يمكن ان يكتشف كبلر مصنوعات من كائنات فضائية؟

مجرتنا التي تحوي مئات المليارات من النجوم وعدد لايحصى من الكواكب عمرها 13مليار سنة وقد تطور الجنس البشري في اصغر جزء من هذا الوقت, كما ان علم الفلك الحديث قد فتح اعيننا تواً الى الكون على مدى المئتين سنة الماضية. ان احتمال رؤية حضارة مزدهرة من كائنات فضائية متطورة تقوم ببناء نوع مقارب لمجموعة شمسية حول نجم KIC8462852 هو امر شبه مستحيل للغاية وفي هذه اللحظة بالذات. ولكن على الاقل تم اثبات ان الجسم هو تركيب اصطناعي قد يكون بقايا الحضارة التي جاءت واندثرت, او قد يكون جسم اصطناعي ضخم لكائنات فضائية مهجورة.

ان البحث عن قطع اثرية فضائية ليست فكرة جديدة, فان مشروع البحث عن قطع اثرية فضائية قد استنتج لاحقاً بان مجرتنا الحالية خالية من الكائنات الفضائية المتقدمة التي بامكانها تسخير الطاقات من النجوم, وقد كرر عالم الفيزياء النظرية ستفين هوكينغ Stephen Hawking وجهة نظره بشأن مواجهة حضارة فضائية في مقابلة اجريت معه مؤخراً. فقد حذر هوكينغ من نقل اشارات الى الفضاء لئلا يتم مراقبتنا واجتياحنا واستيعابنا بواسطة الكيانات الاقوى بكثير. اما بالنسبة لاولئك الذين اعربوا عن قلقهم بشأن حضارات فضائية عدوانية محتمل ان ترسل اسطولا من السفن الحربية من نجم KIC8462852 الى الارض, يجدر بنا ان نتذكر اننا نشاهد الضوء من النجم الذي تولد قبل 1500 سنة , انها 1500 سنة ضوئية, لو ان حضارة المخلوقات الفضائية الافتراضية راقبت الارض قبل 1500 سنة فانها لن تكشف اي وسائل نقل راديوية او ماشابه ذلك, سيشاهدو الامبراطورية الرومانية مهيمنة على معظم بقاع الارض. ثمة شك كبير حول ملاحظة شيء مشابه لمخلوقات الفضاء بشكل ظاهري في تلك المسافات بين النجوم.

ماذا عن مواردنا؟ الارض بعد كل شي تحتل المنطقة القابلة للسكن ضمن نجمنا وقد سُكنت لبضعة مليارات السنين, ربما ترغب حضارة الكائنات الفضائية المسافرة ان تحتل كوكبنا؟ نتيجة امتلاك الماء السائل بوفرة ودعم محيط حيوي مزدهر. حسنا, بالنسبة لافتراضاتنا عن المسكشفين والغزاة الفضائيين فان المسافة الهائلة بيننا ستكون اعظم دفاع للارض بغض النظر عن المدى الذي ستتقدم اليه الحضارة فانها لا تزال مقيدة بالفيزياء ومحددة بسرعة الضوء, كل هذه الأفكار هي محض افتراض ونحن ليس لدينا أضعف دليل عما إذا كان هناك أي شكل من أشكال الحياة الأخرى هناك ناهيك عن حضارة ذكية تبني لاقطات للطاقة الشمسية حول نجم من نوع F في زاوية ضيقة من مجرتنا. ولكن بما اننا ندقق النظر في الكون من خلال عدسات محددة, فاننا نغير من وجهة نظرنا للكون. بالرغم من ان هذا البحث الجديد عن نجم KIC8462852 لديه تفسير طبيعي انيق ربما يركز حول سرب كبير من المذنبات, التكهنات حول احتمالية وجود الحياة في مجرتنا ليس امرا سيئا, في الحقيقة ان السبب وراء عدم الكشف عن اي شيء ذكي عن بعد في مكان اخر في المجرة هي المفارقة التي تتحدى وجودنا, اذا كانت الحياة امرا لا مفر منه في الكون ونحن نعلم ان مكونات الحياة موجودة هناك لدعم الحياة, اذن اين الجميع؟

الان نحن نعمل على تطوير هذه التكنولوجيا لفحص المدارات حول نجوم اخرى بشكل كيبلر وغيرها من البعثات المخطط لها اصطياد الكواكب خارج المجموعة الشمسية, نحن في وقت متميز جدا بالنسبة لحضارتنا حيث يمكننا التكهن والافتراض واختبار نظرياتنا عن حياة الكائنات الفضائية بدقة, وحتى قبل بضعة سنوات لم نكن نحلم. لذلك في هذه الرحلة الاستكشافية, فان عدد قليل من الفلكيين يحققون عن منحنيات الضوء الغريبة التي اكتشفت بواسطة علمائنا وتحليلها من قبل علماء الفلك لمعرفة فيما اذا كان هنالك شيء اصطناعي, انه لشيء مدهش.

الهوامش:

*الوحد الفلكية =149597871 كيلومتر


 

المصدر الأول

المصدر الثاني