أصبح جنود السايبورغ الخارقون، المدعمون بتطورات الهندسة البيولوجية ومجالات البحث الأخرى، أمرًا على وشك التحقق. لكن قسم الدفاع في الجيش الأمريكي ليس مستعدًّا لما يعنيه ذلك على مستوى المقاتلين والجيش ككل، والمدنيين أيضًا.

يقول بيتر إمانويل Peter Emanuel الباحث العسكري والمؤلف الرئيس للدراسة: «سنضطر في غضون ثلاثين عامًا فقط إلى التعامل مع معضلات قانونية وأخلاقية لسنا مستعدين لها بعد».

لقد حقق المجتمع الطبي في السنوات القليلة الماضية تطورات كبيرة في مجالي زراعة الأعضاء والأطراف الصناعية، بفضل الإمكانيات الجديدة التي وفرتها التكنولوجيا.

ولذلك يسعى الجيش الأمريكي إلى الحصول في العقود القليلة القادمة على مقاتل مزود بتعزيزات بصرية وسمعية وعضلية، وربما عصبية أيضًا، مثل تركيبات الشبكية والزراعات العصبية، وهو ما يحقق مزج الآلة والبشر معًا بصورة غير مسبوقة.

بالطبع يوجد الكثير من الصعوبات التي تفصلنا عن إعادة تصميم الكائن البشري جذريًّا، لكن الأخطر هو المخاوف القانونية والأخلاقية البالغة، فبعد ما حققناه من تطورات رائعة، سنقع في حيرة الاختيار بين ما نستطيع فعله وبين ما يجب علينا فعله.

يقول إمانويل: «عندما نتحدث عن شخص فقد بصره أو أحد أطرافه في حادث، تصبح زراعة عضو أو طرف صناعي تعويضي أمرًا منطقيًّا، ولا يرى الناس مشكلةً أخلاقيةً في ذلك. أما عند الحديث عن إضافة تعزيزات إلى جسم الإنسان لإكسابه قوى خارقة، يثير الأمر الكثير من التساؤلات».

من الطبيعي أن تتزايد المخاوف حين نناقش استبدال عضو آلي بآخر طبيعي لمجرد تعزيز قدرات الأشخاص. إضافةً إلى تساؤلات حول طبيعة هؤلاء المقاتلين، والغرض من وجودهم، وأدوارهم داخل الجيش، مثلًا:

  •  سيكون لدينا نوعان من الجنود، الطبيعيون، والمعززون بالهندسة البيولوجية. فما آثار ذلك؟
  •  كيف سيؤثر ذلك على معنويات الجنود العاديين؟
  •  هل سيصبح الجنود المعززون بيولوجيًّا من العناصر المرغوبة للجيوش؟
  •  كيف سيؤثر ذلك على حياة الجندي المعزز مهنيًّا؟ فقد ترى الإدارة العسكرية إن الجندي المعزز أكثر أهميةً من أن يُرقى أو أن يُنقَل إلى داخل البلاد، بينما يرغب هو في العودة.
  •  كيف سيكون الحال عندما يترك الجندي المعزز الخدمة ويعود إلى الحياة المدنية؟ وغير ذلك من الاسئلة.

ماذا لو ذهب هذا الجندي إلى أحد فنادق لاس فيجاس واستخدم قدراته العقلية المعززة في المقامرة؟ وماذا لو رجع إلى الحياة المدنية وأصبح موصومًا من المجتمع؟

يسعى الجيش الأمريكي إلى تجنيد السايبورغ.. والخبراء يحذرون - تطورات الهندسة البيولوجية - خلق المزيد من الفرص المتاحة للبشرية

ماذا لو أراد هذا الجندي السفر، هل يُنظر إليه باعتباره من أصول الجيش الأمريكي؟ ماذا لو سافر إلى روسيا مثلًا أو غيرها من البلاد المنافسة، سيكون حينها معرضًا لخطر رغبة الجهات المعادية في الحصول على هذه التعزيزات في جسده.

إضافةً إلى مشكلة عدم وجود تعريف واضح لمعنى أن يكون المرء بشريًّا، وهو ما يمثل تحديًّا عندما نناقش إعادة تصميم البشر باستخدام التطور العلمي والتكنولوجي.

لا توجد معايير عالمية متفق عليها. إن ما نراه اليوم هو التقاء الكثير من الجوانب التكنولوجية، التقاء الهندسة الحيوية والذكاء الإصطناعي وتقنية النانو.

نحن الآن في مرحلة مثيرة حقًّا من تاريخنا البشري، مرحلة نرى فيها التقاء كل هذه الجوانب التكنولوجية القوية لخلق المزيد من الفرص المتاحة للبشرية، لكن المشكلة هي إن حكوماتنا وأنظمتنا القانونية ومعاييرنا المجتمعية لا تستطيع مجاراة هذا التطور التكنولوجي.

ما هو القانوني؟ ما هو الأخلاقي؟ ما الذي أقبله أو لا أقبله؟ عندما يحين الوقت الذي نجيب فيه عن هذه الأسئلة، ستنتقل التكنولوجيا فعليًّا إلى المرحلة التالية.

اقرأ أيضًا:

يتطلع الجيش الأمريكي إلى القيمة الاستراتيجية للفضاء الأرضي-قمري

مخيف! الجيش الأمريكي يطوّر ميكرفون عالي السرية يوضع في الأسنان

ترجمة: مصطفى عبد المنعم

تدقيق: محمد نجيب العباسي

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر