وفقًا للدراسات الحديثة، يُظهر الناس الذين يمارسون الرياضة قدرة أكبر على معالجة الأصوات الصادرة من بيئتهم. يقيس العلماء في جامعة نورث ويسترن الواقعة في مدينة إيفانستون النشاط الدماغي المتعلق بمعالجة الأصوات لدى الرياضيين واللاعبين، فوجد العلماء أن الرياضيين أفضل في معالجة الإشارات الناتجة عن الأصوات الخارجية تبعًا لقدرة أدمغتهم الكبيرة على تخفيض ضجيج الخلفية الصادر عن الآلات الإلكترونية.
نشر الفريق اكتشافاته في أوراق بحثية صدرت حديثًا في مجلة الصحة الرياضية.
تقول الكاتبة نينا كروس Nina Kraus، وهي بروفيسورة في علوم الاتصالات والبيولوجيا العصبية في جامعة نورث ويسترن ومديرة مخبر علم السمع العصبي: «لا أحد يود معارضة حقيقة أن الرياضة تقود إلى نشاط جسدي أفضل، نحن نقول أن ممارسة الرياضة يمكنها ضبط الدماغ لتحسين إدراكه لبيئته الحسية».
تبعًا للدراسة، قاست البروفيسور كروس وزملاؤها في العمل نشاطات الدماغ المتعلقة بمعالجة الأصوات، واستخدموا مقياسًا يدعى مقياس الاستجابة التالية للتردد frequency-following response (FFR)
الاختلافات في معالجة الأصوات:
لقياس استجابة التردد المتتالية FFR لشخص ما، يضع الباحثون الأقطاب الكهربائية على فروة الرأس ويسجلون مخطط كهربائية الدماغ EEG في الجزء المخصص لمعالجة الأصوات.
يزداد استخدام العلماء لمقياس الاستجابة التالية للتردد ليشرحوا الاختلافات في وظيفة الدماغ السمعية بين الأفراد.
تبعًا للدراسات السابقة، أدركت البروفيسور كروس وزملاؤها أن FFR تختلف غالبًا مع التجربة. وبشكل أكثر تحديدًا، لوحِظ أن إغناء التجربة قد يزيد من وفرة الرد وحجمة، ويمكن للإصابة أن تقلل منه.
لذلك يريد العلماء في الدراسة الأخيرة اختبار فرضية تنص على أن :«ممارسة الرياضة: هي شكل من إغناء النتائج لأكبر استجابة تالية للتردد».
قارن الباحثون FFR الخاصة بعدد 495 من الطلاب الرياضيين الذكور والإناث من جامعة نورث ويسترن مع عدد مماثل لهم من غير الرياضيين الذين يماثلونهم بالجنس والعمر.
كان جميع الرياضيين أعضاء في فريق القسم الأول لنورث ويسترن. فقد تضمنت رياضاتهم كرة القدم والهوكي.
قاس العلماء ثلاث قيم لسعة FFR لكل مشارك: حجم الاستجابة لصوت الاختبار، وحجم ضجيج الخلفية في الدماغ، ومعدل المعيارين.
تقليل الضجيج العصبي في الخلفية:
أظهرت النتائج -مقارنةً مع غير الرياضيين- أن الرياضيين يتمتعون باستجابة أكبر لأصوات الاختبار، التي استنتج العلماء أنها بسبب انخفاض مستوى الضجيج العصبي في الخلفية لديهم.
تشرح البروفيسور كروس هذا بقولها :«يمكن التفكير بالضجيج الإلكتروني في الخلفية على أنه مشابه للتشويش الذي نسمعه في الراديو». إذ إنه لسماع صوت شخص على الراديو، على المستمع أن يخفض صوت التشويش أو يرفع من صوت المتكلم.
تقترح الاكتشافات أن عقل الرياضيين يخفّض من صوت التشويش الخلفي لسماع المنصتين إليهم بشكل أفضل.
من الأمثلة على هذا، يجب أن تسمع صراخ لاعبي الفريق و المدربين أثناء التدريب والمباريات على أرضية الملعب.
تنوّه البروفيسور كروس إلى أن «الموسيقيين والناس طليقي الكلام بعدة لغات هم أيضًا أكثر مهارة بسماع الأصوات الخارجية».
ثم تشرح قائلة: «على أي حال، الطريقة التي تصل بها أدمغتهم إلى ذلك مختلفة عن تلك الموجودة لدى الرياضيين، فهم يقومون بذلك عبر رفع الأصوات، بينما يقوم الرياضيون بذلك بتخفيض ضجيج الخلفية في أدمغتهم».
تقول البروفيسور نينا كروس: «يبدو أنه ينتج عن الالتزام الجدي بالنشاطات الجسدية جهاز عصبي أهدأ. وقد تتمكن من أن تتمتع بمعالجة أفضل للإصابات أو المشاكل الصحية الأخرى، في حال امتلكت جهازًا عصبيًا أكثر صحة».
اقرأ أيضًا:
الرياضة وتأثيرها على حجم الدماغ
قد يساعد الركض على تقوية الذاكرة
ترجمة: عمار جوهرة
تدقيق: فارس سلطة
مراجعة: تسنيم الطيبي