توفيت امرأة بعد اشتعالها عن غير قصد على طاولة العمليات في إحدى مستشفيات رومانيا. وأفادت وكالة الأنباء الرومانية MEDIAFAX أن المرأة البالغة من العمر 66 سنة والتي كان لديها سرطان بنكرياس احترقت حتى الموت في أثناء إجراء جراحة لها في مستشفى فلوريسكا في العاصمة الرومانية بوخاريست يوم الأحد 22 ديسمبر عام 2019.

استخدم الطاقم الطبي في غرفة العمليات مطهرات ذات أساس كحولي قبل العملية التي تخللها استخدام مشرط كهربائي، وبطريقة ما تعطلت الآلة الكهربائية وأشعلت المطهر سريع الاشتعال الذي كان يغطي جسم المريضة، فاحترقت.

نتيجة هذه الحادثة عانت المريضة حروقًا شملت نسبة 40٪ من مساحة سطح جسمها، وتوفيت في الأيام التالية للحادثة.

وقد كتب السياسي الروماني إيمانويل يونغوريانو منشورًا على الفيسبوك قال فيه: «احترقت المريضة كالشعلة عدة ثوان، ثم ألقت إحدى الممرضات وعاءً من الماء على طاولة العمليات».

وفاة مريضة سرطان بعد احتراقها حية على طاولة عمليات الجراحة - توفيت امرأة بعد اشتعالها عن غير قصد على طاولة العمليات في إحدى مستشفيات رومانيا

وصف السياسي الروماني في منشوره، ووصف أحد العمال في المستشفى الحادثة بالصورة التالية: «لقد كنت عائدًا إلى طابق العمليات فشعرت حينها برائحة دخان قوية، تفقدت مصدرها ولاحظت أن النار قادمة من الغرفة رقم 1، وعندما دخلت الغرفة كانت هناك كمية كبيرة من الماء على الأرض وكان الجميع خائفين».

يشير الآن كل من السلطات والمستشفى إلى بعضهم بأصابع الاتهام، مع عدد كبير من الاعتبارات المتضاربة حول كيفية وقوع هذا الحادث الدرامي.

ادعى بعض الأطباء المشاركين في الجراحة أن المريضة كانت حساسة للمطهر اليودي، ما يعني أنهم احتاجوا إلى استخدام المطهرات ذات الأساس الكحولي باعتباره بديلًا لها، ومع ذلك فقد صرح يونغوريانو إلى وكالة MEDIAFAX بأن هنالك شكوكًا حول هذا التفسير، وذلك لأن الأطباء لم يجروا أي فحوصات لتحري حساسية المريضة للمطهر اليودي!

وصرح وزير الصحة الروماني قائلًا: «كانت المشكلة في استخدام المشرط الكهربائي الممنوع استخدامه عند التطهير بالمطهرات ذات الأساس الكحولي».

توجد أيضًا اعتبارات عديدة حول من كان في الغرفة عند وقوع الحادثة، ادعى أحد كبار أطباء المشفى أن باستطاعته إثبات عدم وجوده في المستشفى إبان وقوع الحادثة، ومع ذلك، يدعي السياسي يونغوريانو أن لديه أدلة تظهر العكس، وقد رفع شكوى جنائية ضد الجراح المتهَم، وبدأت وزارة الصحة الرومانية التحقيق على أمل الإجابة عن هذه الأسئلة المعلقة.

بصرف النظر عن هوية المُلام، فإن هذه الحادثة تسلط الضوء على نظام الرعاية الصحية الروماني المهدَم الذي يعاني نقص التمويل ونقص الكادر والفساد.

تُصنَّف الرعاية الصحية في رومانيا على أنها الأسوأ في أوروبا، وكانت قد اهتزت بعدد من الفضائح الصحية التي حدثت في السنوات السابقة، على سبيل المثال: بعد الحريق الجماعي في النادي الليلي عام ٢٠١٥ توفي العشرات من الضحايا في المستشفى، العديد منهم نتيجة عدوى التقطوها في أثناء وجودهم في المستشفى.

اقرأ أيضًا:

الحروق: درجاتها، كيفية علاجها، الوقاية منها ومخاطرها المختلفة

المطهرات في المستشفيات وخطر الانسداد الرئوي المزمن، اسألوا الممرضات!

ترجمة: أنس حاج حسن

تدقيق: نغم رابي

مراجعة: صالح عثمان

المصدر