هل تريد رؤية الشمس من منظور جديد تمامًا؟ يمكنك ذلك الآن بالإطلاع على مجموعة من البيانات العلمية التي أصبحت متاحةً حديثًا، وهي البيانات التي جمعها مسبار ناسا الشمسي باركر NASA’s Parker Solar Probe في أثناء أول جولتين اقترب فيهما من الشمس. اقتربت المركبة الفضائية في هذه الجولات من الشمس أكثر مما اقتربت أي مركبة أخرى، وأتاحت فرصةً مذهلةً للعلماء لاستكشاف شمسنا أكثر.

تصور فني لمسبار ناسا الشمسي باركر يجمع البيانات من الشمس

تصور فني لمسبار ناسا الشمسي باركر يجمع البيانات من الشمس

كانت الجولة الأولى في الفترة من 31 تشرين الأول (أكتوبر) إلى 12 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2018، والثانية من 30 آذار (مارس) حتى 19 نيسان (أبريل) عام 2019.

صرح نور روافي Nour E. Raouafi، عالم مشروع مسبار باركر الشمسي في مختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة جونز هوبكنز: «يتخطى مسبار باركر الشمسي حدودًا جديدة لاستكشاف الفضاء، معطيًا المزيد من المعلومات الجديدة عن الشمس، سيسمح إتاحة هذه المعلومات للجمهور بمساهمتهم ليس فقط في إنجاح المهمة الحالية برفقة المجتمع العلمي، بل في المزيد من الاكتشافات الجديدة مستقبلًا».

أُطلِق مسبار باركر الشمسي في شهر آب (أغسطس) عام 2018، في مهمة مدتها سبع سنوات، بهدف استكشاف التيار الثابت من البلازما المشحونة الخارجة من الشمس، المُسماة بالرياح الشمسية، والغلاف الجوي للشمس المُسمى بالهالة corona، تتطلب دراسة هذه الظواهر الاقتراب من الشمس للغاية، إذ تجمع المركبة الفضائية البيانات أساسًا على بعد نحو 37 مليون كيلومتر من الشمس.

يُجرى على متن المركبة أربعة أنواع من التجارب العلمية:

  •  تجارب حقلية Fields Experiment: لدراسة الحقلين الكهربي والمغناطيسي.
  •  الاستقصاء العلمي الشامل Integrated Science Investigation للشمس: لقياس الجسيمات المشحونة بطاقة كبيرة، الموجودة في الرياح الشمسية وهالة الشمس.
  •  التصوير واسع النطاق Wide-Field Imager: إذ يلتقط للمسبار الشمسي صورًا للرياح الشمسية ولتشكلات أخرى.
  •  استقصاء الإلكترونات ألفا والبروتونات في الرياح الشمسية (SWEAP): لقياس الأنواع المختلفة من الجسيمات في الرياح الشمسية.
صورة من البيانات المجمعة من طريق أحد أجهزة مسبار باركر الشمسي، وهو المصور واسع النطاق للمسبار، في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2018، في أثناء الجولة الشمسية الأولى للمسبار

صورة من البيانات المجمعة من طريق أحد أجهزة مسبار باركر الشمسي، وهو المصور واسع النطاق للمسبار، في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2018، في أثناء الجولة الشمسية الأولى للمسبار

الآن أصبح بوسعك الاطلاع على هذه البيانات. بحلول الجولة الثانية، أصبح مهندسو المهمة قادرين على زيادة كمية البيانات المُرسَلة إلى الأرض، وذلك بفضل معدلات إرجاع البيانات التي فاقت المتوقَّع. لا يوجد مصدر موحد للبيانات، ولكن ناسا قدمت قائمة من المواقع الإلكترونية لاستطلاعها.

وفقًا لبيان ناسا، يُتوقع أن تُنشر أولى النتائج العلمية القيّمة لهذه المهمة في وقت لاحق من هذا العام.

أتم مسبار باركر الشمسي أيضًا جولته الثالثة حول الشمس، وسيكون الاقتراب القادم للمركبة الفضائية من الشمس في 29 كانون الثاني (يناير) عام 2020.

اقرأ أيضًا:

سيُلامس الشمس دون أن يحترق.. كيف سينجو مسبار باركر الشمسيّ؟

ما هو الغلاف الشمسي ؟

ترجمة: طارق سراي الدين

تدقيق: محمد شراباتي

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر