الكوليسترول بين الخرافة والحقيقة – فرط الكولسترول هو عامل خطر مهم في تطور الأمراض القلبية الوعائية، ويُساء فهم هذا الاضطراب إلى حد كبير، ربما لكونه غير عرضي غالبًا. يعتمد علاج حالة فرط كوليسترول الدم على سببها وشدتها.
قد تكون الشائعات التي سمعتها عن فرط الكوليسترول صحيحة أحيانًا، غير أنها خاطئة غالبًا، في هذا المقال سوف نتناول بعض الخرافات الشائعة عن الكوليسترول.
الحقيقة: بعض أنواع الكوليسترول ضرورية لضمان الصحة الجيدة، يحتاج جسدك إلى الكوليسترول للقيام ببعض الوظائف المهمة مثل تصنيع الهرمونات والبناء الخلوي، وينتقل الكولسترول عبر الدم مرتبطًا ببروتينات تسمى البروتينات الشحمية، وهي نوعان:
عندما يوجد في جسمك الكثير من الكوليسترول السيئ LDL فهو يتراكم على جدران أوعيتك الدموية مشكلًا لويحات plaques، ومع استمرار تكون اللويحات تتضيق الأوعية الدموية، ما يعيق تدفق الدم من القلب والأعضاء الأخرى وإليها، ويزيد خطر الإصابة بذبحة صدرية أو نوبة قلبية.
الحقيقة: إن الموضوع معقد، فالأطعمة الغنية بالكوليسترول تكون عادةً غنية أيضًا بالدهون المشبعة والتي ترفع مستويات الكوليسترول لديك، ولذلك فمن الأفضل أن تتجنب الأطعمة المحتوية على مستويات مرتفعة من هذه الدهون، مثل اللحوم الحمراء والزبد والجبن، وبدلًا من ذلك تناول الأطعمة الغنية بالألياف (كالشوفان والفاصوليا) والدهون الصحية غير المشبعة (كالأفوكادو وزيت الزيتون والمكسرات).
الحقيقة: بإمكانك فعل الكثير لتحسين مستويات الكوليسترول لديك وإبقائها ضمن مستوى صحي، مثلًا:
الحقيقة: مع إن العديد من الناس قد يصلون لمستويات جيدة من الكوليسترول باتخاذهم خيارات طعام صحية وممارسة تمارين كافية، لكن قد يحتاج البعض الآخر إلى الستاتينات statins لتخفيض مستويات الكولسترول لديهم، وتشير التوصيات الحديثة إلى أننا قد نحتاج إلى أدوية أخرى إضافةً إلى الستاتينات للسيطرة على مستويات الكولسترول.
الأشخاص الذين قد يحتاجون للستاتينات أو أدوية خفض مستويات الكوليسترول عمومًا هم:
الحقيقة: هذه فكرة مغلوطة للغاية، فمع إن الكوليسترول هو أحد أهم العوامل المؤهبة للأمراض القلبية، فهو ليس عامل الخطر الوحيد، إذ إن فرط ضغط الدم ووجود تاريخ عائلي من اللأمراض القلبية والداء السكري هي عوامل خطر إضافية تؤهب لحدوث الأمراض القلبية الوعائية.
إضافةً إلى ذلك قد يكون الكوليسترول الكلي لديك طبيعيًّا، لكن الكولسترول السيئ (LDL) مرتفع والكوليسترول الجيد (HDL) منخفض، ما يؤهب للإصابة بالأمراض القلبية. أي إن الرقم الكلي قد يكون خادعًا ولا يُعتمد عليه.
الحقيقة: ينتشر فرط كوليسترول الدم بين كبار السن، لكنه يصيب الشباب أيضًا، توصي الجمعية الأمريكية بفحص الكولسترول بدءًا من سن 20، ففي عصر الأطعمة السريعة وألعاب الفيديو شوهدت حالات فرط الكوليسترول حتى لدى الأطفال، وخاصةً إذا كان فرط الكولسترول وراثيًّا في العائلة، حينئذ يتحرى الطبيب مستويات الشحوم لديك حتى قبل سن 20.
الحقيقة: ليس بالضرورة، فاعتمادًا على سوابقك المرضية ومستوى الكوليسترول لديك، قد يُجرِّب طبيبك إجراء تعديلات على نمط حياتك قبل وصف أدوية، ويتضمن ذلك الإقلاع عن التدخين والحمية منخفضة الشحوم وممارسة التمارين باعتدال، وفي بعض الحالات سيخفض ذلك مستويات الكولسترول لديك فعلًا، أما إذا لم تتحقق النتيجة المرجوة تكون الأدوية هي الخيار الأنسب.
الحقيقة: ليس بالضرورة. إن الأمراض القلبية هي أمراض مهددة للحياة، خاصةً إذا كنت لا تزور طبيبك دوريًّا، وفي الحقيقة لا يدرك أكثر الناس إصابتهم بمرض قلبي حتى يصابون بأول نوبة قلبية أو سكتة، وقد يكتشفون مرضهم صدفةً في زيارة اطمئنانية روتينية، لذلك من المهم جدًّا أن تزور طبيبك بانتظام للتأكد من سلامة قلبك.
عادةً، لا يُظهر ارتفاع الكولسترول أي علامات أو أعراض، وقد لا تدري امتلاكك مستويات زائدة من الكولسترول إلا متأخرًا جدًّا، ربما بعد إصابتك بأول نوبة قلبية أو سكتة دماغية، لذلك يجب فحص مستويات الكولسترول كل 4-6 سنوات.
في بعض الأحيان تتطور لدى بعض الناس زوائد صفراء على جلدهم تدعى بالصفرومات xanthomas وهي ترسبات من الكولسترول، وتشير إلى وجود مستويات مرتفعة من الكولسترول.
الحقيقة: يعتمد ذلك على نوع الاختبار المستخدم وعلى الاستخدام الصحيح له، مثلًا تعطي بعض الفحوصات المسحية مستويات الكوليسترول الكلي لديك، لكنها لا تحدد أنواع الكوليسترول بالتفصيل وهي LDL و HDL والشحوم الثلاثية، فقد يكون الكوليسترول الكلي طبيعيًّا لكن الكوليسترول السيئ LDL مرتفع، وعلى العكس قد تكون لديك مستويات مرتفعة من الكوليسترول الكلي، لكن يرجع هذا لارتفاع نسبة الكولسترول الجيد HDL ما يمثل عاملًا وقائيًّا ضد الأمراض القلبية.
إضافةً إلى ذلك يتطلب قياس مستوى الكوليسترول لديك بالمسح الصحي أو بفحوصات الكوليسترول المنزلية عدم تناول أي طعام ضمن فترة ثماني ساعات قبل الفحص، وإلا سيظهر الفحص ارتفاع الشحوم لديك وخاصةً الشحوم الثلاثية وهو ارتفاع غير حقيقي.
في حال أظهر فحصك مستويات مرتفعة أو كان لديك تغير ملحوظ في الأرقام، استشر الطبيب الذي سيوصي غالبًا بإجراء فحص الكوليسترول في مختبر مرجعي موثوق للتأكد من صحة النتائج.
الحقيقة: خطأ. أظهرت بعض الأعشاب والفيتامينات والمنتجات الطبيعية الأخرى فعالية في خفض مستوى الشحوم، ومع ذلك فتأثيرها محدود غالبًا، أيضًا لم تتأكد بعد قدرة أكثر هذه المنتجات العشبية على خفض مستوى الكولسترول.
لذلك إذا وصف طبيبك دواءً لخفض مستوى الكولسترول فلا تستبدله بالمستحضرات العشبية من تلقاء نفسك، أما إذا كنت تنتوي تناول هذه المكملات العشبية إلى جانب الدواء، فلا بد من استشارة الطبيب لتلافي التداخلات الدوائية.
الحقيقة: هذه حالات نادرة للغاية، وهي تأثيرات جانبية نادرة للستاتينات، تصيب حالة واحدة من كل 1000 حالة. يصف الطبيب الستاتينات لأن خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية مرتفع لديك ويتجاوز كثيرًا خطر حدوث هذه الآثار الجانبية. الستاتينات -تُعرف أيضًا بمثبطات الريدكتاز HMG-CoA- شائعة الاستخدام في خفض مستوى الكولسترول، وهي تخفض مختلف أنواعه (HDL و LDL والشحوم الثلاثية)، إضافةً إلى تأثيراتها الإيجابية الأخرى مثل خفض الالتهاب.
إقرأ أيضًا: ما هو الكولسترول ( الكولسترول ) ؟
ترجمة أنس حاج حسن – تدقيق علي قاسم – مراجعة اكرم محي الدين