سرطان المهبل – وفقًا للمعهد الوطني للسرطان NCI، يُعَد سرطان المهبل Vaginal cancer نوعًا نادرًا من السرطان، يبدأ في المهبل، وتبلغ نسبته 1% من إصابات الجهاز التناسلي الأنثوي بالسرطان.

يوجد عدة أنواع من سرطان المهبل:

  • سرطان الخلايا الحرشفية Squamous cell: ينشأ هذا النوع من البطانة الداخلية للمهبل، وينمو ببطء. يمثل تقريبًا 75% من سرطانات المهبل وفقًا لجامعة تكساس.
  • سرطان الخلايا الغُدِّيَةAdenocarcinoma : ينشأ هذا النوع من خلايا الغدد المهبلية. هو الأكثر شيوعًا عند النساء فوق 50 عامًا، وثاني أكثر أنواع سرطان المهبل شيوعًا.
  • سرطان الخلايا الصبغيةMelanoma : يماثل هذا النوع نظيره من سرطان الخلايا الصبغية الجلدية، وهي الخلايا المسئولة عن لون الجلد.
  • سرطان الخلايا اللحميةSarcoma : يمثل نسبة 4% من إجمالي حالات سرطان المهبل، وينشأ من جدار المهبل.

ترتفع نسب نجاح علاج سرطان المهبل في المراحل الأولى من المرض.

أعراض سرطان المهبل

‏أكثر ‏الأعراض شيوعًا هو نزيف مهبلي غير طبيعي: ‏وهذا يشمل النزيف في سن انقطاع الطمث، أو نزيف يحدث أثناء أو بعد الجماع، أو النزيف الذي يحدث بين دورتين شهريتين.

‏بعض الأعراض الأخرى قد تشمل:

  • إفرازات مائية من المهبل.
  • ألم عند التبول.
  • ألم بمنطقة الحوض، خاصةً عند الجماع.
  • ناسور fistulas (قناة موصلة بين المهبل والمستقيم)، في المراحل المتأخرة من السرطان.
  • في بعض الحالات قد لا تظهر أي أعراض، وقد يُكتشَف السرطان في أثناء الفحص الدوري لمنطقة الحوض.

الأسباب والعوامل التي تزيد خطر الإصابة بسرطان المهبل
سرطان المهبل

تشمل أسباب سرطان المهبل:

  • الإصابة بفيروس Human papilloma virus (HPV): وهو من الأمراض المنتقلة بالاتصال الجنسي، ويُعَد أكثر أسباب سرطان المهبل شيوعًا.
  • الإصابة بسرطان عنق الرحم سابقًا: يسبب فيروسHPV سرطان عنق الرحم أيضًا.
  • تعرض الأنثى في المرحلة الجنينية لعقار(DES) diethylstilbestrol: استُخدِم هذا العقار لتثبيت الحمل عند بعض السيدات اللائي واجهن خطر الإجهاض، أوقف الأطباء استخدامه في السبعينيات، وأصبح سرطان المهبل الناتج عن التعرض له نادرًا.

العوامل التي تزيد خطر الإصابة بسرطان المهبل:

  • عملية استئصال الرحم نتيجة وجود ورم، سواء كان الورم حميدًا أم سرطانيًّا.
  • التدخين.
  • التقدم في العمر (فوق 60 عامًا).
  • الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة HIV.
  • التعرض لفيروسHPV بالممارسة الجنسية في سن مبكرة.

تشخيص سرطان المهبل

يأخذ الطبيب أولًا التاريخ المرضي، للتعرف على الأعراض والعوامل التي قد تزيد خطر الإصابة لدى المريضة، ثم يفحص منطقة الحوض لبحث المُسببات المحتملة لهذه الأعراض. سيأخذ الطبيب أيضًا مسحة من منطقة المهبل وعنق الرحم pap smear تُفحَص مجهريًّا بحثًا عن خلايا غير طبيعية.

في حالة وجود خلايا غير طبيعية، يجري الطبيب منظارًا لمنطقة المهبل وعنق الرحم colposcopy. يتضمن هذا الإجراء فحصًا بمنظار ذي قدرة تكبيريه لجدران المهبل وعنق الرحم لتحديد مكان الخلايا غير الطبيعية.

يُشبه هذا الإجراء فحصًا روتينيًّا للحوض، تكون المريضة في وضع استلقاء، ويستخدم الطبيب منظارًا، وعند تحديد مكان الخلايا غير الطبيعية سيأخذ عينة (خزعة biopsy) لفحصها.

إذا كانت هذه الخلايا سرطانية، سيطلب الطبيب أشعةً مقطعيةCT Scan ، أو أشعة رنين مغناطيسيMRI ، أو أشعة مسح ذري PET Scan لتحديد مدى انتشار السرطان بالجسم.

مراحل سرطان المهبل:

ورم في الخلايا الطلائية Vaginal Intraepithelial Neoplasia (VAIN): وهو خلايا غير طبيعية توجد في بطانة المهبل، لا تزيد في الحجم ولا تنتشر إلى الأنسجة المجاورة، لا يُعَد هذا النوع سرطانًا لكنه قد يتحول إلى سرطان لاحقًا.

  • المرحلة الأولى: السرطان في جدار المهبل.
  • المرحلة الثانية: السرطان انتشر إلى الأنسجة المجاورة للمهبل، لكن لم يصل بعد إلى جدار الحوض.
  • المرحلة الثالثة: السرطان انتشر إلى الحوض وجدار الحوض. قد ينتشر أيضًا إلى الغدد الليمفاوية المجاورة.
  • المرحلة الرابعة: وتنقسم إلى مرحلتين:

المرحلة الرابعة (أ): انتشر السرطان إلى المثانة، أو المستقيم، أو كليهما.
المرحلة الرابعة (ب): انتشر السرطان إلى أعضاء أخرى من الجسم، كالرئتين، أو الكبد، أو غدد ليمفاوية بعيدة.

علاج سرطان المهبل

إذا كان السرطان في المرحلة الأولى وفي الثلث الأعلى من المهبل، فإن خطة العلاج تشمل تدخلًا جراحيًّا لاستئصال الورم، إضافةً إلى جزء صغير من الأنسجة السليمة المجاورة. يُتبع هذا الإجراء عادةً بعلاج إشعاعي.

العلاج الإشعاعي Radiotherapyهو التدخل الأكثر شيوعًا في كل مراحل سرطان المهبل. بعض الحالات قد تستوجب علاجًا كيماويًّا لتعزيز العلاج الإشعاعي. لكن لا يوجد دليل قوي على فعالية العلاج الكيماوي لسرطان المهبل.

في حال تلقت المريضة سابقًا علاجًا إشعاعيًّا لمنطقة المهبل، يوصي الطبيب غالبًا بالتدخل الجراحي فقط، إذ لا يمكن تجاوز الحد الأقصى المسموح به من العلاج الإشعاعي.

حسب حجم الورم ومكانه وحدود تداخله مع الأنسجة السليمة قد يُستأصل الآتي:

  • الورم فقط مع جزء صغير من الأنسجة السليمة المحيطة به.
  • جزء من المهبل.
  • معظم الجهاز التناسلي والأعضاء الأخرى بمنطقة الحوض.

يُعَد السرطان في المرحلة الرابعة (ب) غير قابل للشفاء غالبًا، لكن يمكن علاج الأعراض المصاحبة. العلاج المتبع في هذه المرحلة هو العلاج الإشعاعي أو الكيماوي. من الممكن أيضًا إشراك المريضة في بحث إكلينيكي للاستفادة من الأدوية الجديدة في طور التجربة.

إحصاءات (توقعات) مرضى سرطان المهبل

تقدر الجمعية الأمريكية للسرطان معدل البقاء على قيد الحياة 5 سنوات مع الإصابة بسرطان المهبل بنسبة 47%، تختلف هذه المعدلات حسب مرحلة السرطان. يبلغ معدل البقاء على قيد الحياة 5 سنوات في المرحلة الأولى من سرطان المهبل 75%، أما في المرحلة الرابعة فتنخفض هذه المعدلات إلى 15-50%.

تعتمد هذه المعدلات أيضًا على مدى انتشار السرطان ومكانه.

تتأثر هذه المعدلات بعوامل مختلفة، مثلًا السيدات بعمر فوق 60 عامًا تنخفض لديهن معدلات النجاة، وتقل هذه المعدلات في حالة وجود أعراض للسرطان عند التشخيص، وتتأثر بموقع السرطان في المهبل، إذ تقلل الإصابة في الثلث السفلي أو الأوسط من المهبل معدلات النجاة.

الوقاية من سرطان المهبل

بعض الخطوات قد لا تمنع نهائيًّا الإصابة بسرطان المهبل، لكن قد تقلل خطر الإصابة:

  • الوقاية من الإصابة بفيروسHPV : باستخدام الواقي الذكري في أثناء الممارسة الجنسية.
  • الإقلاع عن التدخين: إذ يزيد التدخين خطر الإصابة بسرطان المهبل وسرطانات أخرى.
  • الاعتدال في شرب الكحول: لوجود أدلة على ارتباط الإفراط في شرب الكحول بزيادة خطر الإصابة بسرطان المهبل.
  • الفحص الدوري لمنطقة الحوض وإجراء مسحة المهبل وعنق الرحم pap smear لدى الطبيب: يساعد هذا الفحص في الاكتشاف المبكر للأورام قبل أن تتحول إلى سرطان، ويساعد في اكتشاف السرطان في مراحله الأولى قبل أن ينتشر أو يؤدي إلى أعراض خطيرة.

إقرأ أيضًا: سرطان الخلايا الحرشفية الجلدي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

المصدر

ترجمة أحمد عياد – تدقيق بدر الفراك – مراجعة أكرم محي الدين