ابتكر العلماء في جامعة كولورادو بولدر ما أسمته صحيفة نيويورك تايمز بـ «الخرسانة الحية»، التي تعج بالبكتيريا التي تقوم بالوظائف الحيوية أهمها التركيب الضوئي، إذ يمكنها أن تنمو وتتكاثر لتجدد نفسها بما يماثل الوظائف الحيوية لأي كائن حي.

تتكون الخرسانة من مزيج من الجيلاتين والرمل والبكتيريا الزرقاء، التي تبرد بشكل مشابه للهلام حسب تعبير صحيفة التايمز.

وجد الباحثون أن البنية الناتجة قادرة على تجديد نفسها ثلاث مرات بعد تعريضها للضرر، وهذا ما سيؤدي إلى ثورة في مجال المواد ذاتية التجميع.
تجدد الخرسانة

أظهرت الدراسة -التي نشرت في بدايات عام 2020 في مجلة ماترMatter – أن الخرسانة الحية -التي صنعها علماء كولورادو بالشراكة مع علماء من وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتطورة (داربا DARPA)- تكتسب لونًا أخضر أثناء نشاطها الحيوي الذي يتلاشى مع موت البكتيريا.

تمكن العلماء من صناعة خرسانة حية تجدد نفسها عند تعرضها للضرر - البكتيريا التي تقوم بالوظائف الحيوية - التركيب الضوئي - البكتيريا الزرقاء - الخرسانة الحية

يقول المهندس ويل سروبار قائد المشروع في جامعة كولورادو بولدر لصحيفة نيويورك تايمز: «يبدو الأمر وكأنها مادة فرانكشتاين حقًا».

مصدر الصورة بحث هيفران في مجلة ماتر 2019

مصدر الصورة بحث هيفران في مجلة ماتر 2019

حتى مع تلاشي اللون، تبقى البكتيريا حية لعدة أسابيع ويمكن تجديد عملياتها الحيوية، ما يؤدي إلى تزايد عددها وذلك في ظل الظروف المناسبة.
ظروف غير مساعدة على البقاء

تهتم داربا بالمواد التي تنمو ذاتيًا بشكل خاص، التي يمكن استخدامها لتصنيع مختلف البنى في المناطق الصحراوية وحتى في الفضاء، وذلك حسب صحيفة نيويورك تايمز.

إذا تمكنت الخرسانة الحية من الوصول إلى هذا المستوى من التطوير فيمكن التقليل من كمية المواد المستعملة ووزنها التي تحتاجها وكالات الفضاء.

يقول سروبار لصحيفة نيويورك تايمز: «لا توجد وسيلة لنقل مواد البناء إلى الفضاء، لذا سيكون علم الأحياء بديلنا الأمثل».

اقرأ أيضًا:

إذا كانت الخرسانة قويةً بالكفاية لتحمل المباني الضخمة، فلماذا تتكسّر بالمطرقة!؟

لماذا تعتبر الخرسانة الرومانية القديمة أكثر كفاءة من الخرسانة الحديثة؟

ترجمة: ياسمين نصر الله

تدقيق: محمد حسان عجك

المصدر