أعلنت منظمة الأمم المتحدة أن العقد الماضي كان الأشد حرارة، محذرةً من احتمالية أن تحفز درجات الحرارة المرتفعة العديد من الأحداث الجوية القاسية في 2020 وما بعده.

وصرحت منظمة الأرصاد العالمية The World Meteorological Organization، المعتمدة في نتائجها على تحليل البيانات العالمية الأساسية، أن ازدياد درجات الحرارة حول العالم أدى إلى عواقب وخيمة بالفعل، مشيرةً إلى ذوبان الجليد وارتفاع مستويات سطح البحر وزيادة حرارة المحيطات وارتفاع حمضيتها، إضافةً إلى الطقس القاسي.

وأضاف البيان أن الأبحاث أكدت البيانات الصادرة عن أجهزة مراقبة المناخ التابعة للاتحاد الأوربي، التي تؤكد إن العام الماضي هو ثاني أشد الأعوام حرارةً بعد عام 2016.

تحذر الأمم المتحدة من جو قاس بعد إعلانها عن أشد العقود حرارة - أعلنت منظمة الأمم المتحدة أن العقد الماضي كان الأشد حرارة - الاحتباس الحراري - درجات الحرارة

وصرح رئيس المنظمة Petteri Taalas مشيرًا إلى حرائق الغابات الأسترالية: «لقد استمرت شهورًا وخلفت آثارًا مدمرة، هذا من أمثلة الحوادث المرتبطة بالمناخ والطقس».

أودت حرائق الغابات غير المسبوقة في زمن اشتعالها وكثافتها بحياة 28 شخصًا، مسلطةً الضوء على الكوارث التي تنبأ العلماء بحدوثها نتيجة الاحترار العالمي.

دمرت الحرائق أكثر من 2000 منزلًا وأحرقت 10 ملايين هكتار (100 ألف كيلومتر مربع) من الأرض، أي أكثر من مساحة كوريا الجنوبية أو البرتغال. يقول تالاس: «لسوء الحظ، نتوقع أن نشهد جوًا قاسيًا سنة 2020 والعقود القادمة، نتيجة المستويات القياسية من الغازات المسببة للاحتباس الحراري».

وأفادت منظمة الأمم المتحدة بأن معدل درجات الحرارة العالمية في الفترة من 2010 حتى 2019 كانت الأعلى على الاطلاق. وحذرت المنظمة في بيانها من استمرار هذا الاتجاه، إذ كان كل عقد أشد حرارةً من سابقه منذ الثمانينيات.

وفقًا لبيان الأمم المتحدة العام الماضي، فإنه يجب خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بمقدار 7.6% سنويًّا حتى 2030، لمنع ارتفاع في درجات الحرارة لأكثر من 1.5 درجة مئوية. وقد وقعت الدول المتقدمة اقتصاديًّا على اتفاقية المناخ في باريس من أجل تحقيق هذا الهدف، وتهدف الخطط الحالية إلى تقليل الانبعاثات من أجل الحد من الاحترار العالمي بمقدار عدة درجات مع نهاية القرن الحالي.

ليست مصادفة

قال تالاس: «منذ بدء السجلات الحديثة لدرجات الحرارة سنة 1850، ارتفع معدل درجات الحرارة العالمية نحو 1.1 درجة مئوية، ما يشير إلى حدوث الاحترار العالمي بالفعل، ولو استمرت انبعاثات الكربون بنفس المعدل فإننا نواجه خطر الاحترار العالمي بمقدار 3-5 درجات بنهاية القرن».

وأضاف Gavin Schmidt، رئيس معهد Goddard للفضاء التابع لناسا إن الاتجاه الحالي للأحداث واضح، ولا يمكن أن تكون التغيرات المناخية الحالية طبيعية (مفندًّا بذلك رأي الرئيس ترامب). وأضاف شميدت: «إن الأحداث الحالية مستمرة، وليست مجرد صدفة نتيجة بعض الظواهر الجوية، إذ نعلم جيدًا أن هذه التغيرات طويلة الأمد ناتجة عن مستويات متزايدة من الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي».

وأوضحت بيانات الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي انخفاض نسبة الغطاء الجليدي في القطبين سنة 2019، إذ سجل المحيطان القطبيان الشمالي والجنوبي أقل حجم للأغطية الجليدية في فترة 1979-2019.

اقرأ أيضًا: لماذا يصعب على الطائرات أن تقلع أو تهبط عند درجات الحرارة المرتفعة؟

رقم قياسي جديد

سلطت منظمة الأرصاد الجوية العالمية الضوء على دراسة جديدة تبين أن المحتوى الحراري في المحيطات وصل إلى أعلى معدلاته سنة 2019. أوضحت الدراسة أن السنوات الخمس الماضية كانت الأشد حرارةً نتيجة المحتوى الحراري غير المسبوق في المحيطات.

إن أكثر من 90% من حرارة الأرض تُختزن في المحيطات، ما يجعل المحتوى الحراري للمحيطات مؤشرًا لمعدل الاحتباس الحراري وفقًا لمنظمة الأرصاد العالمية، وقال مناصرو حماية البيئة أن هذه النتائج متوقَعة.

وصرح Manuel Pulgar-Vidal، رئيس منظمة WWF لممارسات الطاقة والتغير المناخي: «ليس مفاجئًا أن تكون سنة 2019 ثاني أكثر الأعوام حرارةً على الإطلاق، وما زالت البيئة تذكرنا بضرورة اتخاذ حلول سريعة».

وأضاف Chris Rapley، أستاذ العلوم المناخية في جامعة لندن: «تتكرر الرسائل بانتظام، ومع ذلك فإن الجهود الساعية إلى إيقاف التغير المناخي ما زالت غير كافية».

اقرأ أيضًا:

ارتفاع درجات الحرارة مرتبط بتدهور في الصحة العقلية حسب دراسة حديثة

هل تحترق الصين نتيجة الاحتباس الحراري ؟

ما الفرق بين الاحتباس الحراري و التغير المناخي ؟

ترجمة: يزن باسل دبجن

تدقيق: بدر الفراك

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر