يمنع لقاح الإنفلونزا Flu vaccination الملايين من الحالات المرضية والوفيات المتعلقة بمرض الإنفلونزا سنويًا، ولكن تُعتبر معدلات تلقي اللقاح منخفضة لأسباب عدة .
أعلنت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية CDC، أن نحو 45% من البالغين في الولايات المتحدة قد تلقوا لقاح الإنفلونزا خلال موسم 2018/ 2019، ويمثل هذا زيادة بنسبة 8% عن الموسم السابق 2017/ 2018، إلا أنه أقل بكثير من المستهدف، وهو أن يحصل 70% من البالغين في الولايات المتحدة على لقاح الإنفلونزا .
إحدى أشهر الخرافات التي تجعل الناس يتجنبون تلقي اللقاح هي ظنهم أنه سوف يسبب لهم المرض، وهذا ببساطة غير صحيح، لأن الفيروس المتواجد في اللقاح غير نشط، وبالتالي لا يمكن أن يسبب المرض، ما قد يحدث هو أن تشعر ببعض الآثار نتيجة لردة فعل جهازك المناعي، ولا يعني هذا أنك قد أُصبت بالمرض.
الإنفلونزا Influenza or Flu هو مرض رئوي شائع لكنه خطير، ويمكن أن يتطلب بقاء المريض في المستشفى لتلقي العلاج، أو حتى قد يؤدي إلى الوفاة. تقدر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية أنه خلال موسم الإنفلونزا يمكن أن يُصاب نحو 8% من سكان الولايات المتحدة بالإنفلونزا، أي ما يقارب 26 مليون شخص.
يختلف موسم الإنفلونزا من سنة إلى أخرى، كما يؤثر فيروس الإنفلونزا بطرق مختلفة. إحدى أخطر مضاعفات الإنفلونزا هي الالتهاب الرئوي pneumonia، الذي يمكن أن يحدث عندما يقاوم جسمك المرض بشدة، وهو أمر خطير خاصةً عند كبار السن والأطفال والمرضى الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي، مثل حالات تلقي العلاج الكيميائي أو زراعة الأعضاء.
يصاب الملايين من الأمريكيين بالإنفلونزا سنويًا، ويُضطر مئات الآلاف منهم إلى البقاء في المستشفيات لتلقي العلاج، ويلقى عشرات الآلاف حتفهم بسبب المضاعفات.
خلال وباء الإنفلونزا عام 1918، أُصيب قرابة 500 مليون شخص بالإنفلونزا، أي نحو ثلث سكان العالم. منذ ذلك الحين، تطور علم اللقاحات كثيرًا جدًا من أجل مقاومة الأمراض المعدية .
تعتبر اللقاحات حجر الأساس في مكافحة الإنفلونزا، وتنصح مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية أن على جميع من تبلغ أعمارهم 6 أشهر فأكثر، وكل من ليس لديهم أي موانع لتلقي اللقاح، أن يتلقوا لقاح الإنفلونزا.
لن يسبب لقاح الإنفلونزا الإصابة بالإنفلونزا، كما أن لقاح شلل الأطفال لن يسبب شلل الأطفال، لأن اللقاح يُصنع من سلالة غير نشطة من الفيروس، وبالتالي لا تكون قادرة على التسبب في المرض.
لكن قد يشعر بعض الناس بالتوعك بعد تلقي اللقاح، ما سيجعلهم يظنون أنهم قد مرضوا بسببه. إلا أن الشعور بتوعك بعد تلقي اللقاح قد يُعَد أمرًا إيجابيًا، إذ يدل على أن جهازك المناعي يعمل كما يجب.
عندما تتلقى لقاح الإنفلونزا، يتعرف جسمك على فيروس الإنفلونزا غير النشط على أنه جسم غريب، هكذا يتمكن جهازك المناعي من تطوير أجسام مضادة antibodies لهذا الفيروس، كي يكون قادرًا على مقاومته في المستقبل، قد تؤدي هذه الاستجابة المناعية الطبيعية إلى الشعور بأعراض مثل حمى خفيفة، أو صداع، أو آلام في العضلات. يشبه هذا أعراض الإنفلونزا، إلا أنه في الحقيقة ردة فعل جهازك المناعي تجاه اللقاح.
الخبر السار هو أن هذه الأعراض الجانبية قصيرة المدى مقارنة بالإنفلونزا، التي تستمر أعراضها طويلًا وتكون أكثر حدة. يُقدر عدد من يصابون بالحمى بعد تلقي لقاح الإنفلونزا بأقل من 2%.
أيضًا يخلط الناس غالبًا بين الإنفلونزا وبين الإصابة بنزلة برد شديدة bad cold أو إنفلونزا المعدة stomach flu. تتضمن أعراض الإنفلونزا: الحمى، القشعريرة، التهاب الحلق، سيلان أو انسداد الأنف، آلام في الجسم، إجهاد، صداع. قد تشبه أعراض نزلة البرد أعراض الإنفلونزا، ولكنها عادةً ما تكون أخف. أما إنفلونزا المعدة أو النزلة المعوية gastroenteritis فيسببها العديد من البكتيريا والفيروسات المختلفة، وتتضمن أعراضها الغثيان، والتقيؤ، والإسهال .
التعرض للمرض قبل تلقي اللقاح والمغالطات
قد يصاب البعض بالمرض بالفعل بعد حصولهم على اللقاح، ولكن ليس هذا بسبب اللقاح، أو بسبب كون اللقاح غير فعال. تضم الأسباب المحتملة ما يلي:
- أولًا، ربما تعرض الشخص للإصابة بالإنفلونزا قبل تلقي اللقاح بفترة وجيزة، أو بعد تلقى اللقاح لكن قبل تكون المناعة ضد المرض، إذ يتطلب بناء المناعة الكاملة ضد المرض أسبوعين بعد الحصول على اللقاح، وبالتالي، إذا أُصبت بالعدوى في هذه الفترة، فسيؤدي هذا إلى ظهور أعراض المرض.
- ثانيًا، تعتمد فاعلية اللقاح على سلالة الفيروس الذي تعرضت له، فيبقى احتمال إصابتك بالإنفلونزا قائمًا حتى بعد تلقي اللقاح، إذا تعرضت لسلالة مختلفة من الفيروس. لذلك يُصنع لقاح الإنفلونزا سنويًا ليناسب سلالات الفيروس الأكثر انتشارًا، وتعتمد فاعلية اللقاح على مدى التشابه بين الفيروس الأكثر انتشارًا والفيروسات المستخدمة لتصنيع اللقاح.
إذا تشابه الاثنان (الفيروس المنتشر أو الذي أصبت به، والفيروس المستخدم في صنع اللقاح) كثيرًا، تبلغ فاعلية اللقاح أوجها، أما إذا لم يتشابها فستنخفض الفاعلية، ومع ذلك فإنه حتى في حالة عدم وجود تشابه كبير بين الفيروس المنتشر والفيروس المستخدم في صنع اللقاح، فإن اللقاح سيظل فعالًا في التقليل من شدة أعراض الإنفلونزا، والمساعدة على منع المضاعفات المرتبطة بها.
الخلاصة أنه لا يمكن الإصابة بالإنفلونزا نتيجة تلقي اللقاح المضاد لها، لذلك فمن المحبذ بالنسبة للجميع تلقي اللقاح في أقرب وقت ممكن.
اقرأ أيضًا:
لقاح الإنفلونزا الجديد يعلم جهاز المناعة كيف يبدو الفيروس
يمكننا قريبًا الحصول على لقاح الإنفلونزا العالمي.. وذلك بفضل اللاما
ترجمة: جهاد مالك أبوشهيوة
تدقيق: أكرم محيي الدين