الكوليسترول بين الخرافة والحقيقة – فرط الكولسترول هو عامل خطر مهم في تطور الأمراض القلبية الوعائية، ويُساء فهم هذا الاضطراب إلى حد كبير، ربما لكونه غير عرضي غالبًا. يعتمد علاج حالة فرط كوليسترول الدم على سببها وشدتها.

قد تكون الشائعات التي سمعتها عن فرط الكوليسترول صحيحة أحيانًا، غير أنها خاطئة غالبًا، في هذا المقال سوف نتناول بعض الخرافات الشائعة عن الكوليسترول.

  • الخرافة: كل أنواع الكوليسترول مُضرة.
  • الحقيقة: بعض أنواع الكوليسترول ضرورية لضمان الصحة الجيدة، يحتاج جسدك إلى الكوليسترول للقيام ببعض الوظائف المهمة مثل تصنيع الهرمونات والبناء الخلوي، وينتقل الكولسترول عبر الدم مرتبطًا ببروتينات تسمى البروتينات الشحمية، وهي نوعان:

  • البروتين الشحمي منخفض الكثافة أو الكوليسترول السيئ LDL، وهو يشكل أكثر الكوليسترول الموجود في جسدك، وتزيد المستويات المرتفعة منه خطر حدوث أمراض القلب والسكتات الدماغية.
  • البروتين الشحمي مرتفع الكثافة أو الكوليسترول الجيد HDL، يحمل الكوليسترول إلى الكبد وبعد ذلك يطرحه الكبد خارج الجسم، تخفض المستويات المرتفعة منه خطر إصابتك بالأمراض القلبية والسكتات الدماغية.
  • عندما يوجد في جسمك الكثير من الكوليسترول السيئ LDL فهو يتراكم على جدران أوعيتك الدموية مشكلًا لويحات plaques، ومع استمرار تكون اللويحات تتضيق الأوعية الدموية، ما يعيق تدفق الدم من القلب والأعضاء الأخرى وإليها، ويزيد خطر الإصابة بذبحة صدرية أو نوبة قلبية.

  • الخرافة: تناول الأطعمة الغنية بالكوليسترول لا يسبب ارتفاع مستويات الكوليسترول.
  • الحقيقة: إن الموضوع معقد، فالأطعمة الغنية بالكوليسترول تكون عادةً غنية أيضًا بالدهون المشبعة والتي ترفع مستويات الكوليسترول لديك، ولذلك فمن الأفضل أن تتجنب الأطعمة المحتوية على مستويات مرتفعة من هذه الدهون، مثل اللحوم الحمراء والزبد والجبن، وبدلًا من ذلك تناول الأطعمة الغنية بالألياف (كالشوفان والفاصوليا) والدهون الصحية غير المشبعة (كالأفوكادو وزيت الزيتون والمكسرات).

  • الخرافة: لا يمكنني فعل شيء لتغيير مستويات الكوليسترول لدي.
  • الحقيقة: بإمكانك فعل الكثير لتحسين مستويات الكوليسترول لديك وإبقائها ضمن مستوى صحي، مثلًا:

  • افحص مستوى الكوليسترول لديك كل 4-6 سنوات (إلا إذا أخبرك طبيبك بغير ذلك).
  • اتجه إلى خيارات الطعام الصحية، قلل من الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة واختر الأطعمة الطبيعية الغنية بالألياف والشحوم غير المشبعة.
  • مارس التمارين يوميًّا، يوصي الدليل الإرشادي الأمريكي للنشاط البدني بالحصول على 150-300 دقيقة من التمارين المعتدلة أسبوعيًّا.
  • تجنب التدخين: يؤذي التدخين أوعيتك الدموية ويسرع تصلب الشرايين ويزيد خطر الأمراض القلبية، وفي حال لم تكن مدخنًا فلا تبدأ بالتدخين، وإن كنت مدخنًا سيقلل الإقلاع عن التدخين من خطر الأمراض القلبية لديك.
  • تحدث إلى طبيبك عن طرق السيطرة على مستوى الكولسترول لديك، وفي حال وصف أي أدوية لك فالتزم بأخذها كما وُصفت.
  • اعرف السوابق العائلية الخاصة بك: في حال كان أحد والديك أو أفراد أسرتك الأقربين يُعاني ارتفاع الكوليسترول، فاحرص على الخضوع للفحص في أقرب وقت، فقد تكون مُصابًا بحالة تُعرف بفرط كوليسترول الدم العائلي.
  • ما هو الكولستيرول ( الكولسترول ) ؟

  • الخرافة: أنا لا أحتاج إلى تناول أي أدوية لضبط الكولسترول، بل أستطيع ذلك بالحمية والتمارين.
  • الحقيقة: مع إن العديد من الناس قد يصلون لمستويات جيدة من الكوليسترول باتخاذهم خيارات طعام صحية وممارسة تمارين كافية، لكن قد يحتاج البعض الآخر إلى الستاتينات statins لتخفيض مستويات الكولسترول لديهم، وتشير التوصيات الحديثة إلى أننا قد نحتاج إلى أدوية أخرى إضافةً إلى الستاتينات للسيطرة على مستويات الكولسترول.

    الأشخاص الذين قد يحتاجون للستاتينات أو أدوية خفض مستويات الكوليسترول عمومًا هم:

  • من لديهم فرط كولسترول الدم العائلي أو لديهم مستويات مرتفعة للغاية من الكوليسترول السيئ LDL: فرط كولسترول الدم العائلي هو حالة وراثية يبدأ فيها ارتفاع مستويات الكوليسترول السيئ LDL في عمر مبكر، وفي حال تُرِكت هذه الحالة دون علاج فسوف تستمر مستويات الكولسترول بالارتفاع، ما يزيد خطر حدوث الأمراض القلبية والنوبات القلبية والجلطات الدماغية في عمر مبكر.
  • من لديهم أمراض وعائية دماغية: الأشخاص الذين لديهم حوادث وعائية دماغية قد يكون لديهم بالفعل شرايين متضيقة بسبب التراكم المتزايد للويحات، وقد تساعد الأدوية التي تخفض مستوى الكوليسترول على إنقاص خطر النوبة القلبية أو السكتة الدماغية.
  • المصابون بالداء السكري: يصاحب السكري انخفاض مستويات الكولسترول الجيد وارتفاع مستويات الكولسترول السيئ، ما يزيد خطر حدوث الأمراض القلبية والجلطات الدماغية.
  • الخرافة: ليس عليك أن تخشى الأمراض القلبية ما دام الكولسترول الكلي لديك أقل من 200 مج/دل.
  • الحقيقة: هذه فكرة مغلوطة للغاية، فمع إن الكوليسترول هو أحد أهم العوامل المؤهبة للأمراض القلبية، فهو ليس عامل الخطر الوحيد، إذ إن فرط ضغط الدم ووجود تاريخ عائلي من اللأمراض القلبية والداء السكري هي عوامل خطر إضافية تؤهب لحدوث الأمراض القلبية الوعائية.

    إضافةً إلى ذلك قد يكون الكوليسترول الكلي لديك طبيعيًّا، لكن الكولسترول السيئ (LDL) مرتفع والكوليسترول الجيد (HDL) منخفض، ما يؤهب للإصابة بالأمراض القلبية. أي إن الرقم الكلي قد يكون خادعًا ولا يُعتمد عليه.

  • الخرافة: يصيب فرط الكولسترول كبار السن فقط.
  • الحقيقة: ينتشر فرط كوليسترول الدم بين كبار السن، لكنه يصيب الشباب أيضًا، توصي الجمعية الأمريكية بفحص الكولسترول بدءًا من سن 20، ففي عصر الأطعمة السريعة وألعاب الفيديو شوهدت حالات فرط الكوليسترول حتى لدى الأطفال، وخاصةً إذا كان فرط الكولسترول وراثيًّا في العائلة، حينئذ يتحرى الطبيب مستويات الشحوم لديك حتى قبل سن 20.

  • الخرافة: الأدوية ضرورة لعلاج فرط كوليسترول.
  • الحقيقة: ليس بالضرورة، فاعتمادًا على سوابقك المرضية ومستوى الكوليسترول لديك، قد يُجرِّب طبيبك إجراء تعديلات على نمط حياتك قبل وصف أدوية، ويتضمن ذلك الإقلاع عن التدخين والحمية منخفضة الشحوم وممارسة التمارين باعتدال، وفي بعض الحالات سيخفض ذلك مستويات الكولسترول لديك فعلًا، أما إذا لم تتحقق النتيجة المرجوة تكون الأدوية هي الخيار الأنسب.

  • الخرافة: ما دمت لا تشعر بالمرض فأنت على ما يرام!
  • الحقيقة: ليس بالضرورة. إن الأمراض القلبية هي أمراض مهددة للحياة، خاصةً إذا كنت لا تزور طبيبك دوريًّا، وفي الحقيقة لا يدرك أكثر الناس إصابتهم بمرض قلبي حتى يصابون بأول نوبة قلبية أو سكتة، وقد يكتشفون مرضهم صدفةً في زيارة اطمئنانية روتينية، لذلك من المهم جدًّا أن تزور طبيبك بانتظام للتأكد من سلامة قلبك.

    عادةً، لا يُظهر ارتفاع الكولسترول أي علامات أو أعراض، وقد لا تدري امتلاكك مستويات زائدة من الكولسترول إلا متأخرًا جدًّا، ربما بعد إصابتك بأول نوبة قلبية أو سكتة دماغية، لذلك يجب فحص مستويات الكولسترول كل 4-6 سنوات.

    في بعض الأحيان تتطور لدى بعض الناس زوائد صفراء على جلدهم تدعى بالصفرومات xanthomas وهي ترسبات من الكولسترول، وتشير إلى وجود مستويات مرتفعة من الكولسترول.

  • الخرافة: الفحوصات المنزلية والمسح الصحي للكوليسترول هي اختبارات موثوقة.
  • الحقيقة: يعتمد ذلك على نوع الاختبار المستخدم وعلى الاستخدام الصحيح له، مثلًا تعطي بعض الفحوصات المسحية مستويات الكوليسترول الكلي لديك، لكنها لا تحدد أنواع الكوليسترول بالتفصيل وهي LDL و HDL والشحوم الثلاثية، فقد يكون الكوليسترول الكلي طبيعيًّا لكن الكوليسترول السيئ LDL مرتفع، وعلى العكس قد تكون لديك مستويات مرتفعة من الكوليسترول الكلي، لكن يرجع هذا لارتفاع نسبة الكولسترول الجيد HDL ما يمثل عاملًا وقائيًّا ضد الأمراض القلبية.

    إضافةً إلى ذلك يتطلب قياس مستوى الكوليسترول لديك بالمسح الصحي أو بفحوصات الكوليسترول المنزلية عدم تناول أي طعام ضمن فترة ثماني ساعات قبل الفحص، وإلا سيظهر الفحص ارتفاع الشحوم لديك وخاصةً الشحوم الثلاثية وهو ارتفاع غير حقيقي.

    في حال أظهر فحصك مستويات مرتفعة أو كان لديك تغير ملحوظ في الأرقام، استشر الطبيب الذي سيوصي غالبًا بإجراء فحص الكوليسترول في مختبر مرجعي موثوق للتأكد من صحة النتائج.

  • الخرافة: المنتجات الطبيعية هي بدائل جيدة لأدوية الكوليسترول.
  • الحقيقة: خطأ. أظهرت بعض الأعشاب والفيتامينات والمنتجات الطبيعية الأخرى فعالية في خفض مستوى الشحوم، ومع ذلك فتأثيرها محدود غالبًا، أيضًا لم تتأكد بعد قدرة أكثر هذه المنتجات العشبية على خفض مستوى الكولسترول.

    لذلك إذا وصف طبيبك دواءً لخفض مستوى الكولسترول فلا تستبدله بالمستحضرات العشبية من تلقاء نفسك، أما إذا كنت تنتوي تناول هذه المكملات العشبية إلى جانب الدواء، فلا بد من استشارة الطبيب لتلافي التداخلات الدوائية.

  • الخرافة: تسبب الستاتينات انحلال العضلات وإيذاء الكبد.
  • الحقيقة: هذه حالات نادرة للغاية، وهي تأثيرات جانبية نادرة للستاتينات، تصيب حالة واحدة من كل 1000 حالة. يصف الطبيب الستاتينات لأن خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية مرتفع لديك ويتجاوز كثيرًا خطر حدوث هذه الآثار الجانبية. الستاتينات -تُعرف أيضًا بمثبطات الريدكتاز HMG-CoA- شائعة الاستخدام في خفض مستوى الكولسترول، وهي تخفض مختلف أنواعه (HDL و LDL والشحوم الثلاثية)، إضافةً إلى تأثيراتها الإيجابية الأخرى مثل خفض الالتهاب.

    إقرأ أيضًا: ما هو الكولسترول ( الكولسترول ) ؟

    ترجمة أنس حاج حسن – تدقيق علي قاسم – مراجعة اكرم محي الدين

    المصدر1المصدر2