بالنسبة للعديد من النساء فإن استبعاد فترة الدورة الشهرية هو تأثير جانبي مرحب به لحبوب منع الحمل الهرمونية المتنوعة في اﻷسواق؛ ولكن هناك الكثير من الارتباك ونقص المعلومات حول ما إذا كان لتجاوز فترة اﻹباضة آثار سلبية على الصحة.

وفقا لخبراء الصحة فإنه ليس هناك أي مشكلة فعلية في عدم حصول اﻹباضة، وإليكم السبب:

إن حبة منع الحمل النموذجية المركبة من الإستروجين والبروجسترون تعمل بشكل أساسي على إيقاف اﻹباضة، والتي كتأثير لاحق تمنع بطانة الرحم من التسمك (الطريقة التي كان الجسم سيستخدمها لو كان هناك جنين محتمل) وعلى كل حال، فإن دورة الحبة النموذجية تتضمن أيضًا سبعة أيام من تناول اﻷقراص الخالية من الهرمون، وبتناول النساء لها يقود التدني في مستويات الهرمونات بطانة الرحم إلى النزيف محرضة ما يعرف بـ (نزف السحب) والتي رغم ذلك يشار إليها على أنها دورة طمثية.

ولهذا ليس من الغريب بأن العديد من النساء تفضل تجاوز أسبوع الحبوب غير الفعالة لتجنب كامل هذه الفترة المزيفة.

ويصرح الخبير في علم التكاثر جايمس سيغارز «James Segars» من جامعة جونز هوبكنز «Johons Hopkins» لـ آلانا ماسي «Alana Massey» في مجلة أتلانتيك بأن السبب الوحيد للنزف عند النساء أثناء تناول الحبة هو من أساس تصميمها وليس بضرورة للجسم.

فأثناء تصميم الخبراء للحبة قاموا بسؤال النساء عن المعايير التي أردنها، حيث أجبنَ بأنهنَّ يردن حدوث دورة طمثية للتأكيد على أنهن لسن بحوامل.

وإذا كنت تريد الحقيقة؛ ليس هناك سبب طبي يحول دون تجاوز فترة الدورة الشهرية، ولكن فقط لضمان راحة البال.

ويقول سيغارز: «إن حدوث دورة طمثية هو ضمان، ولكنه بالتأكيد ليس ضرورة».

لنواجه الأمر: إن الدورة الطمثية هي عبارة عن (فضلات حقيقية) وتحدث بطريقة متكررة غالبًا.

وفي معايير اﻹباضة فإنه من الصعب عند أنثى الإنسان القيام بها، ﻷن أكثرية الثدييات لاتقوم باﻹباضة، وحتى إذا حدثت فهي أقل تكرارًا.

ويعود السبب في نزيف رحم المرأة بكامل بطانته شهرًا بعد شهر لوقوع منافسة بين (إمكانية حدوث انغراس لجنين مترافقًا مع مشيمة مستهلكة للدم) وبين (الرحم الذي يحاول منع ذلك من الحدوث).

وبعيدًا عما تقدمه بطانة الرحم من الرعاية الحاضنة فهي أرضية مختبرية قاتلة، حيث تتمكن أقوى المُضَغ فقط من الحياة.

كما كتبت عالمة اﻷحياء والتطور سوزان ساديدن «Suzanne Sadedin» في موقع (Quora) الإلكتروني.

وتقول ساديدن بأن هذا التنافس الحاصل يعني أن الجسم بحاجة للتخلص من أي مضغة ميتة أو شبه حية عالقة.

والحل تمثل مبدئيا بإجلاء كامل الطبقة السطحية للبطانة، المضغ الميتة وكل ما يوجد بعد كل إباضة، أو يسفر عن عدم حدوث حمل صحي.

حيث أن أي تدخل مخرب للإباضة يأتي معه بجمع من المشاكل.

وبالنسبة لبعض النساء، تترافق الدورة الشهرية مع تقلصات موهنة، صداعات نصفية والتهابات في بطانة الرحم.

أو ربما يصبحن في وضع يصعب فيه التعامل مع النظافة في هذه الفترة.

لجميع هذه اﻷسباب إضافة إلى البساطة الملائمة، يكون تجاوز الدورة الطمثية أمرا رائعًا.

ورغم وجود اشتباه بأن تجاوز هذه الفترة يزيد من بناء الرحم، ولكنه ببساطة ليس بمشكلة؛ حيث تقوم الهرمونات بمنع بطانة الرحم من التثخن بالدرجة اﻷولى.

حيث تقول أليسا دويك «Alessa Dweck» خبيرة الصحة النسائية لـأتلانتيك بأنه ليس هناك سبب طبي لحدوث اﻹباضة عند المرأة شهريًا، وليس هناك شيء خاطئ أيضا في إضعاف هذا النظام إذا كان النزف أمرا صعبًا على النساء.

إذًا: إذا كنت تختارين الحلول الهرمونية لتجنب النزيف، التكرر والتقلصات المزعجة، ففي سياق علمي ستكونين ببساطة في أمان على اﻷرجح.