تصغير الثدي، جراحة تصغير الثدي (أو رأب الثدي التصغيري، بالإنجليزية: Reduction mammoplasty) هو إجراء جراحي تجميلي يهدف إلى إنقاص حجم الأثداء الكبيرة. تعتبر عيوشية المعقد النسيجي المؤلف من الحلمة واللعوة (إن إيه سي) الاعتبار العلاجي الأهم في جراحة تصغير الثدي الهادفة إلى إعادة بناء ثدي وظيفي متناسب مع جسد المرأة، وهذا يعني التأكد من الحساسية الوظيفية والقدرة الإرضاعية للثديين.

تنقسم استطبابات تصغير الثدي إلى ثلاثة مجالات -جسدية وجمالية وفيزيولوجية- إذ يؤدي هذا إلى استعادة شكل الثدي، ونظرة المرأة إلى نفسها، والحفاظ على صحتها العقلية.

في الممارسة العلاجية، تُطبق التقنيات الجراحية والتطبيقات العملية لرأب الثدي التصغيري لتثبيت الثدي (رفع الثدي).

المظاهر:

تُبدي المرأة المصابة بضخامة الثديين (بالإنجليزية: macromastia) ثديين ثقيلين متضخمين (أكبر من 500 غرام لكل ثدي على مقياس شنور Shnur) ما يؤدي إلى تدلي الثدي، ويسبب ألمًا مزمنًا في الرأس والعنق والكتفين والظهر؛ تسبب الأثداء الكبيرة مشاكل صحية ثانوية أيضًا، مثل ضعف الدوران الدموي، والتنفس الضعيف (عدم القدرة على ملء الرئتين بالهواء)؛ الاحتكاك بين جلد الصدر والقسم السفلي من الثدي (المذح تحت الثدي)؛ انطباع حزام حمالة الصدر على الكتفين؛ والتناسب السيئ مع الثياب.

بالنسبة للمرأة التي تعاني من عملقة الثدي (بالإنجليزية: gigantomastia) (وهو زيادة أكبر من 1000 غرام لكل ثدي)، يقلل تصغير الثدي المتوسط من قياس الثدي الكبير ثلاث درجات من حمالة الصدر. يزيل تصغير الثدي المتضخم بشكل غير طبيعي الأعراض الجسدية والتحدد الوظيفي الذي يسببه عدم التناسب بين الثدي والجسم عند المرأة؛ وهذا يحسن بالتالي من صحتها الجسدية والعقلية. بعد القيام بهذه العملية، تحسن قدرة المرأة على القيام بالنشاطات الجسدية التي كانت تعرقلها ضخامة الثديين من صحتها العاطفية (احترام الذات) من خلال انخفاض حدة القلق والاكتئاب النفسي.

التاريخ الطبي:

يشمل السجل الطبي عمر المريضة، وعدد أطفالها، وقيامها بالإرضاع الوالدي، وتخطيط الحمول والرعاية الطبية للأطفال، والحساسيات الدوائية، والميل للنزف. يضاف إلى معلوماتها الطبية الشخصية قصة تدخين التبغ والأمراض المرافقة، قصة جراحة ثدي أو مرض في الثدي، قصة عائلية لسرطان الثدي، وشكايات من الألم في العنق والظهر والكتف، حساسية الصدر، الإصابة بالطفح، الخمج، والخدر في الطرف العلوي.

خلال الفحص الجسدي، تُسجل وتُثبت القياسات الدقيقة لمشعر كتلة الجسد عند المرأة، والعلامات الحيوية، وكتلة كل ثدي، ودرجة المذح الموجود أسفل الثدي، ودرجة تدلي الثدي، ودرجة تضخم كل ثدي، والآفات التي تغطي الجلد، ودرجة الإحساس في معقد الحلمة واللعوة (إن إيه سي)، والمفرزات الصادرة عن الحلمة.

يلاحظ أيضًا حدوث التأثيرات الثانوية للثديين المتضخمين، مثل الثلمة الكتفية الناجمة عن الثقل المطبق على حزام حمالة الصدر، والحدب (الانحناء الخلفي الشديد في العمود الفقري الصدري)، التهيج الجلدي، والطفح الجلدي الذي يصيب الطية الثديية (الطية تحت الثديين، inframammary fold «آي إم إف»).

الأسباب:

يتطور حجم ثديا المرأة غالبًا خلال مرحلة النهود (مرحلة تطور الثدي أثناء البلوغ)، لكن هذا التضخم قد يحدث أيضًا بعد الولادة، أو بعد اكتساب الوزن، أو عند الوصول إلى سن الضهي، أو حتى في أي عمر، حيث تتطور ضخامة الثديين عادةً على حساب النسيج الشحمي المتضخم (مفرط التطور) بدلًا من الغدد الحليبية. زيادةً على ذلك، تملك العديدات من النساء عوامل مؤهبةً وراثيًا لتطوير أثداء كبيرة الحجم، إذ يزداد حجمها ووزنها إما بالحمل أو اكتساب الوزن، أو عند اجتماع كلتا الحالتين. هناك أيضًا حالات طبية المنشأ لهذه الضخامة تتلو النتائج غير المتناظرة من عمليات استئصال الثدي الكتل.

مع ذلك، فإصابة المرأة الشابة بضخامة الثدي العذري الذي يسبب أثداءً متضخمة كبيرة القياس، وضخامة ثدي متواترة نادرةٌ إحصائيًّا.

قد تسبب الضخامة الشاذة في نسج الثدي إلى حجم تتجاوز فيه النسبة الطبيعية بين الجسد والثدي فرط تطور في الغدد الحليبية أو في النسيج الشحمي، أو في كليهما. يتراوح حجم الثدي الناتج بين الخفيف (أقل من 300 غرامًا) والمتوسط (بين 300 إلى 800 غرام) والشديد (أكبر من 800 غرام). قد تحدث ضخامة الثدي في جهة واحدة أو تكون ثنائية الجانب (ضخامة ثدي مفردة أو مزدوجة) وقد يترافق هذا مع انخفاض وتدلي الثدي، والذي يُحدد بدرجة هبوط الحلمة تحت الطية أسفل الثدي (آي إم إف).

المقاربة العلاجية:

العلاج الدوائي:

لا تستجيب فرط ضخامة الثديين (تضخم الثدي أو عملقة الثدي) للعلاج الدوائي، غير أن اتباع حمية إنقاص وزن عند النساء زائدات الوزن قد يُنقص من القياس والحجم الكبيرين للثديين المُتَضَخِّمَين بشكل غير طبيعي. تمنح المعالجة الفيزيائية بعض الراحة لمن تعاني من آلام العنق أو الكتف. يخفف الاعتناء بالجلد من التهاب الطية الثديية وينقص حدة الأعراض التي تسببها الرطوبة، مثل التهيج، الحكة، الخمج، والنزف.

العلاج الجراحي:

تفيد التقنيات الجراحية التقليدية المستخدمة في تصغير الثدي في إعادة قولبة (تشكيل) بروز الثدي باستخدام الجلد والسويقة الغدية (نسيج الثدي)، ثم إزالة وإعادة ستر النسيج بغلاف جلدي، لينتج ثدي جديد بحجم وشكل ومحيط طبيعي، إلا أن هذا الإجراء يسبب ندبًا جراحية طويلة على أحد نصفي كرة الثدي. تبعًا لهذا، قدم لـ. بينيللي في عام 1990 طريقة جراحية تدعى جراحة تدوير كتلة الثدي، وهي تقنية يُجرى فيها شق صغير حول اللعوة ينتج عنه ندبة حول اللعوة فقط – أي حول معقد الحلمة واللعوة، حيث يخفي تدرج لون الجلد من الداكن إلى الفاتح الندبة الجراحية.

تشريح الثدي:

الإجراء الجراحي:

في رأب الثدي التصغيري الهادف إلى إعادة تحجيم الأثداء المتضخمة وتصحيح التدلي، يستأصل الجراح (يقطع ويزيل) النسيج الزائد (الغدي والشحمي والجلد)، والأربطة المعلقة المرهقة، وينقل معقد الحلمة واللعوة (إن إيه سي) إلى الأعلى على نصف كرة الثدي. عند البلوغ، ينمو الثدي نتيجةً لتأثير هرموني الإستروجين والبروجسترون؛ باعتباره غدة ثديية، يتألف الثدي من فصيصات من النسيج الغدي، كل منها تنزح إلى الأقنية اللبنية التي تفرغ محتواها في الحلمة. يشكل النسيج الشحمي المبعثر بين الفصيصات أغلب حجم الثدي (نحو 90% منه) ومحيطه المدور – عدا في حالتي الحمل والإرضاع، إذ يشكل الحليب أغلب حجمه.

مكونات الثدي:

من وجهة نظر جراحية، يتألف الثدي من غدة مفرزة تغطي الصدر -مثبتة في الحلمة ومعلقة بأربطة تصلها بالصدر- وتتمادى مع الجلد الذي يغطي جسم المرأة. تتنوع أبعاد وأحجام الأثداء تبعًا للعمر والعادات (بناء الأجسام والنظام الجسدي)؛ لذلك تزن الأثداء صغيرة إلى متوسطة القياس ما يقارب 500 غرام، أو أقل من ذلك، بينما تزن الأثداء الكبيرة نحو 750 إلى 1000 غرام. تشريحيًا، تنفرد كل امرأة بطبوغرافيا الثدي وتموضع كل من الحلمة واللعوة على نصف كرة الثدي؛ وبالتالي يتراوح متوسط الأبعاد المفضلة بين 21 إلى 23 سنتيمترًا للمسافة القصية (بعد الحلمة عن ثلمة القص) و 5 – 7 سنتيمترًا للمسافة أسفل الطية (البعد بين معقد الحلمة واللعوة والطية تحت الثدية).

المصدر