ساعد المسح الأكثر عمقًا في الفضاء عبر أشعة الراديو الفلكيين على إيجاد بقايا النجوم فائقة الكتلة الميتة التي كانت مجهولة آنذاك. بالإضافة إلى التقاطه بعض الصور الرائعة أثناء العملية.

وهو يدعى بالمسح المجري GaLactic وخارج المجري Extragalactic الكلي للسماء بواسطة MWA (Murchison Widefield Array راديو تلسكوب للترددات الكبيرة)، وهو مسح للسماء يتوافق مع دقة عين الإنسان ويعطي صورة عما يمكن رؤيته إذا استطعنا الرؤية عن طريق أشعة الراديو.

أظهر المسح بطول أشعة الراديو في المجال من 72 الى 231 ميغا هرتز أجسامًا غير مرئية. تقول الفلكية نتاشا هارلي والكر من مركز علم فلك الراديو العالمي في جامعة كورتن بأستراليا (ICRAR): «النطاق الواسع لهذه الترددات هو الذي مكننا من رصد مجموعة مختلفة من الأجسام المنفصلة كلما نظرنا في عمق مركز المجرة. عمومًا تمتلك الأجسام المختلفة طيف راديو مختلف ويمكن استغلال هذه الخاصية لمعرفة أي جسم تحت الدراسة».

الشريط البرتقالي في وسط الصورة المرفقة في الأدنى هو المستوى المجري والمركز المجري، وهو يشع بإشراق بسبب الإشعاع السينكروتروني synchrotron -إلكترونات مسرعة بواسطة خطوط حقل مغناطيسي لولبية (حلزونية)-. واللون الأزرق يمثل مكان انحباس الضوء الأحمر، مثلًا بواسطة البلازما المحيطة بالنجوم.

الشكل الذي يبدو بشكل فقاعات هو بقايا المستعر الأعظم (سوبر نوفا) تُركت في الفضاء بعد انفجار النجم. يُعتقد بأن الإلكترونات ذات المستوى الطاقي الكبير والتي تنتج الإشعاع السينكروتروني ناتجة عن بقايا انفجارات السوبر نوفا، ولكن مجموع الإشعاعات السينكروترونية التي نراها هناك، تحتاج المزيد من بقايا السوبر نوفا التي لم تُكتشَف بعد.

تولت هارلي والكر وفريقها بحثًا باستعمال أحدث بيانات GLEAM لإيجاد بقايا الانفجارات غير المكتشفة بعد. يُعتبر إيجاد أحدث بقايا السوبر نوفا وأقربها أو تلك الموجودة في المناطق المأهولة أسهل بكثير، حيث اكتُشف 295 منها، لهذا توجه نظر الفريق إلى الأماكن البعيدة وتلك التي تُعد فارغة نسبيًا.

(نتاشا هارلي والكر/ICRAR/كورتن/GLEAMفريق)

(نتاشا هارلي والكر/ICRAR/كورتن/GLEAMفريق)

وجد الفريق 27 بقايا سوبر نوفا مجهولة من نجوم فائقة الكتلة، وهي تفوق كتلة الشمس ثماني مرات.

في أحد المناطق الفارغة من السماء، كانت بقايا السوبر نوفا باهتةً حتى أنهم وجدوا بعض البقايا الحديثة. تقول هالي والكر: «إنها بقايا نجم ميت قبل أقل من 9000 سنة، هذا يعني أن السكان الأصليين لأستراليا قد تمكنوا من مشاهدة الحدث آنذاك».

نحن نعلم أن تاريخ للسكان الأصليين حافل بالفلك، وهذا يعود إلى 65000 سنة خلت، والتاريخ الشفوي لسكان المنطقة يتحدث عن ملاحظتهم لنجم يختلف سطوعه، ما يحتمل أن يكون انفجار السوبر نوفا. ولكن ذلك يبقى قيد الدراسة.

 9,000 مكان ظهور السوبر نوفا قبل. (Paean Ng/Astrordinary Imaging)

9,000 مكان ظهور السوبر نوفا قبل. (Paean Ng/Astrordinary Imaging)

اثنان من بقايا السوبر نوفا المكتشفة تظهر في منطقة من السماء لا توجد فيها نجوم فائقة الكتلة، أي أن هذه المنطقة قد تكون مصدرًا محتملًا للنجوم الميتة. ويُعد هذا الاكتشاف مثيرًا للاهتمام لأن السوبر نوفا في هذه المرحلة صعبة الرصد.

Murchison Widefield Array، راديو تلسكوب يقيس الترددات بين 80 إلى 300 هرتز ويوجد في صحراء أستراليا، وهو أحد أجهزة الرصد الراديوية في المناطق الغربية.

حديثًا تلقى الفريق تحديثات جديدة عبر الراديو تلسكوب. أي أنه يوجد المزيد من بقايا السوبر نوفا المحتمل إيجادها من خلال مسح GLEAM. إنها فقط تنتظر اكتشافها.

اقرأ أيضًا:

هذه أوضح رؤيةٍ لمركز درب التبانة حتى الآن، مذهلة!

قبل أن ترتطم أندروميدا بدرب التبانة يمكن أن يحصل اصطدام آخر خلسة

ترجمة: ياسمين نصرالله

تدقيق: زيد الخطيب

مراجعة: آية فحماوي

المصدر