ينمو الأطفال الصغار ويتطورون بسرعة، وهم أكثر عرضةً للآثار الجانبية للطعام أو بعض مكوناته، بسبب نمو أدمغتهم وأجسامهم باستمرار، بالإضافة إلى التغيرات التي تطرأ عليهم في مرحلة الطفولة. في ما يلي قائمة بأكثر مشكلات السلامة الغذائية شيوعًا، والخطوات التي يمكن اتباعها لتفادي هذه المشاكل أو الحد من مخاطرها.
1-الزئبق
يوجد معدن الزئبق في البيئة بسبب النفايات الزراعية والصناعية، وتمتصه الأسماك، ما يؤدي إلى وصوله إلى أجسامنا عند تناولها. تؤثر الكميات الكبيرة منه على الدماغ والأعصاب، والأطفال الصغار أكثر عرضةً للتأثر بالزئبق من البالغين، لأن أجسامهم وأدمغتهم ما زالت في طور النمو.
تُعد الأسماك من الأغذية الصحية، لذلك توصي وزارة الصحة الكندية بتناولها مرتين أسبوعيًا على الأقل. يحتوي السمك على العديد من العناصر الغذائية، مثل البروتين اللازم لنمو العضلات، ودهون أوميغا 3 المهمة لنمو الدماغ والعينين.
بالتقليل من تناول الأسماك المحتوية على نسب عالية من الزئبق، يمكننا أن نمد أطفالنا بفوائد الأسماك دون تعريضهم لمخاطر تراكمه، وتشمل الأسماك المحتوية على كميات كبيرة من الزئبق:
- التونة الطازجة والمجمدة.
- سمك القرش.
- سمك أبو سيف.
- سمك مارلين.
- السمك البرتقالي الخشن orange roughy.
- سمك الإيسكولار escolar.
وصف الصورة: سمك التونة، من الأسماك المحتوية على الزئبق
الكميات المسموح بوجودها من الزئبق في غذاء الأطفال (حسب الدليل الكندي للغذاء Canada’s Food Guide)، هي التالي:
- 1 – 4 سنوات: 75 غرام/شهر.
- 5 – 11 سنة: 125 غرام/شهر.
وتجدر الإشارة إلى احتواء لحم التونة المعلب الأبيض Canned albacore (white) على الزئبق بكميات أكبر من مثيلاتها في لحم التونا الخفيف المعلب canned light tuna.
وصف الصورة: HealthLinkBC هي خدمة توفر المعلومات الصحية عبر الإنترنت أو تطبيقات الهاتف، تابعة لوزارة الصحة الكندية
2-بدائل السكر(المحليات المصنعة)
تُضاف بدائل السكر إلى الأطعمة والمشروبات لتحسين المذاق دون زيادة السعرات الحرارية، وتوجد في الكثير من المنتجات، مثل اللبن والبودنغ والكعك وحبوب الإفطار، والعصائر والحلويات والعلكة، والحليب المُنكَّه والمشروبات الغازية وغيرها.
تحل الأطعمة والمشروبات المحتوية على بدائل السكر في بعض الأحيان محل الخيارات الأفضل صحيًا، ولا يوصى بأن يتناولها الأطفال دون السنتين من العمر. تُعد بدائل السكر التالية آمنةً للأطفال فوق السنتين من العمر إذا أُعطيت بكميات محدودة:
- أسيسلفام البوتاسيوم.
- الأسبارتام.
- النيوتام.
- السكرلوز.
- كحولات السكر (سوربيتول، مالتيتول، مانيتول، زيليتول، إريثريتول).
- غليكوزيدات الستيفيول.
- ثاوماتين.
وصف الصورة: توجد بدائل السكر في منتجات متعددة بأسماء مختلفة، وتوجد أيضًا في العديد من المنتجات الأخرى مثل الحلويات والمشروبات الغازية. تأكد دائمًا من مكونات الأطعمة التي يتناولها طفلك
في حال كان طفلك معتادًا على تناول الأطعمة والمشروبات المحتوية على بدائل السكر، يجب استشارة اختصاصي السلامة الغذائية أو الرعاية الصحية للتأكد من أن هذه الكمية آمنة له، إذ تؤدي بعض بدائل السكر إلى آثار جانبية مثل الإسهال والغازات والانتفاخ.
يعتبر السكارين والسيكلامات من أكثر بدائل السكر استخدامًا، وهي ليست آمنةً للأطفال عمومًا، لذلك عليك قراءة معلومات الأمان لهذه المواد في النشرة المرفقة، أو استشارة الصيدلي حول خطورة استخدامها لطفلك.
3-الكافيين
الكافيين مادة منبهة تزيد معدل ضربات القلب واليقظة، ما يعرض الأطفال لصعوبات النوم والتركيز (الانتباه)، ويمكن أن يسبب صداعًا أو ألمًا بالمعدة.
يوجد الكافيين في العديد من أنواع المشروبات الغازية والقهوة والشاي والشوكولا، والأطعمة المصنوعة من الشوكولا، ومشروبات الطاقة.
لذلك حددت وزارة الصحة الكندية النسب الآمنة منه للأطفال، وهي المذكورة تاليًا (على أساس الجرعة المسموح بها يوميًا):
- 4 – 6 سنوات: 45 ملغ.
- 7 – 9 سنوات: 5.62 ملغ.
- 10 – 12 سنة:85 ملغ.
- 13 سنة فأكثر: 2.5 ملغ/كغ من وزن الجسم.
مثال: الحد المسموح به من الكافيين لمراهق وزنه 50 كغ هو 125 ملغ يوميًا.
(50 كغ × 2.5 ملغ= 125 ملغ يوميًا).
4-مشروبات الطاقة
تُسوَّق مشروبات الطاقة باعتبارها مشروبات تزيد الطاقة واليقظة، وتوجد في المتاجر إلى جانب المشروبات الأخرى، وقد يصعب التمييز بينها وبين المشروبات الغازية أو الرياضية.
تحتوي مشروبات الطاقة عادةً على الكافيين بكمية أكبر من الموصى بها للأطفال حتى سن 18عامًا، وعلى كميات كبيرة من السكر أو المحليات الصناعية، وتحتوي أيضًا على مكونات أخرى مثل فيتامينات (ب)، والأحماض الأمينية مثل التاورين taurine، والمنشطات العشبية مثل الغوارانا guarana.
حسب توصيات وزارة الصحة الكندية، يجب على الأطفال تجنب هذه المشروبات التي تضر السلامة الغذائية.
5-الصوديوم (ملح الطعام)
يُستخدم ملح الصوديوم لتحسين مذاق الطعام، ويُستخدم أيضًا مادةً حافظة، وغالبًا ما يتناوله الأطفال بكميات كبيرة، ما يؤدي إلى ازدياد خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب بعد البلوغ، ولتقليل كمية الصوديوم في طعام طفلك، يمكنك اتباع ما يلي:
- استخدم الأطعمة الطازجة، وتجنب إضافة الملح.
- اختر الأطعمة المعلبة قليلة الصوديوم. طالع جدول التغذية في النشرة الملصقة على العبوة، وقارن بين المنتجات، واختر الأنواع المحتوية على أقل كمية من الصوديوم.
- قلل من إضافة الملح في أثناء الطهي، وعلى مائدة الطعام.
6-فيتامين (أ) Vitamin A:
يعزز فيتامين (أ) الإبصار والجهاز المناعي، وهو ضروري لصحة الجلد والعظام، لكن تسبب زيادته آلامًا في العضلات والعظام، واضطرابات في البشرة والكبد.
يحتوي العديد من المكملات الغذائية (مثل الفيتامينات المتعددة) على نسب من هذا الفيتامين، لذا احرص على قراءة المعلومات الغذائية للمنتج، واختر المكمل المحتوي على النسب الأقل من هذا الفيتامين، ما لم يوصِ الطبيب بخلاف ذلك.
الجرعة اليومية من فيتامين (أ) الموصى بها للأطفال:
- 1 – 3 سنوات: 300 وحدة مكافئة من الريتينول Retinol Equivalents (RE).
- 4 – 6 سنوات: 400 وحدة.
- 9 – 13 سنة: 600 وحدة.
- 14 – 18 سنة (ذكور): 900 وحدة.
- 14 – 18 سنة (إناث): 700 وحدة.
7-بذور الكتان وزيت الكتان Flax Seed and Flax Oil
تحتوي بذور الكتان على مركبات طبيعية تسمى مركبات الليغنان lignans، التي تؤثر الكميات الكبيرة منها على الهرمونات، ومع ذلك، فهي آمنة إذا تناولها الأطفال بالنسب الطبيعية الشائع وجودها في الأطعمة.
أما الزيت فلا يحتوي الليغنان، لذلك فهو آمن للأطفال عند تناوله بالنسب الطبيعية الموجودة في الغذاء.
8-مخاطر الاختناق
يتعرض الأطفال الصغار الذين تقل أعمارهم عن 4 سنوات لخطر الاختناق، لأنهم ما زالوا في مرحلة تعلم كيفية مضغ الطعام وابتلاعه.
من الأطعمة التي يمكن أن تسبب خطر الاختناق:
- الخضار النيئة.
- المكسرات والبذور.
- السجق الكامل (النقانق).
- الحلوى القاسية، وحبوب السعال cough drops، والعلكة.
- الزبيب والفواكه المجففة.
- العنب الكامل.
- السمك المحتوي على الحسك.
- الفوشار.
- زبدة البندق أو الجوز المدهونة على الخبز أو بالمعلقة بكميات كبيرة.
عند إعطاء الطعام صلب القوام لطفلك، احرصي على الآتي:
- قطّعي الأشياء المستديرة مثل الزبيب والنقانق إلى أرباع.
- ادهني الخبز أو البسكويت بطبقة رقيقة من زبدة البندق أو الجوز.
- ابشري الخضار النيئة جيدًا.
- راقبي طفلك دائمًا عند تناوله الطعام.
- تأكدي أن طفلك لا يضع الكثير من الطعام في فمه في نفس الوقت.
- تعلمي الإسعافات الأولية اللازمة حال تعرض طفلك للاختناق.
اقرأ أيضًا:
التسمم الغذائي: الأسباب والأعراض والعلاج
هل يمكن ل الفيتامينات و المكملات المعدنية ان تجعلك بصحة افضل ؟
ترجمة: يمام نضال دالي
تدقيق: أكرم محيي الدين
مراجعة: اسماعيل اليازجي
