عندما نستعد للقيام برحلة ما، فإننا عادة نُقدر الوقت اللازم لبلوغ الهدف من تلك الرحلة، واستكشاف الفضاء ليس استثناءً، فذلك ما حاول عالمان فيزيائيان القيام به، حسبا الوقت اللازم للوصول إلى أنظمة شمسية أخرى في مجرتنا -مجرة درب التبانة- باستعمال سفن الفضاء الحالية.

تناولت الدراسة أربعة مسابير فضائية دون طواقم بشرية أطلقتها ناسا بالفعل، وسيعطينا ذلك فكرة عن الوقت اللازم لمركبة فضائية مجهزة بطاقم بشري للولوج إلى الفضاء بين النجوم خارج مجموعتنا الشمسية.

يبدو أن على مسافري الفضاء المستقبليين الانتظار طويلًا قبل الحصول على نتائج الدراسة، فمن الممكن أن تمتد تلك الفترة إلى عشرات آلاف السنين قبل تمكُّن أحد تلك المسابير من الاقتراب من نظام نجمي وربما ملايين البلايين من السنين قبل الوصول الفعلي.

وفقًا للورقة البحثية: «تُقدَّر تلك المدة بمقياس زمني برتبة 10 مرفوعة إلى الأس 20؛ بعبارة أخرى، مئة كوينتليون سنة».

هل تساءلت كم من الوقت يلزمنا لاستكشاف مجرتنا؟! إليك الإجابة الصادمة - الوصول إلى أنظمة شمسية أخرى في مجرتنا - استكشاف المجرة

للوصول إلى تلك النتيجة، درس الباحثان كورين بايلر جونز من معهد ماكس بلانك للفضاء في ألمانيا ودافيد فارنوسشيا من مختبر ناسا للمحركات النفاثة البيانات الأخيرة من مرصد جايا الفضائي.

استعمل الباحثان الخريطة الأخيرة المحدثة لمرصد جايا التي تحتوي مواقع حوالي 7.2 مليون نجم، ثم جمع الباحثان تلك البيانات مع مسارات المسابير بايونيير10 وبايونيير11 وفوياجر1 وفوياجر2 التي أُطلقت ما بين 1972 و1977.

بينت النتائج أن المسابير الأربعة سوف تقترب من نحو 60 نجمًا على مدار المليون سنة القادمة، وستقترب أكثر نسبيًا من نحو عشرة نجوم في تلك الفترة، و«أكثر نسبيًا» هنا تعني خلال فرسخين نجميين؛ أي أكثر من ست سنواتٍ ضوئية أو 60 تريليون كيلومتر أو 40 تريليون ميل.

لتقريب الصورة أكثر دعنا نأخذ مدار بلوتو مثالًا؛ إذ يبلغ طول مداره حوالي سبعة مليار كيلومتر، وستبتعد المسابير أضعاف تلك المسافة عشرات الآلاف من المرات.

يمتلك بايونيير10 الفرصة الأقرب للاقتراب من نظام نجمي، إذ من المتوقع أن يمر بنجمHIP 117795 في كوكبة كاسيوبيا بعد حوالي 90 ألف سنة، وعندها سيكون على بعد 0.231 فرسخ نجمي (قرابة سبعة تريليون كيلومتر أو أربعة تريليون ميل).

ليس ضروريًا بالتأكيد أن تتخذ البعثات الفضائية المستقبلية المسارات عينها التي اتخذتها المسابير سالفة الذكر، فجارنا الأقرب نجم القنطور يقع على بعد 4.37 سنة ضوئية أو 1.34 فرسخًا، ويستغرق مسبار فوياجر1 بسرعته الحالية حوالي 80 ألف سنة للوصول إليه.

لم تخضع تلك القياسات بعد للمراجعة لكنها بالتأكيد تعطيك فكرة عن الحجم الهائل للمجرة فضلًا عن الكون نفسه، وعن نوع التكنولوجيا التي ينبغي على البشر تطويرها للخروج من النظام الشمسي؛ إذ يمكن أن يستغرق السفر أجيالًا عديدة للوصول إلى أقرب نجم، على الأقل حتى يكتشف العلماء كيفية تطوير محركات الاعوجاج التي ظلت حتى اللحظة محض خيال علمي.

يعتقد بعض الخبراء أن بإمكاننا يومًا ما السفر بسرعة تقترب من سرعة الضوء والوصول إلى القنطور الأقرب فيما يقارب الأربع سنوات، لكن ذلك لا يزال نظريًا وربما علينا التركيز على المريخ في الوقت الحالي.

اقرأ أيضًا:

هل السفر عبر النجوم ممكن؟

هل من الممكن السفر أسرع من الضوء؟

ترجمة: أحمد جمال

تدقيق: سمية المهدي

المصدر